120 ألفاً يستعدون لمغادرة الإقليم

عقب وقف النار.. أرمينيا تبدأ استقبال لاجئين من قره باغ

جوريس (أرمينيا)/موسكو -رويترز

وصلت مجموعة من سكان إقليم ناجورنو قره باغ، من عرقية الأرمن، إلى أرمينيا مساء الأحد، بعدما أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان استعداد بلاده لاستقبال جميع سكان الإقليم، وذلك في أعقاب الاتفاق على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع أذربيجان،بعد عملية عسكرية أطلقتها باكو، الثلاثاء الماضي. 

وأفادت وسائل إعلام أرمينية، نقلاً عن الحكومة، بأن أول مجموعة مكونة من 377 لاجئاً من منطقة ناجورنو قره باغ وصلت إلى أرمينيا في حدود الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت جرينتش)، ليرتفع العدد إلى 1050 شخصاً بحلول الساعة العاشرة ليلاً.

وقالت وكالة "رويترز" إن مئات من اللاجئين الأرمن وصلوا إلى بلدة جوريس الأرمينية بالقرب من الحدود مع أذربيجان.

وكانت قيادة الإقليم التي تنتمي لعرقية الأرمن، قالت لـ"رويترز"، الأحد، إن 120 ألفاً من عرق الأرمن في ناجورنو قره باغ سيغادرون إلى أرمينيا، لأنهم "لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان ويخشون من التطهير العرقي".

ويتهم قادة الأرمن في قره باغ، أذربيجان، بأنها ترغب في القيام بـ"تطهير عرقي" في الإقليم، وهي اتهامات ترفضها باكو قائلةً إنها "ستحمي حقوق المدنيين المنتمين لعرق الأرمن في المنطقة بموجب دستورها".

باشينيان: مستعدون لاستقبال جميع سكان قره باغ

رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، أعلن استعداد بلاده لاستقبال جميع سكان إقليم ناجورنو قره باغ من عرقية الأرمن. 

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن باشينيان قوله، في كلمة إلى مواطنيه، الأحد: "يظل أرمن ناجورنو قره باغ عرضة للتطهير العرقي (...) الإمدادات الإنسانية وصلت إلى ناجورنو قره باغ خلال الأيام القليلة الماضية، لكن هذا لا يغير الوضع".

وأضاف: "إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناجورنو قره باغ في منازلهم والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي، فالاحتمال يتزايد بأن الأرمن في ناجورنو قره باغ سيطردون من أرضهم باعتبار هذا السبيل الوحيد للخلاص".

وتابع: "حكومتنا سترحب بكل ود بإخواننا من ناجورنو قره باغ"، مشيراً إلى أن التكتلات الأمنية التي كانت أرمينيا عضواً فيها "لم تكن فاعلة"، في انتقاد واضح لروسيا الحليف الرئيسي ليريفان.

وشنّت أذربيجان، الثلاثاء الماضي، عملية عسكرية في منطقة ناجورنو قره باغ، وهي خطوة قد تنذر بحرب جديدة في المنطقة المضطربة، فيما أعلنت أرمينيا إدانتها لما وصفته بـ"العدوان الشامل" من جانب باكو. 

تعهدات أذربيجانية

بدوره، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الأربعاء، استعادة بلاده سيادتها على ناجورنو قره باغ بعد عملية عسكرية انتهت بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تدفق فيه آلاف الأرمن على مطار بالإقليم، وأجلت روسيا أكثر من 3 آلاف شخص منذ بدء العملية العسكرية.

وعرض رئيس أذربيجان على سكان الإقليم المنحدرين من أصل أرميني وعلى أرمينيا المجاورة أيضاً "آفاق التعاون والمصالحة والتنمية المشتركة" بعد سيطرة قواته على الجيب الانفصالي، حسب قوله.

وقال علييف في خطاب بثه التلفزيون إنه "منذ بدء حرب قره باغ الثانية (عام 2020) عانى أكثر من 300 مواطن أذربيجاني من إرهاب الألغام"، مشيراً إلى أن عملية "نقل ألغام تمت بشكل غير قانوني من أرمينيا إلى منطقة قره باغ، وزرعها في أماكن مختلفة".

وحدث التصعيد العسكري، بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.

وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية، تفرض قيوداً صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقره باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية، في إدخال المساعدات بدعوى أنه يستخدم في تهريب أسلحة.

وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان، الأربعاء الماضي، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قره باغ، بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية، كما أكدت سلطات الإقليم الأرمينية، موافقتها على مقترح باتفاق الهدنة.

وأكدت الوزارة، موافقة قوات الأرمن في المنطقة الجبلية، على "إلقاء أسلحتها والتخلي عن المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع سلاحها بالكامل"، مشيرة إلى الشروع في عملية تسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى جيش أذربيجان.

تصنيفات

قصص قد تهمك