جدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الجمعة، الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً خلال كلمته في افتتاح القمة السعودية الإفريقية التي تستضيفها الرياض، أن المملكة والدول الإفريقية تحرص على تعزيز التعاون "بما يسهم في إرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع".
وأدان ولي العهد السعودي، ما يشهده قطاع غزة من "اعتداء عسكري واستهداف للمدنيين، واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي والإنساني".
وشدد كذلك على ضرورة "وقف هذه الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام"، مشيراً إلى دعم السعودية والدول الإفريقية لجميع الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار.
ورحب الأمير محمد بن سلمان في كلمته، باستئناف "محادثات جدة" بين طرفي الأزمة في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، وأعرب عن أمله في أن "تكون لغة الحوار هي الأساس، للحفاظ على وحدة جمهورية السودان وأمن شعبها ومقدراته".
"إعلان الرياض" يدعو لتسوية شاملة
ووفقاً لبيان "إعلان الرياض" الصادر في ختام أعمال القمة السعودية الإفريقية، شدد المجتمعون على "ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، وأعربوا عن بالغ قلقهم حيال الكارثة الإنسانية في غزة، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأكد القادة المجتمعون "أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية".
وشددوا على "ضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة خاصةً وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ودعم جهودها في هذا الشأن".
ودعا البيان إلى "ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للنزاع المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي، وأهمية تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لمبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية".
احترام سيادة الدول
وأكد القادة المجتمعون في القمة على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين الدول وفقاً للقانون الدولي، وعزمهم على تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية، والتأكيد على توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله".
وبحث القادة "سبل تعزيز التعاون وتنسيق الجهود، وتبادل الخبرات، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة، ويسهم في تحقيق الأمن والسلم في العالم، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع وقوع الجرائم الإرهابية بالتعاون الوثيق فيما بين دولهم، وتعزيز العمل في مجال نشر ثقافة الاعتدال والتسامح وتحقيق الأمن والسلام ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب".
مسؤولية إفريقية نحو غزة
ودعا رئيس زامبيا، هاكيندي هيشيليما، إلى "العمل سوياً من أجل إيقاف الحرب بين إسرائيل وغزة"، مؤكداً خلال كلمته في افتتاح القمة السعودية الإفريقية التي تستضيفها الرياض، أن "الحروب والنزاعات لها آثار كبيرة على تكاليف المعيشة".
وعبّر الرئيس الزامبي، خلال كلمته، عن شكره وتقديره لجهود السعودية من أجل إحلال السلام في هذه المنطقة وخارجها، مضيفاً أن "الأجندات الاقتصادية والسياسية بحاجة إلى الاستقرار".
وتوقف كذلك عند آثار الغزو الروسي لأوكرانيا على تكاليف المعيشة، خاصة على الدول الإفريقية، حيث ارتفعت أسعار الوقود والأسمدة، داعياً في هذا الصدد، إلى "وقف كل الحروب وإحلال السلام في العالم".
من جانبه، قال رئيس جمهورية جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، إن "غزة تعيش نكبة جديدة وسكانها رهائن لدى الاحتلال الصهيوني الذي ينكل بهم، ويجبرهم على النزوح، ويلقي بحياتهم في المجهول تحت القصف الإجرامي الوحشي".
وأكد الرئيس الجيبوتي، خلال كلمته، أن "الاحتلال الإسرائيلي يحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم واحتياجاتهم الأساسية من قبيل الماء والغاز والدواء والوقود".
وأشار كذلك إلى خطورة الوضع القائم في قطاع غزة والذي يتطلب "استجابة فورية وهبة قوية من الجميع"، مثمناً كل المساعي الممكنة من أجل تدارك الوضع، مشدداً على أن "للدول الإفريقية مسؤولية تاريخية وجسيمة، يجب أن ننهض بها من أجل نجدة أهلنا في غزة".
من جانبه، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، إلى الوقف الفوري لتدمير قطاع غزة وقتل الآلاف من أهله، مشدداً على "دعم الحل السياسي عبر دولتين".
وجاءت هذه القمة امتداداً لاستضافة المملكة لقمم واجتماعات وزارية مع عدد من التكتلات الدولية، منها القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، والقمة الخليجية مع رابطة دول الآسيان، والاجتماع الوزاري العربي مع دول الباسفيك.