في طريقه إلى السلطة حزب "شين فين" الإيرلندي يتخذ خطاً مؤيداً للفلسطينيين

بات شيهان عضو في "شين فين" والعضو السابق في الجيش الجمهوري الإيرلندي يقف أمام جدارية كتب عليها "فلسطين حرة" في بلفاست، إيرلندا الشمالية، 23 أكتوبر 2023 - AFP
بات شيهان عضو في "شين فين" والعضو السابق في الجيش الجمهوري الإيرلندي يقف أمام جدارية كتب عليها "فلسطين حرة" في بلفاست، إيرلندا الشمالية، 23 أكتوبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

فيما يتّجه الحزب القومي الإيرلندي "شين فين"، إلى الفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة، اتخذ الحزب خطاً مؤيداً للفلسطينيين، إذ أدان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصف حملة القصف على القطاع بأنها "جرائم حرب هجمية"، في قطيعة مع الموقف الأميركي الذي يقوده الرئيس جو بايدن الذي يعتز بأصوله الإيرلندية.

وفي الآونة الأخيرة، بدت مواقف "شين فين"، أكثر وضوحاً في إدانة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعدما ظلت زعيمة الحزب ماري لو ماكدونالد، لأسابيع تتبنى خطاباً معتدلاً لا يرجح كفة فئة على حساب أخرى، وهو ما يعكس طموحات الشين فين، في الحصول على السلطة، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وخلال المؤتمر السنوي لحزب "شين فين" نهاية الأسبوع، حاولت ماكدونالد أن تخرج بموقف واضح بشأن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، وقالت إن العالم يرى التصرفات الإسرائيلية على حقيقتها، وهي جرائم حرب همجية وبغيضة وجبانة"، داعية الحكومة إلى إحالة إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية وطرد السّفيرة من البلاد، ما أثار تصفيقاً حاراً من قبل الحاضرين.

كسب الأصوات

ويأتي تغير موقف شين فين، بعد تردد قيادة الحزب الذي تُرجح كل استطلاعات الرأي بأن يفوز بالانتخابات المقبلة، في تنفير الأصوات الداعمة لإسرائيل في إدارة الرّئيس الأميركي جو بايدن، وفي الكونجرس، بالنظر إلى الدور التاريخي الذي لعبته واشنطن لتخلي الحزب عن العمل المسلح والاندماج في الحياة السياسية، بعدما كان ينظر إليه كحزب منبوذ، نظراً لتاريخ الجيش الجمهوري الإيرلندي، والذي كان ينظر للحزب على أنه الجناح السياسي للجيش.

وكان من بين الذين حضروا أعمال المؤتمر سفيرة فلسطين في إيرلندا جيلان وهبة عبد المجيد، التي قالت إن إسرائيل تحوّل غزة إلى "جحيم على الأرض". وهتف المتظاهرون "فلسطين حرة". وهيمنت على التجمع مطالب شعبية باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل ومؤيديها في واشنطن وبروكسل ولندن.

ورغم علاقة "شين فين" المستمرة منذ عقود مع منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن الحزب لم يكن قادراً على اتخاذ مواقف مماثلة تصل إلى حد المطالبة بطرد السفيرة الإسرائيلية وإحالة مجرمي الحرب على المحكمة الجنائية"، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو".

ومع وجود الخلفية العسكرية، يرى مراقبون أن "شين فين" واثق من الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية أواخر عام 2024. ومع ذلك، حتى ماكدونالد تعترف بأن حزبها سيحتاج بشكل شبه مؤكد إلى شريك واحد على الأقل لتشكيل الائتلاف، فيما وصفت الحكومة حزبها بأنه "حركة متهورة لا تزال غير صالحة للحكم".

وتشير "بوليتيكو" إلى أن أعضاء "شين فين" التزموا لأسابيع بقرارات القيادة بعدم الخوض في الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن المزاج العام تغير وأصبح من الضروري اتخاذ مواقف واضحة تجلب تأييد الشارع الإيرلندي.

طرد السفيرة الإسرائيلية

وتقدّم الحزب بمقترح برلماني الثلاثاء، دعا فيه الحكومة الأيرلندية إلى تقديم التماس إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لفتح تحقيق في جرائم حرب ضد إسرائيل. كما أنه يدعم اقتراح حزب معارضة آخر يسعى إلى طرد السفيرة الإسرائيلية. 

وقال ديثي دولان، عضو مجلس دبلن: "مصداقية السفيرة الإسرائيلية مدفونة تحت أنقاض غزة، وحكومة واشنطن مذنبة أيضاً، مضيفة "لقد قاموا (يقصد الأميركيين) بتسليح وتمويل وتغطية الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية".

كما قال أحد نشطاء حزب شين فين إن "إسرائيل لا تستطيع أن تقصف حماس، وتزيلها من الوجود". وأضاف في معرض كلمته أن "أطفال القصف الأخير على غزة في عام 2014 هم مقاتلو حماس اليوم". واعتبر كيران أو ميشير، وهو ناشط في الحزب أن "أطفال القصف اليوم سيكونون للأسف مقاتلين بعد 10 سنوات من الآن".

لماذا يدعم "شين فين" الفلسطينيين؟

ويشير تحليل نشره مركز الدراسات الدولية التابع لجامعة دبلن، صادر عام 2007، إلى أن "الحزب القومي ذو الخلفية العسكرية كان له ارتباطات وثيقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، حيث دأب الجناح العسكري للحزب على عقد اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين على مدى السنوات الثلاثين الماضية.

ويضيف التحليل، الذي أعدّه المؤرخ والجامعي جون دويل، أن إيرلندا وفلسطين لهما نفس دوافع المقاومة وهي بناء دولة مستقلة، ولذلك دعم حزب "شين فين" المقاومة الفلسطينية عبر حملات التبرع سواء في إيرلندا أو الولايات المتحدة.

وخلال تسعينيات القرن الماضي، صاغ "شين فين" لنفسه موقفاً يسارياً يتوافق مع حركة "مناهضة العولمة"، كما عارض بشدة النظام الاقتصادي العالمي، بزعامة الولايات المتحدة.

كما عارض الحزب الحرب على العراق، ورفض استخدام الطائرات الأميركية مطار "شانون"، كما عبر غالبية أعضائه عن مواقف مناوئة للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.

وخلال تلك الفترة، دعا "شين فين" إلى إنهاء الوصول التجاري التفضيلي لإسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما دان حرب إسرائيل على لبنان عام 2006.

تصنيفات

قصص قد تهمك