يواجه أعضاء الكونجرس الأميركي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري تصاعداً في موجة التهديدات والاحتجاجات والحوادث الأمنية المثيرة للقلق على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، وفق موقع "أكسيوس".
وتأتي الاضطرابات الأخيرة في ظل المخاوف الأمنية التي خلفها الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021، وتفاقم التهديدات بوجه عام ضد مكاتب الكونجرس.
وعلى مدى الشهر الماضي، وُضع مبنى الكابيتول مراراً في "حالة أمنية دفاعية" قبل اندلاع سلسلة من المظاهرات المرتبطة بإسرائيل.
والأربعاء، حوصر العديد من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب، بينهم قياديون، داخل مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية، عندما اشتبكت قوات إنفاذ القانون خارج المبنى مع متظاهرين يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وحاول المحتجون إغلاق مدخل المبنى، ما دفع بشرطة الكابيتول إلى إبعادهم في اشتباك أدى إلى "إصابة 90 متظاهراً و6 من ضباط الشرطة"، وفقاً لموقع "أكسيوس".
اشتباكات أمام الكونجرس
وقالت شرطة الكابيتول، في بيان: "تعاملنا مع مئات الاحتجاجات الأمنية، ولكن مجموعة الليلة الماضية لم تكن سلمية"، مضيفة: "الحشد لم ينصع لأوامرنا القانونية بالتراجع عن مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية، حيث كان أعضاء الكونجرس داخل المبنى".
وتابعت: "عندما نقلت المجموعة الحاويات أمام المخارج، واستخدمت رذاذ الفلفل ضد ضباطنا، وحاولت السيطرة على موقف الدراجات، سارعت فرقنا إلى إظهار العواقب".
من جانبها قالت مجموعة IfNotNow، وهي مجموعة يسارية تقود الاحتجاجات، الخميس، إن شرطة الكابيتول "ردت على الاحتجاجات السلمية بعنف مفرط، ومن دون أي تحذير مسبق، أو طلب للتفرق".
وأضافت: "كان المحتجون يشاركون بشكل سلمي في عصيان مدني من خلال محاولة إغلاق بعض الأبواب المؤدية إلى داخل المبنى، وهم يهتفون "أوقفوا إطلاق النار الآن".
وشددت المجموعة على أن: "عنف الشرطة لن يردعنا عن مواصلة احتجاجاتنا السلمية وغير العنيفة (...) سنواصل إثارة المشاكل الجيدة".
"خوف وعدم يقين"
ووصف الأعضاء الذين كانوا في المبنى شعورهم بـ "الخوف وعدم اليقين" الذي لم يشعر به بعضهم منذ أحداث 6 يناير.
وقالت النائبة الديمقراطية عن فلوريدا ديبي واسرمان شولتز لـ"أكسيوس": "لقد عبروا الخط حيث حاصروا المداخل والمخارج، وحاصروا الناس"، واصفة الوضع بأنه "كان مزعجاً للغاية".
ووصف مشرع آخر كان حاضراً داخل الكابيتول أثناء الاحتجاجات الوضع بأنه "جزء من توجه أكبر لتكتيكات عدائية على نحو غير معتاد من قبل مؤيدي فلسطين". وقال: "لقد تلقيت تهديدات بالقتل، وتم نشر بياتي الشخصية على الإنترنت، كما واجهت الكثير من الاحتجاجات".
مشرعون يهود: نواجه تهديدات
وقال مشرعون يهود من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، لـ "أكسيوس"، إنهم يواجهون "موجة متزايدة من التهديدات والحوادث المزعجة" منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس الشهر الماضي.
في هذا السياق، ذكر النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي براد شنايدر، لـ"أكسيوس"، أن "هناك بلا شك بيئة تهديد آخذة في الاتساع"، مشيراً إلى أن "أعضاء الكونجرس يتلقون التهديدات الآن على هواتفهم أو عبر بريدهم الإلكتروني، ويتعرضون للسباب والإهانات اللفظية".
من جانبه قال النائب الجمهوري عن أوهايو، ماكس ميلر، للموقع الإخباري الأميركي إنه لم يتلق "أي تهديدات معادية للسامية" حتى 7 أكتوبر، ولكن منذ ذلك الحين "تلقيت تهديدات على حياتي، وعلى حياة زوجتي، وعلى حياة ابنتي التي يبلغ عمرها 15 يوماً".
وأضاف ميلر أنه يمتلك "الكثير من الأسلحة "، ولكنه لم يعتد أن يكون مسلحاً في الأماكن العامة. أما الآن، "فأحمل معي سلاحاً كل يوم؛ لأنني لن أكون ضحية".
وتحدث العديد من مساعدي الأعضاء اليهود مع "أكسيوس" عن "كثافة غير مسبوقة" في حجم ومضمون المكالمات الهاتفية التي تلقتها مكاتبهم بشأن الحرب.
وكان لدى النائبة الديمقراطية عن ولاية فرجينيا، بيكا بالينت، وهي "واحدة من أكثر الأعضاء اليهود في الكونجرس تقدمية، على حد وصف "أكسيوس"، فعالية في "برلينجتون" الأسبوع الماضي، ولكنها لم تكتمل بسبب هتافات مئات المحتجين المؤيدين لفلسطين لحضها على دعم وقف إطلاق النار.
وقالت بالينت لـ "أكسيوس"، الخميس: "لقد حاصروا المبنى، وضربوا على الزجاج حتى اعتقدنا أن النوافذ والأبواب ستتحطم. ولم يكن هناك سبيل للخروج. وشعر الجميع في المبنى بعدم الأمان".
وأضافت: "أتفهم تماماً هذه العاطفة (...) ولكن هذا النوع من الخلط وإلغاء الفواصل بين الاحتجاجات السلمية والسلوك التهديدي مزعج للغاية"، مشيرة إلى أنها تلقت نصيحة "مرعبة" من زميل لها بشأن كيفية التصرف في الضاحية التي تنتمي إليها "حتى لا أتعرض للخطر".