روسيا تكشف عن اتصالات على "مستوى عالٍ" بشأن أوكرانيا

نائب وزير الخارجية الروسي ورئيس وفد موسكو سيرغي ريابكوف - REUTERS
نائب وزير الخارجية الروسي ورئيس وفد موسكو سيرغي ريابكوف - REUTERS
دبي-الشرقرويترز

قالت روسيا، الاثنين، إنها تجري اتصالات على "مستوى عالٍ" مع الولايات المتحدة، إزاء التوتر بشأن أوكرانيا، رافضةً المخاوف من الحشود العسكرية الروسية، لكنها تعهدت بالرد على "العقوبات الجديدة بسبب أوكرانيا".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله: "نحن على اتصال بالأميركيين، وهذا يحدث على مستوى عالٍ".

وأردف ريابكوف: "موسكو رفضت المخاوف التي أثارتها الولايات المتحدة بشأن الوضع باعتبارها لا أساس لها"، متهماً أوكرانيا بالتقاعس عن تطبيق الاتفاقيات الخاصة بالمنطقة.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، أن واشنطن طلبت من موسكو تفسير "الاستفزازات" على الحدود مع أوكرانيا، والحشود العسكرية الروسية.

وقال المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس في مؤتمر صحافي، إن الولايات المتحدة ستشعر بالقلق إزاء أي جهد تبذله موسكو لتخويف أوكرانيا، سواء كان ذلك في الأراضي الروسية أو في الأراضي الأوكرانية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، وعد في اتصال هاتفي، الجمعة، الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بالدعم الذي "لا يتزعزع" لأوكرانيا، بعد أن عبرت دول غربية وحلف شمال الأطلسي عن القلق بشأن تحركات القوات الروسية قرب أوكرانيا.

تدخل الناتو

وأبدى حلف شمال الأطلسي قلقه، الخميس، بشأن ما وصفه بـ"تعزيز عسكري روسي كبير" بالقرب من شرق أوكرانيا، بعدما حذرت روسيا من أن تصعيداً خطراً في الصراع بمنطقة دونباس الأوكرانية يمكن أن "يدمر" أوكرانيا.

وأعلن الكرملين، الجمعة، أن أي نشر لقوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا سيؤدي إلى مزيد من التوترات بالقرب من حدود روسيا، ويجبر موسكو على اتخاذ تدابير إضافية لضمان أمنها.

واشتبكت القوات الأوكرانية مع قوات انفصالية تدعمها روسيا في منطقة دونباس الشرقية، في صراع تقول كييف إنه "أسفر عن سقوط 14 ألف قتيل منذ عام 2014".

وأثار حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وانتهاكات وقف إطلاق النار في الأقاليم الشرقية لأوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا، قلق "الناتو" وموجة من المكالمات الهاتفية بين كبار الأعضاء في إدارة بايدن ونظرائهم الأوكرانيين والروس.  

ودعت فرنسا وألمانيا في بيان مشترك السبت إلى "ضبط النفس"، و"وقف تصعيد التوتر فوراً"، وأكدتا أنهما تشعران بالقلق إزاء الانتهاكات المتزايدة لوقف إطلاق النار.

مخاوف من غزو

وبحسب "فورين بوليسي"، كان ضم شبه جزيرة القرم في 2014 بدأ أيضاً بتدريبات عسكرية سريعة على طول الحدود الغربية الروسية مع أوكرانيا، قبل أن يتدفق رجال ملثمون في وقت لاحق إلى إقليم البحر الأسود، ويستولون عليه.

ويشكك مراقبون في أن روسيا تخطط لغزو جديد لأوكرانيا، لكنهم لا يستبعدون هذا الاحتمال تماماً، فيما اعتبر مسؤولون عسكريون سابقون ما يحدث محاولة مكشوفة من موسكو لاختبار إدارة بايدن، التي لا تزال تجري مراجعات سياسية للوصول إلى صياغة استراتيجية جديدة تجاه روسيا بعد تصعيدات أخرى من قبل موسكو، شملت عملية اختراق للوكالات الحكومية الأميركية، والتي ألقت واشنطن باللائمة فيها على الكرملين.

علاقات معقدة

وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، في تصريحات تلفزيونية من التدهور غير المسبوق في علاقات بلاده مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، وأن المواجهة بين الطرفين وصلت إلى "الحضيض".

وأشار لافروف إلى أمله في أن يدرك المسؤولون الغربيون المخاطر المرتبطة بالتحريض على المزيد من التوتر، دون أن يحدد موعد إعادة السفير الروسي أناتولي أنتونوف إلى واشنطن، مرجعاً قرار عودته إلى الرئيس فلاديمير بوتين.

وكانت روسيا استدعت سفيرها لدى الولايات المتحدة بعد أن سُئل الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة صحافية، عما إذا كان يعتقد أن بوتين "قاتل"، فأجاب بـ"نعم".