أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، تشكيل حكومة طوارئ تتضمن تشكيل "مجلس حرب" يكون وزير الدفاع السابق بيني جانتس ركناً رئيسياً فيه، وسط تهديدات بـ"محو حركة حماس من الوجود"، وذلك مع استمرار قصف إسرائيل لقطاع غزة لليوم السادس على التوالي.
ويتضمن الاتفاق تقليص المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر لتصبح كافة القرارات المتعلقة بالحرب في يد مجلس حرب مكون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وجانتس، ومراقبين اثنين.
ويدخل حزب جانتس "الوحدة الوطنية" الحكومة بخمسة وزراء بدون حقيبة، وفقاً لتفاصيل الاتفاق المعلنة في بيان مشترك بين الجانين.
وقال نتنياهو إلى جانب جانتس وجالانت، إن "شعب إسرائيل وقيادتها متحدان". وأضاف: "لقد وضعنا الخلافات كلها جانباً؛ لأن مصير دولتنا على المحك".
وأضاف وزير الدفاع جالانت: "سنمسح هذا الشيء المسمى حماس عن وجه الأرض. سيتوقف عن الوجود".
"وقت الحرب"
من جانبه، ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق جانتس، أن "الوقت حان للانضمام والفوز"، معتبراً أن "هناك وقتاً للسلام ووقت للحرب، الآن حان وقت الحرب"، وأضاف أن "شراكتنا ليست سياسية، إنها مصير مشترك. في هذا الوقت كلنا جنود إسرائيل".
وأكد نتنياهو وجانتس، في بيانهما المشترك، أنه خلال القتال مع حماس في غزة، لن تتبنى حكومة الطوارئ أي سياسة أو قوانين غير ذات صلة.
وقال حزب جانتس، والذي عارض بشدة التعديلات القضائية التي اقترحها الائتلاف اليميني بزعامة نتنياهو، إنه لن يروج لأي سياسة أو قوانين غير ذات صلة في الوقت الذي يتواصل فيه القتال.
وكان زعيما المعارضة الرئيسيان، رئيس الوزراء السابق يائير لبيد ووزير الدفاع السابق بيني جانتس، قد اتفقا من حيث المبدأ على الانضمام إلى حكومة وحدة في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس"، السبت.
ولم يكن من المتوقع أن ينضم زعيم المعارضة يائير لبيد إلى حكومة الطوارئ في هذه المرحلة، بحسب "رويترز".
تشكيلات عسكرية على حدود غزة
ونشرت إسرائيل تشكيلات من الدبابات والمركبات المدرعة بالقرب من غزة، فيما بدا أنه استعداد لهجوم بري على القطاع الساحلي، فيما قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه لم يتخذ قرار التوغل البري بعد، ولكنه "يستعد له".
ونزح نحو 340 ألفاً من سكان غزة بسبب الحرب، وسعى ما يقرب من 65% منهم إلى العثور على ملاذ آمن في الملاجئ أو المدارس، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في القطاع.
وتفرض إسرائيل "حصاراً شاملاً" على غزة لمنع وصول الغذاء والوقود إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، كثيرون منهم فقراء، ويعتمدون على المساعدات. وقالت وسائل إعلام تابعة لحماس، الأربعاء، إن الكهرباء انقطعت بعد توقف محطة الطاقة الوحيدة عن العمل.
وفي ظل الإنهاك الذي يشعر به عمال الإنقاذ الفلسطينيون، أخذ آخرون في القطاع المزدحم يبحثون عن جثث تحت الأنقاض.
وشنت حماس هجوماً مباغتاً على إسرائيل، السبت، قتلت فيه 1200 إسرائيلي، وأصابت 2700 آخرين، فيما تحتجز عشرات الأسرى، وفق ما أعلن في "حصيلة ليست نهائية". في المقابل، ردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة، ونشرت آلاف القوات حول القطاع الساحلي الضيق.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، إن عدد الضحايا الذين سقطوا جراء الهجمات، التي تشنها إسرائيل منذ بداية الأسبوع، ارتفع إلى أكثر 1200.