أكد البيت الأبيض الجمعة، أنه يراقب عن كثب تزايد الأنشطة العسكرية الصيينية في مضيق تايوان، واصفاً لها بـ"مصدر محتمل لزعزعة الاستقرار".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي خلال مؤتمر صحافي: "لقد عبرنا بوضوح علانية وسراً عن مخاوفنا المتزايدة بشأن عدوانية الصين تجاه تايوان".
ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن قلقة من غزو صيني محتمل لتايوان، قالت ساكي: "لقد رأينا أنشطة عسكرية متزايدة ومقلقة للصين في مضيق تايوان، التي من المحتمل أن تكون مزعزعة للاستقرار".
وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية، الجمعة، توغل 11 طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية في منطقة الدفاع الجوي الخاصة بها، من بينها 8 مقاتلات حربية من طراز "جيه-16" و "جيه-10".
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية شكت تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، من تكرار مهمات للقوات الجوية الصينية قرب الجزيرة التي تتركز في القطاع الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي قرب جزر باراتاس التي تسيطر عليها تايوان.
وتأتي التحركات الصينية، وسط مخاوف لبكين من تقارب دفاعي محتمل بين الولايات المتحدة وتايوان، بعدما أبحرت سفينة حربية أميركية الخميس قرب الجزيرة، ووسط أنباء عن حوار عسكري بين واشنطن وتايوان.
وقالت الصين، الأربعاء، إنها ستقوم بـ"رد ضروري" على الحوار العسكري المزمع بين الولايات المتحدة وتايوان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، إن بكين "ستقوم برد ضروري بناءً على تطور الموقف"، وإنها "تعارض بحزم" هذه المحادثات".
وأضافت أن بكين تحث واشنطن على أن "توقف فوراً أي شكل من أشكال الزيارات الرسمية والروابط العسكرية مع تايوان، لتفادي إلحاق المزيد من الضرر بالاستقرار في مضيق تايوان وبالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة".
وفي المقابل، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عن "قلق الخارجية من المناورات الصينية العسكرية"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تحتفظ بقدرتها على مقاومة أي قوة أو أي شكل آخر من الإكراه يعرّض للخطر الأمن أو النظام الاجتماعي أو الحياة الاقتصادية لشعب تايوان".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "قانوناً أميركياً يحدد العلاقات مع تايوان ويحمل اسم قانون علاقات تايوان، يلزم واشنطن تزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها ضد بكين".
وفي فبراير الماضي، عبرت سفينة حربية أميركية مضيق تايوان، ما يمثل أول عبور عسكري أميركي، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن.
وقال الأسطول السابع الأميركي حينها، في بيان، إن "المدمرة الأميركية، جون إس ماكين مرت الخميس عبر مضيق تايوان، الأمر الذي يُظهر التزام الولايات المتحدة بمنطقة محيط هادئ هندي حرة ومفتوحة".
وتعتبر بكين عبور سفن أميركية للمضيق انتهاكا لسيادتها، فيما تنظر الولايات المتحدة ودول أخرى له كممر مائي دولي مفتوح للجميع.
وصعدت الصين ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية على تايوان، منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ-وين، في 2016، والتي ترفض الإقرار بمواقف بكين بأن الجزيرة جزء من الصين.