فيصل بن فرحان: نطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن "القطاع"

وزير الخارجية السعودي لبلينكن: نرفض دعوات التهجير القسري للفلسطينيين من غزة

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض. 14 أكتوبر 2023 - REUTERS
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض. 14 أكتوبر 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، بالعاصمة الرياض، عن رفض السعودية القاطع لدعوات "التهجير القسري" للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانته "استهداف المدنيين بأي شكل".

وشدد الأمير فيصل بن فرحان، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، على مطالبة المملكة "بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ومحيطها، ورفع الحصار عن القطاع تماشياً مع القانون الدولي".

وأشار إلى ضرورة العمل على "ضمان دخول المساعدات الإنسانية الملحّة من غذاءٍ ودواء، والحاجة إلى بذل جهدٍ جماعي سريع لوقف دوامة العنف المستمرة، وكافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين لمنع حدوث كارثة إنسانية".

وأوضح بن فرحان أن "الأولوية الآن هي العمل على منع سقوط المزيد من المدنيين الأبرياء نتيجةً لدوامة العنف المستمرة"، مشدداً على "ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، وأن أي أعمال تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ستفاقم من عمق الأزمة الحالية، وتزيد المعاناة في تلك المنطقة".

وأكد الوزير السعودي أن "الحوار هو المسار الوحيد لإيجاد حلٍ سياسي عادل وشامل للنزاع، وأن على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤوليته لوقف العنف، والدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية".

وقف هجمات حماس

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن بلينكن "سلط الضوء على تركيز الولايات المتحدة الثابت على وقف الهجمات (الإرهابية) التي تشنها حماس ضد إسرائيل". 

وبحث الوزيران "استمرار التواصل مع الشركاء الإقليميين، لمنع انتشار الصراع في المنطقة، والتزامهما المتبادل باتخاذ خطوات للمساعدة على حماية المدنيين".

وأكدا عزمهما على "مواصلة التعاون لإنهاء الصراع المدمر في السودان، وتأمين سلام دائم في اليمن من خلال عملية السلام اليمنية- اليمنية بوساطة الأمم المتحدة"، وفق البيان.

وقال بلينكن، الجمعة، لزعماء الشرق الأوسط إنه لا يمكن "الاستمرار في التعامل كالمعتاد" مع حركة "حماس"، وذلك خلال جولته في دول عربية في أعقاب هجمات السبت في جنوب إسرائيل.

وأحجم بلينكن الذي اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، الخميس، عن الإفصاح عما إذا كان وافق على ما فعلته إسرائيل بدعوة جميع المدنيين في الجزء الشمالي من قطاع غزة إلى الانتقال إلى الجنوب، نظراً لأن الاجتياح البري بات وشيكاً.

وبدأ بلينكن جولة تشمل سبع دول بالمنطقة أملاً في منع تحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب أكبر، وفي المساعدة على تأمين الإفراج عن محتجزين إسرائيليين وأميركيين لدى حماس.

ووسّع بلينكن جولته في إسرائيل والأردن لتشمل دول الخليج العربي ومصر، ما يجعلها أكبر جولة له في المنطقة منذ توليه منصبه في يناير 2021.

موجة نزوح جديدة

والسبت، حذرت دول عربية عدة، من "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، بعد أن طالبت إسرائيل سكان القطاع البالغ عدد قاطنيه أكثر من مليوني شخص بالنزوح جنوباً، وسط مناشدات دولية بفتح ممر إنساني، مع تصاعد القصف الإسرائيلي وتزايد الحشود على حدود القطاع، ما يرجح "توغلاً برياً محتملاً". 

وأدانت السعودية ومصر والأردن، تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، بينما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذلك التهجير، بأنه سيكون بمثابة "نكبة ثانية".

وتعكس المخاوف العربية عميقة الجذور من أن تؤدي الحرب الدائرة حالياً إلى موجة نزوح جديدة من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.

ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لهيئة الأمم المتحدة، فإن "التقديرات تشير إلى أن عشرات الآلاف في غزة فروا جنوباً"، بعد مهلة إسرائيلية لإخلاء شمال القطاع خلال 24 ساعة، موضحاً أنه قبل صدور أمر الإخلاء، كان أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا فعلياً داخل القطاع، بسبب الهجوم الإسرائيلي.

نكبة 1948

وبالنسبة للفلسطينيين، فإن فكرة الرحيل أو إجبارهم على الخروج من الأرض التي يريدون إقامة دولتهم عليها تعيد إلى الأذهان ذكرى "النكبة"، عندما فر الكثير منهم من منازلهم خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام إسرائيل.

وفر نحو 700 ألف فلسطيني، أي نصف السكان العرب في فلسطين التي كانت تحت الحكم البريطاني في ذلك الوقت، أو طُردوا من منازلهم، ونزح الكثير منهم إلى الدول العربية المجاورة، حيث يقيمون هم أو العديد من أحفادهم. ولا يزال العديد منهم يعيش في مخيمات اللاجئين.

وترفض إسرائيل الاعتراف بحقيقة أنها طردت الفلسطينيين، مشيرة إلى أنها تعرضت لهجوم من 5 دول عربية في اليوم التالي لإعلانها دولة.

ومنذ أن شنت إسرائيل قصفها المكثف على غزة بعد الهجوم الكاسح الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر الجاري، فر مئات الآلاف من سكان غزة، لكنهم ما زالوا يقيمون داخل القطاع.

وكان مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، قال إن التحذير بالإخلاء يهدف إلى "نقل المدنيين إلى الجنوب مؤقتاً (...) للتخفيف من الأضرار التي تلحق بهم".

تصنيفات

قصص قد تهمك