4 ساعات يومياً لـ"تسهيل نزوح المدنيين" من شمال القطاع مع استمرار القصف

حرب غزة.. "هدن تكتيكية" قصيرة وإصرار إسرائيلي على رفض وقف إطلاق النار

آلاف العائلات الفلسطينية تنزح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مع استمرار المعارك والقصف الإسرائيلي على القطاع. 9 نوفمبر 2023 - AFP
آلاف العائلات الفلسطينية تنزح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مع استمرار المعارك والقصف الإسرائيلي على القطاع. 9 نوفمبر 2023 - AFP
دبي -الشرق

بعد ضغوط أميركية، وافقت إسرائيل على بدء "هدن إنسانية محلية تكتيكية" في أحياء شمال غزة لمدة أربع ساعات يومياً، فيما وصف الرّئيس الأميركي جو بايدن هذا القرار بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، بينما أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رفض وقف إطلاق النار. 

واعتبر موقع "أكسيوس" الأميركي، أن هذا القرار يمثل "تحولاً في سياسة إسرائيل"، التي قاومت بدرجة كبيرة، وعلى مدى أسابيع ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الهجوم على غزة لأسباب إنسانية، حيث اعتبر المسؤولون الإسرائيليون في البداية أن الهدن الإنسانية تمثل "مسارا إلى وقف إطلاق النار الذي يرفضه الشعب الإسرائيلي". 

وفي أول تفاعل له مع قرار الهدنة، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، "استسلاماً لحركة حماس"، لكنه أشار في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، إلى أن الجيش الإسرائيلي سيسمح بهدن لعدد من الساعات، في مواقع محددة، ولفترة محددة، مضيفاً أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، دون إطلاق سراح الرهائن".

وقال "أكسيوس"، إن الأمر بدا وكأنه "مناورة" من نتنياهو، و"انعكاساً للحساسيات السياسية" التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي داخل تحالفه، فضلاً عن المعارضة الشعبية الإسرائيلية القوية لوقف القتال ما دامت حماس والفصائل الفلسطينية يحتجزون رهائن إسرائيليين. 

قلق إسرائيلي

وخلال زيارته إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، طلب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من رئيس الوزراء وأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية بدء "هدن إنسانية" للسماح للمساعدات بالوصول إلى المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة. 

ورفض نتنياهو كل الطلبات الأمريكية والغربية لإقرار هدنة مؤقتة في قطاع غزة، وقال إن الوقف المؤقت لإطلاق النار "لن يحدث إلا إذا تم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين".

ورغم ذلك قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لـ "أكسيوس"، إن نتنياهو "كان أكثر انفتاحاً على هذه الخطوة في داخله". 

وكشف مسؤول أميركي رفيع، أنه عندما أثار بلينكن، مسألة وقف القتال، "شعر الإسرائيليون بالقلق من أن الولايات المتحدة تحاول الدفع بهم إلى مسار يؤدي في نهايته إلى وقف دائم لإطلاق النار". 

وبعد مغادرة بلينكن، أجرى المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون مزيداً من المحادثات، "أوضح خلالها الأميركيون أنهم لا يعتزمون إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، وأن الوقف المؤقت للقتال الذي يسعون إليها يهدف إلى مساعدة المدنيين الفلسطينيين ومعالجة الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة من الدول العربية، ومن الداخل الأميركي"، وفقاً لما قاله مسؤولان إسرائيليان لـ "أكسيوس". 

وأضاف المسؤولان، أن "هذه المحادثات طمأنت إسرائيل، ومن ثم قررت البدء في صياغة خطة لتحديد هدن إنسانية. وتم تكليف القوات المسلحة الإسرائيلية بهذه المهمة". 

تمديد محتمل لفترات الهدنة

وبناء على هذه الخطة، ستختار إسرائيل أحياءً في شمال غزة لا يوجد فيها قتال، وستعلن كل يوم عن نافذة لمدة أربع ساعات، يستطيع خلالها المدنيون الفلسطينيون، الحصول على الطعام والمياه والدواء، أو الإخلاء والتوجه إلى جنوب غزة، وفق ما أعلنته إسرائيل. 

وقال المسؤولون الإسرائيليون، إن الخطة التي وضعها الجيش الإسرائيلي، حظيت بموافقة نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت. 

وأخطرت إسرائيل، الولايات المتحدة، بخطتها، وبدأت الخميس الوقف اليومي المؤقت للقتال في ضاحيتين. 

