أهارون حاليفا: أتحمل المسؤولية كاملة وسنستخلص النتائج

رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية يعترف بالفشل في توقع "طوفان الأقصى"

جنديان إسرائيليان يسيران أمام مركز للشرطة بإسرائيل بعد مواجهة مع مقاتلي حماس الذين كانوا متمركزين داخله. 8 أكتوبر 2023 - AFP
جنديان إسرائيليان يسيران أمام مركز للشرطة بإسرائيل بعد مواجهة مع مقاتلي حماس الذين كانوا متمركزين داخله. 8 أكتوبر 2023 - AFP
دبي-الشرقرويترز

اعترف عدد من المسؤولين الإسرائيليين بفشل أجهزة الاستخبارات والجيش في مواجهة عملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها حركة حماس في 7 أكتوبر، وأسفرت عن سقوط 1400 إسرائيلي على الأقل، معتبرين أن "تقصيراً كبيراً" تم تسجيله على المستوى الأمني نتيجة عدم اكتشاف مخطط حماس قبل تنفيذ هجومها.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء، رسالة وزعها رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال أهارون حاليفا، على مرؤوسيه يقر فيها بأن الاستخبارات العسكرية فشلت في توقع هجوم حماس، وأنه يتحمل المسؤولية كاملة. وأكد متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة "رويترز" هذه الرسالة.

وفي وقت سابق السبت، أقرّ مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي بوجود "أخطاء" في التقييمات الاستخباراتية قبيل هجوم "حماس" المباغت الذي شكّل صدمةً لإسرائيل، وقال "هذا خطأي، ويعكس أخطاء كل من يقومون بالتقييمات (الاستخباراتية)".

وفي تعليقه على سؤال بشأن تصريحات أدلى بها قبل 7 أكتوبر، استبعد خلالها قيام الحركة بأي هجمات على المناطق الإسرائيلية، رد هنجبي: "كنا نعتقد حقاً أن حماس تعلمت الدرس من حربها الأخيرة مع إسرائيل في عام 2021".

"الآن.. وقت الحرب"

بدوره، انضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون حاليفا إلى قائمة الذين أعلنوا تحمّل مسؤولية الضربة المباغتة، قائلاً "بداية الحرب تكمن في الفشل الاستخباراتي. شعبة الاستخبارات التي تحت قيادتي فشلت في التحذير من الهجوم الذي نفذته حركة حماس. لقد فشلنا في مهمتنا الأكثر أهمية، وكرئيس لشعبة الاستخبارات أتحمل المسؤولية الكاملة عن الفشل".

وأضاف: "ما هو المطلوب التحقيق فيه، سنحقق فيه بطريقة أعمق وسنستخلص النتائج، لكن الآن، هناك مهمة واحدة فقط أمام أعيننا، وهي القتال والانتصار".

وفي أول بيان علني له منذ بدء الحرب، اعترف رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هيرتسي هاليفي الأسبوع الماضي بالإخفاقات المحيطة بعملية "طوفان الأقصى"، لكنه اعتبر أن الوقت الآن ليس مناسباً للتحقيق في الخطأ الذي حدث.

وتابع: "الجيش الإسرائيلي مسؤول عن أمن البلاد ومواطنيها، وصباح السبت في المنطقة المحيطة بقطاع غزة، لم نتعامل مع الأمر. سوف نتعلم، وسوف نحقق، ولكن الآن هو وقت الحرب".

وقال هاليفي إن الجيش لديه "عقد مع مواطني إسرائيل، وقد وقفنا بجانبه لسنوات عديدة بتقلبات. نحن الآن عند نقطة منخفضة دراماتيكية"، لكنه تعهد قائلاً "سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة هذا العقد وإعادة الأمن".

وأكد أن الجيش الإسرائيلي سيبذل كل ما في وسعه لإعادة ما يقدر بنحو 200 رهينة إسرائيلية وأجنبية احتجزتها "حماس" إلى غزة بأمان.

مشاورات سبقت الهجوم

وذكر تقرير للقناة الإسرائيلية 12، الخميس أن هيرتسي هاليفي ومجموعة من جنرالات الجيش الإسرائيلي أجروا مشاورات هاتفية حول الوضع في غزة قبل ساعات قليلة من هجوم "حماس"، وذلك على خلفية بعض التحذيرات والمخالفات.

لكن مع ذلك، ورد أن الجنرالات المعنيين، بمن فيهم قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان ورئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية أهارون حاليفا، قرروا الانتظار حتى الصباح للرد، في حين بدأ هجوم "حماس" حوالي الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي.

وبحسب تقرير لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل"، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاجاري للصحافيين الخميس أنه لم تكن هناك تحذيرات استخباراتية كبيرة، لكنه أكد وجود بعض "العلامات".

وتابع: "لم يكن هناك مثل هذا التحذير. العلامات التي ظهرت قبل ساعات يُمكن أن تعتمد على إشارات استخباراتية مختلفة"، لافتاً إلى أن "الجيش سيحقق في كل ما يحيط بالهجوم المفاجئ لحماس".

وفي وقت سابق الأحد، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن الحكومة تتحمل المسؤولية عن الهجوم المدمر الذي سمح لمقاتلي حماس بدخول إسرائيل وقتل مئات المدنيين الإسرائيليين.

وفي تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، أضاف سموتريش، الشريك الرئيسي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "علينا أن نعترف بصدق وبألم وبرأس منحني أننا، قيادة الدولة والمؤسسة الأمنية، فشلنا في الحفاظ على أمن مواطنينا".

وتابع: "لقد فشلنا في تنفيذ العقد غير المكتوب الأول من نوعه بين الدولة ومواطنيها. عقد كتب بالدم، وأصبح الآن ملطخاً بالدماء".

تصنيفات

قصص قد تهمك