قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة، إن المفاوضات غير المباشرة التي عقدت بين إيران والولايات المتحدة في فيينا "تسير على الطريق الصحيح"، لكنه أشار، بحسب ما نقلت وكالة أنباء "فارس"، إلى أن "الطريق مليء بالصعاب والعراقيل".
وذكر عراقجي أن الدول الأعضاء في الاتفاق النووي "كانت تتفاوض مع الوفدين الإيراني والأميركي بشكل منفصل، كل على حدة"، لافتاً إلى أن "الإجراءات التي يجب أن يتخذها الطرفان أصبحت الآن أكثر وضوحاً من ذي قبل".
وكانت العاصمة النمساوية فيينا، شهدت الثلاثاء، محادثات وصفت بأنها "بناءة"، لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، خلصت إلى إعلان تشكيل مجموعات عمل لمناقشة العقوبات التي قد ترفعها واشنطن، والقيود النووية التي قد تلتزم بها طهران من أجل العودة إلى خطة العمل الشاملة.
محادثات إيجابية
وبينما يقول الخصمان القديمان، الولايات المتحدة وإيران، إنهما لا يتوقعان أي إجراءات سريعة، وفي وقت ترفض طهران المحادثات وجهاً لوجه مع واشنطن، وصفت الحكومتان والاتحاد الأوروبي المحادثات المبكرة بعبارات إيجابية.
وفي تصريحاته لوكالة "فارس"، أوضح عراقجي أن الفريقين الإيراني والأميركي أجريا "مناقشات مكثفة" على مدى 3 أيام. وتابع: "لقد كان أسبوعاً مزدحماً، حيث عقدنا اجتماعات ثنائية مع ثلاث دول أوروبية بشكل منفصل، ومع روسيا والصين، وساعد ذلك كثيراً في دفع المناقشات إلى الأمام. كما أصبح إطار الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها الطرفان أكثر وضوحاً نسبياً، من ذي قبل".
وفي تقييمه لجدوى هذه المفاوضات، قال عراقجي: "نحن نسير على الطريق، لكن أمامنا الكثير من العراقيل والمشاكل، الأمر الذي يتطلب إرادة سياسية قوية من جانب الولايات المتحدة لتقرر رفع الحظر، ونأمل تحقيق النتائج ".
"لسنا يائسين"
وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أن "الوفود ستعود إلى عواصمها لبضعة أيام، بغية إجراء مزيد من المشاورات"، إذ من المحتمل، وفق قوله، أن "تُستأنف الاجتماعات الأربعاء المقبل، بحضور إيران ومجموعة (4+1)". ولفت عراقجي إلى أن "طهران ستقرر موقفها من الاستمرار، وفقاً لتقدم العمل".
واعتبر أن "المفاوضات ستقرب مواقف طرفي القضية من بعضهما البعض، وستلبي مطالب كل منهما، المتعلقة بالعودة إلى الاتفاق النووي"، لكنه أكد أن "لكل طرف مواقفه الخاصة وهناك خلافات بالفعل". وزاد: "إذا كانت هذه المواقف متسقة، فلن تكون هناك حاجة إلى الكثير من المفاوضات والحوار. ومهمتنا تكمن في تقريب مواقف الجانبين، وهي مهمة صعبة بطبيعة الحال حيث يصر كل طرف على رغباته ومواقفه".
وأشاد عراقجي بما وصفه "الجدية" التي أبدتها الدول الأعضاء في الاتفاق النووي. وقال: "كانت أجواء المحادثات إيجابية وبناءة، وقطعنا إلى الآن جزءاً من الطريق إلى الأمام، لكن هذا لا يعني أنه سيقود بالضرورة إلى تحقيق نتائج إيجابية، فهناك الكثير من المشاكل، وعلى الرغم من ذلك لسنا يائسين".
وفي عام 2018، سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق، واختار ما أسماه "حملة الضغط الأقصى" التي تنطوي على عقوبات أميركية مستعادة وإضافية.
منذ ذلك الحين، ما فتئت إيران تنتهك بشكل مطرد القيود الواردة في الاتفاق، مثل كمية اليورانيوم المخصب الذي يمكنها تخزينه، والنقاء الذي يمكن تخصيبه به.