كما أوضحت إسرائيل لإدارة بايدن أنه في حال وجود صفقة لإطلاق سراح الرهائن، فإن إسرائيل ستكون مستعدة لتمديد فترات وقف العمليات القتالية، وفقاً لما نقله "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع للموقع الإخباري الأميركي: "سنخطر أحياء محددة بأنه بين الساعة 10 صباحاً و2 ظهراً، سيتوقف النشاط العسكري من قبل الجيش الإسرائيلي، بحيث يستطيع المدنيون الفلسطينيون الخروج من منازلهم دون خوف". 

وأوضح المسؤول، أن هذا "ليس ممراً إنسانياً. إنه شيء آخر جديد لم يتم تطبيقه منذ بدء الحرب". 

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ "أكسيوس"، إن إسرائيل أخبرت إدارة بايدن بأنها "تضفي الطابع الرسمي، وتمدد فترات وقف القتال للسماح بممرات آمنة وإجلاء المصابين والجرحى، وحصول المدنيين على الغذاء والماء واللوازم الطبية". 

وشدد مسؤول البيت الأبيض، على أن الجيش الإسرائيلي أبلغ إدارة بايدن أيضاً بأنه "في حال استفادت حماس من هذه الفترات لبدء أنشطة قتالية أو إطلاق صواريخ، فإن الجيش الإسرائيلي سيتخذ ما يراه من إجراءات رداً على ذلك". 

اقرأ أيضاً

نتنياهو: إسرائيل ستتولى مسؤولية الأمن في غزة بعد الحرب.. ولا وقف لإطلاق النار

قال نتنياهو، الاثنين، إن إسرائيل ستتولى "المسؤولية الأمنية الشاملة" في غزة "لفترة غير محددة" بعد انتهاء الحرب، مجدداً رفضه وقف إطلاق النار .

ورحب بايدن بالقرار الإسرائيلي قائلاً إن "فترات التوقف المؤقت للأعمال القتالية ستساعد على نقل المدنيين إلى مناطق أكثر أماناً بعيدا عن القتال"، ووصفها بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح".

وأضاف بايدن، أنه سيواصل "الدفاع عن سلامة المدنيين والتركيز على زيادة المساعدات للشعب الفلسطيني في غزة". 

استمرار القصف

وعلى الصعيد الميداني، واصلت إسرائيل، الجمعة، القصف الجوي على قطاع غزة، فيما نفذت اقتحامات استهدفت عدة بلدات ومخيمات في الضفة الغربية.

وقتل القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا، الجمعة، 10 أشخاص، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية في القطاع، أن القصف استهدف منطقة النادي بالمخيم ومنطقة دوار الحلبي في جباليا، كما أدى القصف الإسرائيلي لمحيط مستشفى الشفاء إلى قتل 6 أشخاص. 

وأكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذّ هجمات كبيرة على القطاع، وقالت إن العديد من تلك الهجمات استهدف منطقة مستشفى الشفاء، فيما ذكرت أن الضربات الجوية على غزة سمُع دويها وسط وجنوب إسرائيل.

كما ذكرت الصحيفة أن جندياً إسرائيلياً قٌتل أثناء القتال في غزة، موضحة أنه بذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية العملية البرية إلى 36 قتيلاً.

ويتكدس مئات آلاف النازحين في جنوب القطاع في ظل ظروف كارثية، وتنضم إليهم يوميا حشود من الرجال والنساء الذين يفرون سيراً على الأقدام. 

اقرأ أيضاً

بالصور: مشاهد "النكبة" تتكرر في غزة مع رحلة نزوح جديدة

مع تواصل حرب إسرائيل على غزة يواصل عشرات الآلاف من سكان الأجزاء الشمالية للقطاع ترك منازلهم والتوجه جنوباً إلى مناطق يزعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع إلى أكثر من 10 آلاف بعد 35 يوماً من اندلاع الحرب مع إسرائيل، وأوضحت في آخر حصيلة لها أنه من بين الضحايا 4 آلاف و416 طفلاً و2918 من النساء إلى جانب 26 ألفاً و 905 مصابين.

وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1.6 مليون شخص من أصل تعداد سكاني قدره 2.4 مليون نسمة، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وفي الشمال حيث لا يزال مئات آلاف الأشخاص عالقين وسط المعارك، حذرت الأمم المتحدة من أن "نقص الطعام يثير قلقاً متزايداً"، مشيرة إلى أنه لم يكن بإمكان أي منظمة تقديم مساعدة للسكان هناك منذ ثمانية أيام.

تصنيفات

قصص قد تهمك