الأردن.. رئيسا مجلسَي الأعيان والنواب يرفضان "المساس بأمن البلاد"

الملك الأردني عبد الله الثاني - 23 مارس 2021 - AFP
الملك الأردني عبد الله الثاني - 23 مارس 2021 - AFP
دبي-الشرق

قال رئيس مجلس النواب الأردني عبد المنعم العودات، الأحد، إن "الأردن حسم أمس بشكل صارم أي محاولة للمساس بأمنه واستقراره"، بينما أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أنه "سيتم التصدي لكل يد مرتجفة تسعى للعبث بأمن البلاد"، في إشارة إلى الإجراءات التي أعلنتها عمّان لمواجهة "تحركات تُوظّف لاستهداف الأمن" في البلاد.

ومن المقرر أن تصدر الحكومة الأردنية بياناً، الأحد، لتوضيح خلفيات هذه القضية.

وأضاف العودات، خلال كلمته بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، في مقر مجلس الأمة: "الأردن بعث برسالة واضحة وحاسمة إلى من أسماهم الملك عبد الله الثاني بالمناوئين والمنزعجين من مواقف الأردن السياسية".

وتابع: "ها هي الأحداث تعلمنا من جديد، ونحن على أبواب مئوية جديدة من عمر هذا البلد الصابر المرابط، بأن نظامنا الهاشمي وبلدنا الأردن عصي على التآمر والمكائد والفتن، وأن شعبه الملتف حول قائده والمكافح في سبيل عزته وكرامته ومستقبل أجياله سيظل قادراً بوعيه وانتمائه الوطني على التمسك بالمبادئ والقواعد المتينة التي أقيمت الدولة على أساسها، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً واعداً".

"صف واحد"

رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز قال: "نؤكد وقوفنا خلف الملك عبد الله الثاني، من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره".

وأضاف: "سنتصدى لكل يد مرتجفة تسعى للعبث بأمن البلاد"، داعياً الشعب الأردني إلى "تجنب الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب".

من جانبه قال نائب رئيس الوزارء الأردني، وزير الإدارة المحلية، توفيق كريشان، خلال الحدث نفسه، إن "الأردنيين استطاعوا عبور كافة الأزمات التي مرّ بها وطنهم، ولم يشهد الأردن يوماً تصفية لمعارضة أو إقصاء لمكوّن سياسي". 

ردود فعل مستمرة

وتواصلت الأحد ردود الفعل والمواقف الدولية والعربية لقرارات السلطات الأردنية.

وقال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، في تغريدة على تويتر: "نحن قريبون من الأحداث في الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية شريك مقدّر للمملكة المتحدة، والملك عبد الله يحظى بدعمنا الكامل".

من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الأحد، إن "الأردن دولة سلام مجاورة، ذات أهمية استراتيجية غير عادية، وتمثل عمقنا الاستراتيجي، وعلينا فعل كل ما يجب للحفاظ على هذا الحلف المستمر منذ 30 عاماً".

وأضاف في تصريحات صحافية: "الأردن عندما  يكون قوياً ومزدهراً يمثل في نهاية الأمر مصلحة أمنية وسياسية، وكذلك اقتصادية بالنسبة لنا، ويجب علينا عمل ما يجب لمساعدتهم اقتصادياً".

وأعلنت وزارة الخارجية التركية دعمها القوي للعاهل الأردني، وذكرت في بيان صحافي: "نراقب بقلق الأحداث في الأردن، ولا نرى أن استقرار وهدوء الأردن، بلد السلام المحوري في الشرق الأوسط، بمعزل عن استقرار وهدوء تركيا". 

وقالت وزارة الشؤون الخارجية اليونانية، في تغريدة على تويتر، إن "الأردن ركن من أركان الاستقرار والاعتدال في منطقة مضطربة، وشريك قوي لليونان، نتطلع إلى استمرار تعاوننا الوثيق مع الأردن لتعزيز السلام والأمن والازدهار في المنطقة".

وأعربت أوكرانيا عن دعمها الكامل للأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني وجهوده للحفاظ على استقرار البلاد وأمنها، وقالت الرئاسة الأوكرانية في بيان صدر عن سفارتها في عمّان الأحد، إن "أوكرانيا على ثقة بقدرة الأردن بقيادة الملك عبد الله على حفظ استقرار الدولة وأمنها وتنميتها".

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أجرى، الأحد، اتصالاً هاتفياً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مجدداً تضامن الرباط مع القرارت التي اتخذتها عمّان من أجل أمن واستقرار البلاد.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد دعم بلاده ووقوفها إلى جانب الأردن في القرارات والإجراءات كافة التي يتخذها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من أجل حفظ أمن واستقرار الأردن.

