غضب جمهوري وانزعاج ديمقراطي من مكارثي

رئيس مجلس النواب الأميركي يواجه اختبار العزل.. وموقف الديمقراطيين "لم يحسم بعد"

زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي خلال جلسة تصويت على انتخابه رئيساً للمجلس. 6 يناير 2023 - AFP
زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي خلال جلسة تصويت على انتخابه رئيساً للمجلس. 6 يناير 2023 - AFP
دبي-الشرقوكالات

قدم العضو الجمهوري المتشدد بمجلس النواب الأميركي مات جايتز مذكرة لفرض تصويت على عزل رئيس المجلس كيفين مكارثي من منصبه، بعدما وقف الأخير وراء حزمة مؤقتة لتوفير تمويل قصير الأمد للوكالات الفيدرالية بمعاونة الديمقراطيين، تفادت به الولايات المتحدة إغلاق الحكومة، وسط معارضة من داخل حزبه.

وتعهد جايتز 41 عاماً، بالتقدم بالمذكرة لعزل مكارثي (58 عاماً)، عقب تمرير حزمة التمويل السبت، بمعاونة من الديمقراطيين الذين أيدوا بكامل قوتهم التصويتية تقريباً حزمة التمويل.

وتقدم جايتز الاثنين، بمذكرة لفرض تصويت لإخلاء منصب مكارثي، مع عودة المجلس للانعقاد في أول جلسة منذ تمرير الحزمة السبت، في تصويت وصفته صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنه سيكون "تاريخياً" ويختبر سيطرة مكارثي على أعضاء حزبه في المجلس.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الديمقراطيين لم يحسموا موقفهم بعد بشأن إنقاذ مكارثي من التصويت غير المسبوق، ولفتت إلى أنه لم يحدث من قبل أن صوت أعضاء من الأقلية لصالح مرشح الحزب الذي يعارضونه.

وأشارت إلى أنه نظراً لخلافاتهم المتكررة مع مكارثي، فإنه من غير المرجح أن يصوت الديمقراطيون لإنقاذه دون صفقة واضحة بإشراك الديمقراطيين في المجلس في اتخاذ القرارات.

ويسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بأغلبية ضئيلة تبلغ 221 مقابل 212 مقعداً، وسيتطلب الأمر ما لا يقل عن 5 أصوات مؤيدة للعزل لتهديد سلطة مكارثي في حال صوت جميع الديمقراطيين ضده.

ومنذ بداية العام ومكارثي وجايتز على مسار تصادمي منذ عطل جايتز انتخاب مكارثي رئيساً للمجلس، ما أدى لفرض 15 جولة تصويت انتزع مكارثي في آخرها المنصب ولكن بعد تقديم تنازلات لتجمع حرية الذي يقوده جايتز داخل المجلس، من بينها إمكانية تقدم أعضاء منفردين بقرارات لعزل رئيس المجلس عبر ما يعرف باسم "قرار لإخلاء منصب رئيس المجلس".

وقال مكارثي على تويتر "اجلب ما عندك" ليرد عليه جايتز قائلاً "لقد فعلت للتو".

وسيختبر التصويت الدعم الجمهوري لمكارثي في المجلس، والديمقراطيين إلى حد ما إذ قد يتدخلوا لإنقاذ مكارثي من العزل، رغم غضبهم من تراجعه عن اتفاقاته معهم بشأن تمويل الحكومة.

وقال مكارثي الأحد، إنه لن يتم إبعاده عن منصبه، وأنه سينجو من التصويت، مؤكداً استعداده لأي تصويت، مشيراً إلى أن جايتز لديه "ضغينة شخصية" ضده، وهو ما نفاه الأخير.

"أصوات غير كافية"

وقال جايتز لمجلة "بوليتكو"، إن "لديه عدداً كافياً من أصوات الجمهوريين"، مشيراً إلى أن "الأسبوع المقبل ستظهر نتيجة واحدة إما الإطاحة بمكارثي أو بقائه في منصبه، ولكن من المؤكد أن مكارثي لن يبقى في منصبه لتلبية رغبات الديمقراطيين"، في "تلميح" إلى احتمال بقاء رئيس المجلس في منصبه حال حصل على دعم ديمقراطي خلال التصويت.

ووفقاً للمجلة، فإن جايتز ليس لديه الأصوات الكافية لإقالة مكارثي، موضحة أن 3 أعضاء فقط، هم إيلي كرين-أريزونا، وآندي بيجز-أريزونا، وبوب جود-فرجينيا، من يدعمون جهوده علانية، ولكن في الوقت ذاته، يُنظر إلى أن هناك جمهوريين في المجلس غير راضين عن مكارثي، خاصة بعد تمرير "الاتفاق المؤقت" مع الديمقراطيين.

واتهم جايتز، رئيس مجلس النواب، بالكذب على أعضاء حزبه أثناء إجراء المفاوضات وبإبرام "صفقة سرية" مع الديمقراطيين بشأن تمويل أوكرانيا، وهو الأمر الذي يعارضه هو وعشرات الجمهوريين المحافظين الآخرين.

"غضب جمهوري"

ويشعر جايتز والجمهوريون المتشددون بغضب عارم إزاء اعتماد مكارثي على أصوات الديمقراطيين لتمرير حزمة التمويل الحكومي المؤقتة. في المقابل، قوضت مجموعة من 20 جمهورياً، بينهم جايتز، سلطة رئيس المجلس عن طريق منع تشريعات أخرى بشكل متكرر.   

ووصف مكارثي محاولة جايتز للإطاحة به من رئاسة مجلس النواب بأنها "هدامة"، متوقعاً "الاستمرار" في منصبه.

وكان مكارثي أكد في تصريحات، الأسبوع الماضي، أنه يدرك أنه يعرض منصبه للخطر من خلال جهوده التي أسفرت عن تجنب إغلاق الحكومة، متحدياً منتقديه أن يتخذوا أي خطوة ضده.

انزعاج ديمقراطي

ولم يسبق على الإطلاق إقالة رئيس مجلس النواب الأميركي من منصبه الذي يضعه تالياً في أهم منصب بعد نائب الرئيس.

ويشعر الديمقراطيون بالغضب من مكارثي لتخليه عن اتفاق الإنفاق الذي أبرمه في مايو الماضي، مع الرئيس جو بايدن، وموافقته على إخضاع بايدن للمساءلة تمهيداً لعزله.

الديمقراطيون يشعرون أيضاً بالانزعاج بسبب أن مكارثي منحهم وقتاً محدوداً للاطلاع على مشروع قانون الإنفاق المؤقت قبل التصويت عليه السبت الماضي رغم أنه كان بحاجة إلى دعمهم.

وبإمكان الديمقراطيين مطالبة مكارثي باحترام اتفاق الإنفاق الذي أبرمه مع بايدن، أو إسقاط مساءلته، أو التصويت على تشريعات الأسلحة والهجرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك