قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن قوات الجيش تستعد لشن غزو بري على قطاع غزة، مشيراً إلى أنه سيتم التوصل إلى موعد الاجتياح البري للقطاع عبر "توافق الآراء"، مشدداً على أنه "لن يخوض في تفاصيل".
وذكر نتنياهو في بيان بثه تلفزيون "I24 NEWS"، أن القرار بشأن موعد دخول القوات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر سيتخذه مجلس وزراء الحرب، لافتاً إلى أن الحكومة تعمل "دون اعتبارات سياسية".
وشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي المواطنين على حمل السلاح، فيما طالب المدنيين في قطاع غزة التحرك إلى جنوب القطاع. كما أقرّ بأن عليه تقديم "أجوبة" عن الثغرات المتعلقة بهجوم "حماس" في 7 أكتوبر الجاري.
وقال نتنياهو في خطابه: "ستتم دراسة الإخفاقات.. وسيتعيّن على الجميع تقديم أجوبة، بمن فيهم أنا.. لكن كل ذلك سيتم لاحقاً.. كرئيس للوزراء، أنا مسؤول عن تأمين مستقبل البلاد".
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، بأن تل أبيب وافقت على "إرجاء" هجومها البري المتوقع على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس"، لإتاحة الوقت أمام الولايات المتحدة "لنشر دفاعات جوية لحماية قواتها في المنطقة".
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) تسعى لنشر نحو 12 منظومة دفاع جوي في عدة دول بالمنطقة لحماية القوات من الصواريخ.
وتلقت إسرائيل تحذيرات غربية بشأن الاجتياح البري الواسع لقطاع غزة، كان أبرزها من الولايات المتحدة وفرنسا، إذ شددا على عدم وجود خطة إسرائيلية "قابلة للتحقق" في قطاع غزة، إضافة إلى أن "القوات الإسرائيلية ليست مستعدة بعد لشن هجوم بري يمكن أن يكون ناجحاً".
تحذير فرنسي
من ناحيته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت سابق الأربعاء، إنه يعتقد أنه سيكون من "الخطأ" بالنسبة إلى إسرائيل أن تنفذ "تدخلاً برياً واسع النطاق" في غزة، لكنه أكد مجدداً حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها.
وتابع قائلاً للصحافيين بمطار القاهرة في ختام زيارته لمصر: "تعترف فرنسا بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وفيما يتعلق بالتدخل البري، إذا كان يستهدف بالكامل الجماعات الإرهابية، فإن هذا خيار مطروح أمامها، ولكن إذا كانت عملية واسعة النطاق من شأنها أن تعرض السكان المدنيين للخطر، ففي هذه الحالة أعتقد أنها ستكون خطأ بالنسبة لإسرائيل".
وحذَّر ماكرون أيضاً من مخاطر نشوب صراع إقليمي، مشدداً على أن "القتال ضد حماس يجب أن يكون بلا رحمة، ولكن ليس بدون قواعد".
قلق أميركي
والثلاثاء، عبّر مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلقهم بشأن عدم وجود خطة إسرائيلية "قابلة للتحقق" في قطاع غزة، وقالوا إن القوات الإسرائيلية "ليست مستعدة بعد لشن هجوم بري يمكن أن يكون ناجحاً"، وفق ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الاثنين الماضي، ضرورة دراسة متأنية لكيفية تنفيذ القوات الإسرائيلية لهجوم بري على غزة، نظراً لاحتفاظ حركة "حماس" بشبكات أنفاق معقدة، تمتد تحت مناطق مكتظة بالسكان.
ويشدد المسؤولون في إدارة بايدن على أن الولايات المتحدة لم تصدر إرشادات محددة لإسرائيل بشأن مسار العملية البرية، ومع ذلك، أرسل البنتاجون اللفتنانت جنرال في مشاة البحرية جيمس جلين، بالإضافة إلى ضباط آخرين لمساعدة الجانب الإسرائيلي في التعامل مع التحديات التي يشهدها القتال في المناطق الحضرية.