وأكد أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، في اتصال هاتفي مع الملك عبد الله الثاني، وقوف بلاده إلى جانب المملكة وتأييدها الإجراءات كافة التي يتخذها للحفاظ على أمنها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية.

وأكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الأحد، تأييد ومساندة كل القرارات والإجراءات التي يتخذها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لحفظ الأردن وصون مكتسباته ضد أي محاولة للنيل منه، مشيراً إلى أن أمن الأردن جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار البحرين، وفقاً لوكالة الأنباء البحرينية.

وأعرب المجلس الرئاسي الليبي في بيان صحافي عن تضامنه ودعمه التام ووقوفه إلى جانب الأردن، بقيادة الملك عبد الله الثاني، مؤكداً الروابط القوية والراسخة التي تجمع بين البلدين.

اعتقال شخصيات بارزة

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي قال السبت إن الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، "طُلب منه التوقف عن تحركات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن"، نافياً في الوقت ذاته أن يكون قد جرى اعتقال الأمير ضمن آخرين ألقت السلطات القبض عليهم. 

"لا أحد فوق القانون" 

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن الحنيطي أكد في بيان "عدم صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال الأمير حمزة، ولكنه بيّن أنه طُلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل بنتيجتها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون".

وقال رئيس هيئة الأركان أن "التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح"، مشدداً على أن كل الإجراءات التي اتخذت "تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها"، وأن "لا أحد فوق القانون وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ذكرت أن الأمير حمزة جرى وضعه تحت الإقامة الجبرية.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية في وقت سابق عن مصدر أمني قوله إن قوات الأمن اعتقلت الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لـ"أسباب أمنية"، واصفاً الاعتقال بأنه جاء بعد "متابعة أمنية حثيثة".

ولفت المصدر إلى أن التحقيق في الموضوع "جارٍ"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

الأمير حمزة: أنا قيد الإقامة الجبرية

وفي فيديو بثته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال الأمير حمزة بن الحسين إنه قيد الإقامة الجبرية وإن حراسه الشخصيين أبعدوا.

حملت التصريحات تأكيداً ضمنياً لبيان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الذي ذكر أن الأمير تلقى طلباً "بالتوقف عن تحركات ونشاطات تُوظّف لاستهداف أمن الأردن واستقراره".

وأضاف الأمير أنه لم يتم توجيه أي اتهامات له بتوجيه انتقادات للملك عبد الله، مشيراً إلى أنه لم يكن المتحدث حين وُجهت انتقادات للحكومة في اجتماعات شارك فيها.

وجاءت تعليقات الأمير حمزة في مقطعي فيديو بالعربية والإنجليزية.

وفي تسجيل ثالث، علّق الأمير بالعربية على بيان رئيس هيئة الأركان، نافياً وجود "أي أجندة خارجية أو مؤامرات من خلف الكواليس".

 من جهتها قالت الملكة نور، أرملة عاهل الأردن الراحل الملك حسين، في تغريدة على "تويتر"، الأحد: "أتوجه بالدعاء من أجل أن تسود الحقيقة والعدالة لكل الضحايا الأبرياء لهذا البهتان الآثم".

من هو حمزة بن الحسين؟

ولد الأمير حمزة بن الحسين عام 1980، وتولى ولاية عهد المملكة الأردنية الهاشمية منذ 7 فبراير 1999 حتى 28 نوفمبر 2004، حين أعفاه الملك من المنصب ليكون "أكثر حرية وقدرة على الحركة والعمل والقيام بأية مهمات أو مسؤوليات" قد تحول دونها الطبيعة "الشرفية" لمنصب ولي العهد، بحسب رسالة وجهها الملك إلى الأمير حمزة آنذاك. 

الأمير حمزة بن الحسين ولي عهد الأردن السابق. - AFP
الأمير حمزة بن الحسين - AFP

وينوب الأمير حمزة عن الملك في بعض المناسبات والمهام الرسمية داخل الأردن وخارجه، كما كان ضابطاً في الجيش الأردني برتبة عميد، وشغل في السابق منصب مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة لشؤون الصناعات الدفاعية.

وخلال السنوات الأخيرة، أصدر الأمير تعليقات تخص الشؤون العامة في الأردن عبر حساب على موقع تويتر يحظى بمتابعة أكثر من نصف مليون شخص.

باسم عوض الله

ويعد باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، من أبرز الشخصيات التي شملتها قرارات الاعتقال. ولد عوض الله عام 1964، وعمل مديراً للدائرة الاقتصادية في الديوان الملكي الهاشمي بين عامي 1999-2001، وتولى منصب وزير التخطيط من 2001 إلى 2005، ووزير المالية من 2005 إلى 2006، ثم شغل منصب رئيس الديوان الملكي من 2007 إلى 2008، كما شغل منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية.

باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي الأردني السابق. - AFP
باسم عوض الله - AFP