طلبت الولايات المتحدة من الصين السبت، استخدام أي نفوذ لها في منطقة الشرق الأوسط لمنع دول وجماعات أخرى من دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في فلسطين، في ما حضت بكين، واشنطن على القيام بدور بناء والعمل على عودة القضية إلى مسار الحل السياسي في أسرع وقت ممكن.
وقالت "الخارجية الأميركية" إن الوزير أنتوني بلينكن، طلب خلال اتصال مع نظيره الصيني وانج يي، مساعدة بكين "لمنع توسع الحرب إلى أطراف أخرى" في المنطقة.
ولم يذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، ما هي الدول والجماعات التي تعتقد الولايات المتحدة أن بكين لها تأثير عليها، ولكنه أشار إلى أن للولايات المتحدة والصين، وفق اعتقاد واشنطن، "مصلحة مشتركة في استقرار الشرق الأوسط".
وكانت هذه أول مكالمة هاتفية بين الوزيرين منذ شن حركة حماس هجوم مباغت على إسرائيل قبل أسبوع، بحسب "بلومبرغ".
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الولايات المتحدة كانت يساورها قلق بالغ إزاء قيام "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، بفتح جبهة ثانية للحرب على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وتتمتع الصين بعلاقات وثيقة مع إيران، وساعدت طهران في التوسط في انفراجة دبلوماسية تاريخية مع السعودية.
جولة بلينكن
ونوّه ميلر بأن المكالمة الأميركية الصينية، التي استمرت نحو ساعة، أصبحت ممكنة جزئياً بفضل التواصل الدبلوماسي الذي قامت به إدارة بايدن مع حكومة الرئيس الصيني شي جين بينج خلال الأشهر الأخيرة.
وشمل ذلك رحلة قام بها بلينكن إلى بكين في يونيو الماضي، أعادت فتح خطوط الاتصال مع الصين بعد أشهر من التوتر.
وبدأ وزير الخارجية الأميركي جولة دبلوماسية تشمل 7 دول بالمنطقة أملاً في منع تحول الصراع بين إسرائيل وحماس إلى حرب أكبر، وفي المساعدة على تأمين الإفراج عن محتجزين إسرائيليين وأميركيين لدى الحركة.
ووسّع بلينكن جولته في المنطقة لتشمل مصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن وإسرائيل، ما يجعلها أكبر جولة له في المنطقة منذ توليه منصبه في يناير 2021.
بكين: العنف ليس حلاً
في المقابل، أكد وانج موقف الصين الرافض لأي أعمال تلحق الضرر بالمدنيين، وإدانتها للممارسات التي تنتهك القوانين الدولية، بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية.
وقال وانج في البيان: "تعتقد الصين أن حماية أمن دولة ما لا يمكن تحقيقه على حساب إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء"، لافتاً إلى أن "الحل العسكري ليس مخرجاً، والعنف، والعنف المضاد لا يؤدي إلّا إلى دوامة صراع".
وتابع: "عند التعامل مع القضايا الدولية الساخنة، على الدول الكبرى الالتزام بالموضوعية والنزاهة، والحفاظ على الهدوء وضبط النفس، وأخذ زمام المبادرة في الالتزام بالقانون الدولي".
وحض وانج الجانب الأميركي على أن "يقوم بالدور البناء على نحو جدي، ويدفع بعودة القضية إلى مسار الحل السياسي في أسرع وقت ممكن".
وأشاد بالتحسن الأخير في علاقات الصين مع الولايات المتحدة، ودعا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "احترام المصالح الجوهرية والهموم الكبرى للصين"، بحسب البيان.
وعقد تشاي جون مبعوث الصين الخاص للشرق الأوسط، الجمعة، اجتماعاً في بكين مع مبعوثي الدول العربية لدى الصين، والمسؤولين في بعثة جامعة الدول العربية.
وقال إن الصين تدعم جامعة الدول العربية في لعب دور مهم في القضية الفلسطينية، وإن بكين مستعدة للحفاظ على الاتصالات والتنسيق مع الدول العربية ومواصلة الحوار مع جميع الأطراف.