أخبر قادة الجمهوريين في لجنتي الشؤون الخارجية والخدمات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، إدارة بايدن، بأن الكونغرس "ليس ملزماً بأي اتفاق مع إيران يشمل رفع العقوبات المفروضة عليها".
وأفاد موقع "فري بيكون" الأميركي، بأن القادة الجمهوريين بعثوا رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن في وقت متأخر من الأربعاء الماضي، وتوعدوا فيها بـ"عرقلة أي اتفاق مع طهران على رفع العقوبات".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن الولايات المتحدة على استعداد لرفع عقوبات لا تتسق مع الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015، وذلك عقب إجراء واشنطن وطهران محادثات غير مباشرة في العاصمة النمساوية فيينا، بهدف إحياء الاتفاق النووي عام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018.
مشاورة الكونغرس
واتهم القادة الجمهوريون، بلينكن بعدم إشراك الكونغرس في اتخاذ القرار بشأن مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وجاء في الرسالة: "أظهرت وزارة خارجيتكم نموذجاً مقلقاً بتجاهل رقابة الكونغرس، فعلى سبيل المثال تهربت بشكل متكرر من أسئلة تتعلق بتخفيف العقوبات عن إيران. والأربعاء، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز عقب محادثات في فيينا، أن الولايات المتحدة وشركاءنا الأوروبيين والنظام الإيراني اتفقوا على إطار لإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الفاشل ورفع العقوبات عن إيران".
وأضافت الرسالة: "نحن نكتب لتذكيركم بالتزاماتكم بموجب القسم الذي أديتموه لجعل الكونغرس شريكاً في صنع قرار السياسة الخارجية، ونتساءل لماذا لم تسعوا إلى مشورة الكونغرس قبل الاتفاق على إطار العمل هذا، ونسأل كيف ستشركون الكونغرس في أي مفاوضات مستقبلية".
رفع العقوبات
وأعاد القادة الجموريون التأكيد على رفضهم تخفيف العقوبات عن إيران، إذا قالت الرسالة إن "لجنة الدراسة الجمهورية، وهي أكبر تجمع محافظ في الكونغرس، اتخذت موقفاً رسمياً تتعهد بمعارضة أو العمل على الارتداد، عن أي تخفيف للعقوبات المفروضة على إيران، ما لم يفِ النظام بجميع المطالب الاثني عشر التي طرحها وزير الخارجية السابق مايك بومبيو".
وأضافت الرسالة: "بصفتنا أعضاء في الكونغرس، وهو فرع متساوٍ من الحكومة الفيدرالية، فإننا لا نعتبر أنفسنا ملزمين بالاتفاقيات التنفيذية التي تهدف إلى تقديم التزامات نيابة عن كونغرس الولايات المتحدة".
وشددت الرسالة على أن قانون مراجعة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، يتطلب من الرئيس أن يطرح أي اتفاق مع إيران للتصويت أمام الكونغرس قبل رفع العقوبات.
وأضافت أن "القانون يفوض بمراجعة من جانب الكونغرس لأي اتفاق يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني بغض النظر عن شكله"، مشيرةً إلى أن ذلك "يتضمن إعادة انضمام للاتفاق النووي بشكل خال من العوائق".
وتساءلت الرسالة عن ما إذا كانت إدارة بايدن تنوي "الامتثال لهذا القانون وتسعى لموافقة الكونغرس لإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي".
محادثات فيينا
وأجرت إيران والولايات المتحدة، محادثات غير مباشرة في العاصمة النمساوية فيينا، وصفت بأنها "بناءة"، وذلك بهدف إحياء الاتفاق النووي عام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018.
وخلص الاجتماع الأول، إلى إعلان تشكيل مجموعات عمل لمناقشة العقوبات التي قد ترفعها واشنطن، والقيود النووية التي قد تلتزم بها طهران من أجل العودة إلى خطة العمل الشاملة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحافي الخميس، إن بلاده أمام تحديات في محادثات فيينا، مشيراً إلى أن "المسائل الأساسية التي تتم مناقشتها في فيينا، تتمثل في شقين، الأول خطوات إيران للعودة للالتزام بالاتفاق، والثاني رفع العقوبات التي يجب أن نقوم بها".
وأضاف: "أمام الإيرانيين مهمة تتعلق بما إذا كانوا سيعودون للالتزام بالاتفاق النووي، وكيف سيتم هذا الالتزام".