يعمل الرئيس الأميركي جو بايدن، وفريق حملته على مشروع "بالغ الأهمية" في إطار مسعاه لإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، وهو أن يحرصوا على ألا "يتعثر ويسقط مجدداً"، بحسب موقع "أكسيوس".
وبينما يُعرب الناخبون الأميركيون عن مخاوف عميقة إزاء عمر الرئيس البالغ من العمر 80 عاماً، ومدى لياقته الصحية للمنصب، يتخذ فريقه خطوات إضافية لتجنب تعثره على الملأ، كما حدث في يونيو عندما تعثر بكيس رمل خلال حفل تخرج بأكاديمية القوات الجوية.
وقال الموقع الأميركي إن بايدن كان يمارس تمارين لتحسين توازنه مع أخصائي علاج طبيعي منذ نوفمبر 2021. ومنذ تعثره في يونيو، أصبح يرتدي أحذية تنس غالباً لتجنب الانزلاق، وحرص فريقه على استخدام السُلم القصير في طائرة الرئاسة، وأن يدخل الطائرة من طابق أكثر انخفاضاً عما قبل.
وأشار إلى أن الديمقراطيين، بما في ذلك البعض في الإدارة الأميركية، يخشون من تعرض بايدن لسقطة قوية، وسط سيناريو كارثي بحدوث ذلك خلال الأسابيع التي تسبق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المقررة في نوفمبر 2024.
وأضاف الموقع أن بعض المسؤولين الديمقراطيين الكبار أبدوا بشكل سري استياءهم من الفريق التحضيري لبايدن منذ عدة أشهر، استناداً إلى حادثة كيس الرمل، وأشاروا إلى أن الرئيس الأميركي غالباً ما يظهر أنه لا يعرف الاتجاه الذي يجب أن يسلكه بعد أن يتحدث على منصة.
وفي كثير من الأحيان، يستخدم الجمهوريون مقاطع فيديو لبايدن يبدو فيها مرتبكاً بشأن المكان الذي سيذهب إليه بعد الخطابات، لإثارة مزيد من التساؤلات بشأن عمره وحالته الصحية.
تشخيص طبي
ومن المحتمل أن تكون "صعوبات التوازن" التي يعاني منها بايدن نتيجة لما شخصه طبيبه على أنه "مزيج من التهاب شديد في مفاصل العمود الفقري"، و"التهاب خفيف بعد الكسر في مفاصل القدم"، بحسب أكسيوس.
وأوضح الموقع أن بايدن يمارس التمارين الرياضية في الصباح مع أخصائي العلاج الطبيعي درو كونتريراس، الذي عمل أيضاً مع الرئيس السابق باراك أوباما.
كما أوصى طبيب بايدن بتمارين التوازن، التي وصفها بـ"مناورات صيانة وضع الجسم (موازنة قدرة الكاحل/القدم)"؛ ويُشار إليها أيضاً باسم "تعزيز حاسة إدراك الحركة".
وفي تعليق على الأمر، قال الأستاذ الجامعي جيمس جوردون، مساعد العميد ورئيس قسم علم الحركة الحيوية والعلاج الطبيعي في جامعة جنوب كاليفورنيا: "لم أسمع مطلقاً مصطلح مناورات صيانة وضع الجسم"، مضيفاً: "إنه ليس مصطلحاً طبياً يستخدم عادة".
ورداً على سؤال بشأن مزيد من التفاصيل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس لموقع "أكسيوس": "ليس الأمر جديداً. لقد أعلن عنه طبيب بشفافية وبشكل استباقي في تقرير عام 2021، ومرة أخرى هذا العام".
وأضاف بيتس: "هذا المقال يتناسب مع نمط مؤسف من الإعلام الذي يحاول إضفاء إثارة على أمر كان علنياً منذ فترة طويلة، بدلاً من تغطية إنجازات الرئيس الحقيقية لصالح الأميركيين الكادحين".
سن المرشحين يقلق الأميركيين
وأظهرت استطلاعات رأي حديثة أن عمر بايدن يمثل أحد المخاوف الرئيسية للناخبين بشأنه. وعلى نحو مماثل، يساور الناخبين قلق بالغ أيضاً إزاء تقدم سن الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح المحتمل للحزب الجمهوري.
ويعتقد 75% من الأميركيين أن بايدن "كبير جداً في السن" بحيث لا يمكنه تولي المنصب، في حين يرى نحو 50% أن ترمب، البالغ من العمر 77 عاماً، كبير في السن أيضاً، وفقاً لاستطلاع أجراه الشهر الماضي مركز "نورك" للأبحاث التابع لوكالة "أسوشيتد برس".
وبعيداً عن المسائل القانونية التي يواجهها ترمب، فإن "سلوكه العصبي"، كما ظهر هذا الأسبوع في منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي، أثار مخاوف بشأن الحالة العقلية للرئيس السابق، بحسب الموقع.
وفي سلسلة من المنشورات في نهاية الأسبوع الماضي، اتهم ترمب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي بارتكاب "أعمال خيانة عظمى"، واقترح إعدامه.
كما ذكر ترمب "الخيانة العظمى" في تعهده باستخدام الرئاسة للتحقيق مع الشركة الأم لشبكة "NBC NEWS" التلفزيونية Comcast، بشأن التغطية الإعلامية "المُغرضة" له.
مع ذلك، يراهن فريق بايدن على أن الأمر يستحق تحمل أي سخرية يتعرّض لها، بسبب استخدام سلم قصير على متن طائرة الرئاسة، وارتداء أحذية تنس، لتجنب سقوط آخر على الملأ.
حادث سقوط شهير
ولفت "أكسيوس" إلى أن حسابات حملة بايدن تشبه الجهود التي بذلتها في عام 2020 لمنعه من الإصابة بفيروس كورونا، حتى مع أن تلك الخطوات على غرار القيود الصارمة على الحملات الشخصية، أدت إلى ظهور صور تسخر من "حملة القبو" لبايدن.
ووفقاً للموقع، يشعر بعض الديمقراطيين بالقلق من تعرض بايدن لحادث، مثلما حدث مع الجمهوري بوب دول في سبتمبر عام 1996، عندما سقط بطريق الخطأ على خشبة المسرح في تجمع حاشد قبل أسابيع من الانتخابات.
وكان الديمقراطيون قد انتقدوا دول، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 73 عاماً، بشأن عمره، وقارنوا بينه وبين بيل كلينتون الأكثر نشاطاً، الذي كان في الخمسين من عمره، وكان يسعى لولاية رئاسية ثانية، حيث أُعيد نشر صور وعرض مقطع فيديو سقوط دول، عابساً يتلوى من الألم بعد ذلك على نطاق واسع.
