الجيش الإسرائيلي: 50 ألف شخصاً نزحوا من شمال غزة إلى جنوبها الأربعاء

بالصور: مشاهد "النكبة" تتكرر في غزة مع رحلة نزوح جديدة

دبي-الشرق

مع تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واشتداد حدة القصف، يواصل عشرات الآلاف من سكان الأجزاء الشمالية للقطاع ترك منازلهم والتوجه جنوباً إلى مناطق يزعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة، لكنها لم تنج أيضاً من غاراته.

وأعادت مشاهد الفلسطينيين وهم يحملون ما استطاعوا من أمتعتهم سيراً على الأقدام، ذكريات النكبة عام 1948 التي ظلت عصية على النسيان.

مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين يسيرون مشياً على الأقدام على طول الطريق من القدس إلى لبنان وهم يحملون أطفالهم ومتعلقاتهم الشخصية. 9 نوفمبر 1948
مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين يسيرون مشياً على الأقدام على طول الطريق من القدس إلى لبنان وهم يحملون أطفالهم ومتعلقاتهم الشخصية. 9 نوفمبر 1948 - AP

وقال الجيش الإسرائيلي إن 50 ألف مدني غادروا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، الأربعاء.

وخلال الشهر الماضي، نزح نحو 1.5 مليون نسمة من أصل 2.4 مليون نسمة، مجموع سكان القطاع حسب ما أظهرت أرقام الأمم المتحدة.

فلسطينيون يغادرون شمال غزة في اتجاه الجنوب، في ظل تواصل القصف الإسرائيلي.
رجل يحمل طفلاً بعدما غادر منزله في شمال قطاع غزة متجهاً إلى الجنوب. 9 نوفمبر 2023 - Reuters

وفي المناطق الجنوبية لغزة، تشرف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، على 92 منشأة تؤوي أكثر من 550 ألف شخص.

طفلة فلسطينية نزحت مع والدتها إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وسط الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع. 17 أكتوبر، 2023.
طفلة فلسطينية نزحت مع والدتها إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وسط الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع. 17 أكتوبر، 2023. -Reuters

لكن مصاعب الغزاويين لا تنتهي بمجرد وصولهم إلى الجنوب أو منشآت "الأونروا"، إذ ترزح البنية التحتية لهذه المناطق تحت ضغط العدد الهائل من القادمين، وسط شح في الأدوية والمواد الأساسية وحتى المياه الصالحة للشرب.

توزيع المياه على الفلسطينيين خلال نزوحهم من شمال قطاع غزة نحو الجنوب، 9 نوفمبر 2023
شباب فلسطينيون يوزعون المياه على عائلات غادرت منازلها شمال قطاع غزة متجهين نحو الجنوب. 9 نوفمبر 2023 - AFP

وتقول المنظمة الأممية إنها سجلت آلاف الإصابات بالالتهابات الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي، محذرة من تفشي الأمراض المعدية وسط النازحين.

نازحون فلسطينيون من شمال غزة يوزعون الطعام في مخيم
نازحون فلسطينيون من شمال غزة يوزعون الطعام في أحد المخيمات بجنوب قطاع غزة. 25 أكتوبر 2023 - AFP

وقبل اندلاع النزاع الحالي، كان يقيم في مخيمات الأونروا الثمانية أكثر من 620 ألف لاجئ حسب البيانات الرسمية، وتمتد على مساحة 6.5 كيلومتر مربع، من أصل 362 كيلومتراً مربعاً هي المساحة الإجمالية لقطاع غزة.

أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلاتهم من شمال غزة وينتظرون الطعام في أحد الملاجئ التابعة إلى وكالة
أطفال فلسطينيون نزحوا مع عائلاتهم من شمال غزة وينتظرون الطعام في أحد الملاجئ التابعة لوكالة "الأونروا" بخان يونس جنوب القطاع. 24 أكتوبر 2023 - AFP

وتعد الكثافة السكانية في هذه المخيمات ضمن الأعلى في العالم، مع معدل فقر يبلغ 81.5% ونسبة بطالة ناهزت 48.1% في العام 2022، وتشرف الأمم المتحدة على تقديم خدمات التعليم والصحة.

دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي قرب مخيم يؤوي الفلسطينيين النازحين من شمال غزة في خان يونس بجنوب قطاع غزة. 26 أكتوبر 2023.
دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي قرب مخيم  للفلسطينيين النازحين من شمال غزة في خان يونس بجنوب قطاع غزة. 26 أكتوبر 2023. - Reuters

وتعود هذه المخيمات الثمانية المكتظة إلى العام 1948، خلال الحرب التي اندلعت عقب قيام دولة إسرائيل، إذ قبل حلول موعد وقف إطلاق النار في يناير 1949، كان أكثر من 760 ألفاً من الفلسطينيين قد فروا أو طردوا من أراضيهم في نزوح جماعي عرف باسم "النكبة".

بسبب تصاعد العنف، نازحون فلسطينيون يغادرون غزة في اتجاه الضفة الغربية، 1949.
نازحون فلسطينيون يغادرون غزة في اتجاه الضفة الغربية بسبب تصاعد العنف عام 1949 - أرشيف الأمم المتحدة

ومن بين هؤلاء الفلسطينيين النازحين، لجأ نحو 180 ألف شخص إلى قطاع غزة، فيما اتجه آخرون إلى الضفة الغربية والدول العربية المجاورة مثل الأردن ولبنان وسوريا.

واتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في ديسمبر 1948 يقضي بـ "حق العودة" الذي يطالب به الفلسطينيون وترفضه إسرائيل.

عائلات فلسطينية تغادر بلدة يافا الساحلية، 1948.
عائلات فلسطينية تغادر بلدة يافا الساحلية في عام "النكبة" 1948 - "الأونروا"

ومنذ "النكبة" ظلت مفاتيح البيوت القديمة التي يحتفظ بها الفلسطينون رمزاً للأمل في العودة، إلا أن المهجرين الجدد عام 2023 ربما لم تسعفهم طائرات الاحتلال بحمل مفاتيح منازل تحول كثير منها إلى أطلال.

امرأة فلسطينية تحمل مفتاح منزلها الذي هجرت منه خلال مسيرة بينما يدعو الفلسطينيون إلى “يوم غضب” للاحتجاج على خطة إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل في مدينة غزة. 1 يوليو 2020
امرأة فلسطينية تحمل مفتاحاً خلال مظاهرة في مدينة غزة احتجاجاً على خطة إسرائيل لضم أجزاء من الضفة الغربية. 1 يوليو 2020 - Reuters
تصنيفات

قصص قد تهمك