اشتباكات عنيفة في مناطق متفرقة شمال القطاع ومحيط مجمع الشفاء تحوّل إلى ساحة حرب

محاولات بطيئة للتقدم.. كيف يبدو التوغل الإسرائيلي في غزة؟

القاهرة/ دبي-الشرق

بينما تدخل الحرب على غزة شهرها الثاني، يواصل الجيش الإسرائيلي محاولات التقدم ميدانياً ضمن مخططه لـ"التوغل البري" في القطاع، غير أن تلك المحاولات ما تزال "بطيئة"، ومحدودة جغرافياً، مع استمرار الفصائل الفلسطينية في استهداف جنوده وآلياته.

فيما يلي نتوقف أمام أبرز معطيات التوغل البري للجيش الإسرائيلي في غزة، من واقع أحدث بيانات متوفرة عن الوقائع الميدانية على الأرض:

تقدم بطيء

يتقدم الجيش الإسرائيلي المتوغل براً ببطء، فيما تدور المعارك على الأرض في الجزء الشمالي من القطاع، بما يشمله من محافظة شمال غزة، ومساحات واسعة من محافظة غزة.

هذه الرقعة الجغرافية التي تقول إسرائيل إن قواتها سجّلت تقدماً فيها تشمل الأطراف الشمالية والجنوبية، بالإضافة إلى مناطق متفرقة من الأطراف الغربية المحاذية للشاطئ، لكن في الغرب لم تتمكن قوات الجيش الإسرائيلي من التوغل داخل المناطق الواقعة في الوسط.

بالنسبة لمخيم الشاطئ، تحديداً، لم تحرز جرافات الجيش الإسرائيلي تقدماً ملموساً فيه، حيث شوهدت تلك الجرافات تهدم منازل بالمنطقة، لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى التعمق أكثر، أو بسط السيطرة الإسرائيلية جغرافياً.

أما فيما يخص مجمع الشفاء الطبي، فإن الآليات العسكرية الإسرائيلية تقدمت نحو الجهات الأربع، على وقع اشتباكات مستمرة مع المقاتلين الفلسطينيين المدعومين بقذائف مضادة للدروع.

وبعيداً عن شاطئ البحر بنحو ألف ومئتي متر، تتمركز عشرات الدبابات الإسرائيلية على شارع النصر، وتحاصر مربع مستشفيات يشمل النصر للأطفال، و"العيون"، والرنتيسي للسرطان، و"الأمراض العقلية والنفسية".

مواجهات متفرقة

وإلى الداخل، بعيداً عن الأطراف، تدور مواجهات متفرقة في محاور عدة، يعتمد فيها الجيش الإسرائيلي على ضربات المدفعية من الدبابات، فيما تلجأ الفصائل الفلسطينية إلى قذائف الهاون لاستهداف المركبات العسكرية الإسرائيلية.

وهذه المحاور تضم: شمال مدينة بيت لاهيا، وجنوب مدينة بيت حانون، وجنوب شرق حي الزيتون، وجنوب وشمال شرق حي الشجاعية الواقعين في مدينة غزة.

ووفق تقارير، فإن التقدم الإسرائيلي يظل محدوداً بمقدار "عدة أمتار" في بعض المحاور، وتحديداً من ناحية الأحياء الشمالية لبيت حانون، مروراً بمنطقة أم النصر شمال بيت لاهيا، ثم المنطقة الشمالية الغربية باتجاه حي الكرامة، ومخيم الشاطئ.

وجنوب هذه المنطقة، ثمة محاولات إسرائيلية للتقدم من ناحية حي الزيتون، وحتى حي جحر الديك، الذي شهد اشتباكات عنيفة، وصولاً إلى شارع الرشيد، وحتى أطراف تل الهوى، ومجمع الشفاء الطبي.

أغلب التمركزات، ومواقع السيطرة التي يحاول الجيش الإسرائيلي بسط نفوذه عليها تشمل مقار ومناطق ومحيطات المستشفيات، مثل مستشفى القدس قرب تل الهوى، والمنطقة المحيطة بمجمع الشفاء، ومستشفى النصر للأطفال، ومستشفى القدس، وحتى محيط ميناء غزة.

"مستشفى الشفاء.. ساحة حرب"

هنا، يرصد محللون لواقع خرائط قطاع غزة في هذه الحرب تحوّل مجمع الشفاء، ومحيطه، إلى "ساحة حرب" حيث استهدفته إسرائيل بطائرات مسيّرة دمّرت قسم أمراض القلب بالمجمع.

ومع عدة محاولات للتوغل أكثر من جهات متعددة، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى قطع مسافات متفاوتة للالتقاء بقواته بين نقطتين، بهدف حسم أكبر مساحة ممكنة من الأرض يتمترس عليها، لتحسين موقفه الهجومي في مواجهة الفصائل الفلسطينية التي ما تزال توجّه لجنوده وآلياته ضربات مستمرة، من دون انقشاع دخان المعركة عن حقائق ميدانية يمكن قياسها.

تصنيفات

قصص قد تهمك