قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الاثنين، إن هناك "ضغوطاً سياسية" على إسرائيل من أجل إيقاف الحرب في قطاع غزة، لكنه اعتبرها "ليست مرتفعة"، مرجحاً أن تبدأ "الضغوط الدولية الشديدة" على تل أبيب خلال "أسبوعين أو 3 أسابيع أخرى".
وقال كوهين في مؤتمر صحافي: "سياسياً نلاحظ تزايد حجم الضغوط على إسرائيل وحتى الآن ليست مرتفعاً، لكنها تتصاعد"، مؤكداً على "تراجع" حجم التعاطف مع إسرائيل على خلفية هجوم حركة "حماس" الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف: "أمامنا أسبوعان أو 3 قبل أن يتنامى الضغط الدولي بشكل فعلي، لكن وزارة الخارجية تجهد لتوسيع هامش المشروعية، والمعارك ستتواصل طالما كان ذلك ضرورياً".
ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن حوالي 240 شخصاً تم احتجازهم رهائن في قطاع غزة خلال اليوم الأول من هجوم "حماس"، ومن بين المحتجزين ما لا يقل عن 30 قاصراً، بينهم أطفال، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكر كوهين أن "نظراءه الدبلوماسيين أكدوا خلال محادثاته معهم على الجوانب الإنسانية"، لكنه لفت إلى أن "البعض طلب من إسرائيل السعي لوقف إطلاق النار، رغم أنهم لم يصرحوا علناً بذلك".
واعتبر الوزير أن "العالم تقبل فكرة أن الجهود إسرائيلية لن تتوقف حتى يتم إطلاق سراح الرهائن من قبل حماس"، مشيراً إلى أن "قضية المختطفين هي إحدى الأدوات الرئيسية التي تمنح إسرائيل الشرعية الدولية للاستمرار في القتال".
وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية بحثت مع عدد من الدول الثماني التي استدعت سفراءها مسألة ترتيب عودتهم خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة".
ضغوط دولية
تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية إما من أجل إيقاف الحرب، أو بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مع ارتفاع عدد الضحايا، واحتدام القتال بالقرب من المستشفيات.
كما تواجه الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، أيضاً ضغوطاً داخلية وخارجية من أجل دفع تل أبيب، التي تسعى للإطاحة بحركة "حماس"، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتزايدت الدعوات الدولية لإسرائيل بضبط النفس مع ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا إلى أكثر من 11 ألفاً في القصف الإسرائيلي المستمر منذ 5 أسابيع.
وفي السياق، شددت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الاثنين، على أن وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي يدركان أنه من أجل كسب المزيد من الوقت لصالح الحرب ضد "حماس"، من الضروري أن "يُنظر إلى عمليات الجيش في غزة على أنها مشروعة، وأن هذه المشروعية مشروطة بالوضع الإنساني.
وترفض تل أبيب وواشنطن الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار على أساس أنها ستسمح لـ"حماس" بإعادة تنظيم صفوفهم، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفضل "هدنة إنسانية مؤقتة" حيث تعتبرهاً شيئاً أقل من وقف إطلاق النار، فيما إسرائيل تعارض ذلك أيضاً.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رجح، الأحد، "إمكانية" التوصل إلى صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع "حماس"، لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، قائلاً إن ذلك قد يحبط "المفاوضات الحساسة"، لإطلاق سراح الرهائن.
ولدى سؤاله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن النساء والأطفال والمسنين المحتجزين رهائن لدى "حماس" في قطاع غزة، أجاب نتنياهو "ذلك محتمل، ولكن كلما قللت كلامي عن هذا الموضوع، ازدادت فرص تحقّقه".