عشرات الآلاف يحتمون بجدران المستشفيات خوفاً من الموت عطشاً أو جوعاً

هربوا من القذائف إلى المستشفيات.. شهادات الفارين من الموت في غزة

أطفال في أحد المواقع التي قصفها الطيران الإسرائيلي في قطاع غزة. 16أكتوبر 2023 - AFP
أطفال في أحد المواقع التي قصفها الطيران الإسرائيلي في قطاع غزة. 16أكتوبر 2023 - AFP
دبي -الشرق

في زمن الحروب والصراعات تُصبح الحياة مجرد كفاحٍ يوميٍ للبقاء على قيدها، وفي أحياء قطاع غزة المحاصر الذي يواجه حرباً أشرعت إسرائيل فيها "سيوفها الحديدية"، تُحاول عائلاتٌ الفرار من الموت السريع إلى موت بطيء بعيداً عن نيران القصف المباشر.

خلال الهجمات المتبادلة التي أطلقت عليها الفصائل الفلسطينية "طوفان الأقصى"، وردت عليها إسرائيل بعملية "السيوف الحديدية"، ربما يأتي الموت جوعاً أو عطشاً أو جرّاء وباء في ظل فقدان مقومات الحياة.

وفي ظل هذا الواقع الذي يُخيّم عليه الموت والدمار، تحولت الطرقات إلى بيوت أشباح، والمنازل إلى ركام، ففي القطاع يفقد الناس كل شيء.. أحباءهم وأمانهم وأحلامهم. يُصبحون لاجئين في بلدهم، يبحثون عن مأوى يقيهم موتاً محتوماً.

وداخل أروقة المستشفيات في قطاع غزة، يجد الناس أنفسهم على شفا رحيل غير مسبوق، إذ تمكث أرواح مشرَّدة وعائلات فلسطينية فرّت هاربة من أحلك ليالي القتال وصراع الصواريخ التي تتساقط على منازلهم كأمطار لا ينقطع سيلها.

داخل أروقة مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، تسرد أجساد مكلومة قصصاً صامتة وسط الضعف والخوف. وفي المستشفى أيضاً عائلات لم تأتِ لتلقي خدمة طبية، بل هرباً من صواريخ تدك منازلها.

وتُشير تقديرات إدارات المستشفيات إلى وجود عشرات الآلاف يحتمون بجدران المستشفيات وأسوارها. بعضهم تهدمت منازلهم، وبعضهم الآخر تلقى إنذاراً بالإخلاء، استعداداً لقصف منزله في أي لحظة، وآخرون اضطروا إلى المغادرة بعد دعوة الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة بالخروج منها والذهاب جنوباً.

"رعب وترويع"

أحمد أبو سمرة الذي نزح مع 60 فرداً من عائلته إلى وادي غزة ومنه إلى منطقة النصيرات، ومن ثم نحو مستشفى ناصر في خان يونس، يصف الحال في حي الشجاعية الذي كان يقطنه بقوله إنه "بات مرعباً ومروعاً، حيث لا فرصة للنجاة حال البقاء هناك".

وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن الأمان غير متوفر مطلقاً، وبالتالي لا خيار سوى اللجوء إلى المستشفيات، مشيراً إلى أنه يدرك في الوقت ذاته ما يشكله نزوح العائلات إلى المستشفيات من عبء على الكوادر الطبية "لكن لا خيارات لدينا ولا أماكن بديلة".

وتابع: "نحن في منطقة معزولة، ونعيش في بناية سكنية من 3 طوابق، وما نراه من مشاهد دفعنا للنزوح بحثاً عن الأمان لكل هؤلاء الأطفال".

وأوضح أبوسمرة، أن منطقة الشجاعية التي يقيم فيها خالية من الماء والكهرباء والطعام، و"لا توجد فرصة للبقاء فيها؛ لأن البقاء يعني الموت الحتمي".

الحال لا تختلف كثيراً مع عائلة خليل سوسي التي خرجت من منزلها بعد تدميره في حي الرمال، ولم تجد إلا محيط مستشفى ناصر للاحتماء به.

وقال خليل إن القصف لم يستهدف منزله بشكل مباشر، وإنما استهدف برج فلسطين المقابل، وعلى إثر ذلك سُوّى منزله بالأرض من شدة الانفجار.

وأضاف: "الظروف معقدة جداً، والناس تُدبر الحد الأدنى من مستلزمات العيش والبقاء على قد الحياة بصعوبة بالغة".

وطلبت إسرائيل من مليون و200 ألف فلسطيني في مدينة غزة ومحيطها وسط القطاع إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً عبر مسارات وصفتها بالآمنة.

تصنيفات

قصص قد تهمك