أفاد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة عدنان أبو حسنة، أن الوقود الذي دخل القطاع من خلال معبر رفح، في وقت سابق الأربعاء، لا يكفي الاستجابة للاحتياجات الإنسانية.
وقال أبو حسنة لـ"الشرق": "الوقود الذي دخل اليوم (الأربعاء) لقطاع غزة بكمية 23 ألف لتر، مخصص للشاحنات حتى تتمكن من التحرك، وكان هناك شرط إسرائيلي، بأن يخصص الوقود فقط للشاحنات، لتتمكن من الوصول لمعبر رفح لاستلام المساعدات"، معتبراً أن الأمر "في غاية الصعوبة"، لأن "الوقود لم يصل للمستشفيات، ومحطات التحلية ومحطات الصرف الصحي".
وأكد عدنان أبو حسنة أن الأونروا "لا يجب أن تتسول الوقود"، محذراً من مخاطر أن تعجز الوكالة الأممية عن القيام بدورها في القطاع.
وأضاف: "يجب أن تدخل على الأقل 150 شاحنة إلى قطاع غزة حتى تتمكن من الاستجابة للاحتياجات الإنسانية".
وكتب توم وايت مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "هذا ليس سوى 9% مما نحتاجه يومياً للحفاظ على الأنشطة المنقذة للحياة".
وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا: "عمليتنا برمتها الآن على وشك الانهيار.. شيء مروع أن يستمر استخدام الوقود كسلاح في الحرب".
ويقول موظفو الإغاثة إن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات بالمستشفيات وتوفير المياه وتوزيع مواد الإغاثة ساهم في تدهور أحوال سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بشكل حاد.
وفي وقت سابق، الأربعاء، عبرت أول شحنة وقود إلى غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تادرس أدهانوم جيبريسوس، إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 120 ألف لتر يومياً من الوقود، لتشغيل مولدات المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي والاتصالات.
توزيع المساعدات
وذكر أبو حسنة لـ"الشرق"، أن الوكالة توصل المساعدات لمراكز الإيواء، وتوزعها بحسب الأسماء على النازحين المتواجدين بهذه المراكز.
وقال إن الأونروا قدمت المساعدات "لقرابة 800 ألف نازح في مراكز الإيواء، وخلال الوقت الحالي تقدم للنازحين وغير النازحين؛ بسبب شح المواد الغذائية والمياه في ظل الحرب المتواصلة".
وفي المرحلة اللاحقة "ستُوَزَّع المساعدات في حال توفرها، على من هم خارج مراكز الإيواء أيضاً"، مشيراً إلى أنه "تم توزيع الوقود والطحين على المخابز التي تعمل، كما زودنا محطات التحلية الصغيرة بالوقود مقابل أن يتم بيع المياه بسعر زهيد للمواطنين".
وتوقع المتحدث أن تتغير هذه الآلية في الأيام المقبلة "في ظل نفاد الوقود، ولن يتمكن ما يقارب 60% إلى 70% من سكان غزة من الحصول على شرب مياه نظيفة".
وبشأن نوعية المساعدات التي يتم توزيعها، قال أبو حسنة إنها مشكلة بشكل أساسي من الطحين والأرز والسكر والمعلبات والتمر، "لكن أكثر مادة أساسية توزع هي الطحين".
وشدد أبو حسنة على أن توزيع المساعدات يتم بشكل فوري حال وصولها، موضحاً أنه "بعد وصول المساعدات للمخازن تبدأ العملية، وتوزع خلال 24 ساعة؛ لأن الاحتياج لدى المواطنين كبير جداً".
انتقادات داخل إسرائيل
إلى ذلك، انتقد وزراء في الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، قرار السماح بدخول الوقود إلى غزة من أجل تزويد "الأونروا"، وذلك بعدما تعهدت تل أبيب لمدة 40 يوماً بعدم السماح بدخول هذه المادة إلى القطاع.
وكتبت وزيرة المواصلات ميري ريجيف المنتمية لحزب "الليكود"، على موقع "إكس"، قائلة: "الوقود للأونروا هو وقود لحماس".
ويتزعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "الليكود"، وسبق أن تعهد مراراً منذ بدء الحرب بعدم السماح بدخول أي وقود إلى القطاع المحاصر.
وانتقد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، المنتمي إلى التيار اليميني المتطرف، قرار السماح بوصول الوقود إلى الأونروا"، وقال في تغريدة على موقع "إكس": "الوقود = سلاح".
أما عضو الكنيست تالي جوتليف من "الليكود"، فتساءل عن هذه الخطوة قائلاً: "هل سمع أحد توضيحاً من الحكومة بشأن قرار نقل 24 ألف لتر من الوقود إلى غزة اليوم، خلافاً للوعود السابقة بعدم القيام بذلك؟".