بايدن يشبّه "حماس" ببوتين.. ويعد بضمان التفوق العسكري لإسرائيل

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاباً من المكتب البيضاوي بشأن أوكرانيا وإسرائيل، البيت الأبيض، واشنطن. 18 أكتوبر 2023 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاباً من المكتب البيضاوي بشأن أوكرانيا وإسرائيل، البيت الأبيض، واشنطن. 18 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

ربط الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، بين الصراعين في أوكرانيا وغزة، مشبهاً حركة "حماس" بروسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشدداً على أن الولايات المتحدة "لن تسمح لهما بالنجاح في مسعيهما"

وخلال خطاب من البيت الأبيض، سعى بايدن إلى نيل موافقة الأميركيين على إنفاق عشرات المليارات لدعم أوكرانيا وإسرائيل عسكرياً، واصفاً حزمة دعم تل أبيب بأنها ستكون "التزاماً غير مسبوق".

واعتبر بايدن أن العالم يمر بنقطة انعطاف خطيرة ستحدد مستقبل الأجيال الجديدة لعقود، مشيراً إلى أنه أصبح أول رئيس أميركي يسافر إلى إسرائيل خلال فترة الحرب.

وأشار بايدن إلى أنه سيفعل كل ما في وسعه لجلب الأميركيين المحتجزين لدى حركة "حماس" إلى البلاد، مؤكداً أنها "أولويته القصوى". وقال إنه التقى في إسرائيل الأربعاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعائلات القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا جراء هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مندداً بما وصفها "فظائع" ارتكبتها حماس.

وفيما لم يذكر بايدن الاحتلال الإسرائيلي، قال إنه تحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "وأكدت التزام أميركا تجاه الشعب الفلسطيني وكرامته وحقه في تقرير المصير".

وشدد بايدن على أنه "لا يمكننا تجاهل إنسانية الفلسطينيين الأبرياء الذين يريدون العيش بسلام".

وجدد التعبير عن حزنه لسقوط ضحايا مدنيين في غزة، بمن فيهم الضحايا الذين سقطوا ضحية "انفجار" مستشفى غزة، ولكنه كرر موقفه بأن الإسرائيليين "لم يكونوا مسؤولين عنه".

واعتبر أن "قيادة أميركا والتحالفات الأميركية هي ما تبقي العالم مستقراً، وتبقي أميركا آمنة".

وحظي الخطاب بانتقادات في الإعلام الأميركي عقب انتهائه، إذ قال مهدي حسن المذيع بقناة "MSNBC"، إن الكثيرين في العالم العربي يشبهون إسرائيل بروسيا، وليس حماس، لافتاً إلى أنه "في أوكرانيا الأمر بسيط، روسيا دولة احتلت دولة أخرى، فيما أن إسرائيل هي الدولة المحتلة في هذا السيناريو".

وأشارت جوي رييد مقدمة البرامج بالقناة نفسها إلى اختلاف سياق الصراعين، إذ أن إسرائيل دولة تحتل أراضي فلسطينية، وأن "حماس" ليست دولة أخرى في صراع مع إسرائيل كما هو الحال مع أوكرانيا.

حزم دعم

وقال الرئيس الأميركي إنه سيرسل إلى الكونجرس، الجمعة، طلباً لتوفير حزمة دعم لتمويل احتياجات الأمن القومي الأميركي، وتمويل احتياجات أوكرانيا وإسرائيل، معتبراً أن هذا "استثمار في الأمن القومي الأميركي لعقود وأجيال مقبلة".

وأضاف بايدن أن الحزمة الأمنية لإسرائيل ستكون "التزاماً غير مسبوق بأمن إسرائيل، يحافظ ويرفع من تفوقها العسكري، ويضمن أن تواصل القبة الحديدية حماية سمائها"، بالإضافة إلى جعل "القوى المعادية في الجوار تدرك أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل".

وقال إنه خلال زيارته إلى تل أبيب أكد ضرورة أن تلتزم إسرائيل بقوانين الحرب، مشيراً إلى أنه ناقش كذلك مع إسرائيل ومصر "تأمين دخول أول شحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة". واعتبر أن تلك المساعدات ستوفر شريان حياة ضروري لغزة.

وشدد على أنه "لا يمكننا التخلي عن حل الدولتين وعن السلام.. الإسرائيليون والفلسطينيون يستحقون العيش بسلام".

وطلب بايدن من إسرائيل ألا "يعميها الغضب في حربها ضد حركة حماس".

حماس وبوتين

وشبه بايدن حركة "حماس" بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال: "بوتين وحماس تهديدان مختلفان، ولكنهما يشتركان في أنهما يريدان القضاء على الديمقراطية المجاورة لهما. حماس تريد القضاء على إسرائيل، وهي لا تمثل الفلسطينيين الأبرياء، وتستخدمهم دروعاً بشرية، وبوتين ينكر حق أوكرانيا في أن تكون دولة مستقلة".

وشدد على أن "نجاح إسرائيل حيوي للأمن القومي الأميركي"، وتابع: "حين لا يدفع الإرهابيون والديكتاتوريون ثمناً لعدوانهم يتسببون بالمزيد من الدمار وهو ما يرفع الكلفة علينا".

وأضاف: "لا نريد أن يحارب الأميركيون في روسيا أو ضد روسيا. أعداؤنا يشاهدون ردنا في أوكرانيا، وإذا تراجعنا فسندفع ثمن ذلك، إيران تدعم روسيا في أوكرانيا، وتدعم حماس في الإقليم. سنواصل محاسبتها".

وقال: "نعمل لبناء مستقبل أفضل للشرق الأوسط، يكون فيه أكثر استقراراً وأكثر اندماجاً، وأسواقه أكثر استقراراً، ونخلق وظائف تفيد الناس في الشرق الأوسط وتفيدنا".

"معادة السامية والإسلاموفوبيا"

وذكر بايدن خطر الهجمات ضد المواطنين اليهود في الولايات المتحدة والهجمات ضد المسلمين الأميركيين والأميركيين من أصل فلسطيني، مندداً بـ"معاداة السامية والإسلاموفوبيا".

وأشار بايدن في هذا السياق إلى الطفل الأميركي من أصول فلسطينية، وديع الفيومي الذي قتله أميركي قبل أيام بـ26 طعنة وطعن والدته، نظراً لكونه مسلماً.

وقال بايدن: "الطفل وديع، أميركي فخور، قتل هنا في أميركا. المسلمون الأميركيون والفلسطينيون غاضبون ويتألمون، ها هم يقولون الإسلاموفوبيا وانعدام الثقة عادا مجدداً كما كانا بعد هجمات 11 سبتمبر، لا يمكننا أن نسكت أمام هذا، يجب أن نرفض معاداة السامية والإسلاموفوبيا".

ووجه حديثه إلى المواطنين اليهود والعرب والمسلمين الأميركيين قائلاً: "أريدكم أن تعلموا أنني أراكم، وأنكم تنتمون هنا، وأنكم جميعاً أميركيين. نحن نرفض كل أشكال الكره ضد أي شخص، وهذا ما تفعله الأمم القوية".

تصنيفات

قصص قد تهمك