نفذت الشرطة الألمانية، الخميس، عمليات تفتيش في 4 ولايات تستهدف أعضاء ومتعاطفين مع حركة "حماس" وشبكة "صامدون" الفلسطينيتين المحظورتين في البلاد.
وفتشت الشرطة 15 شقة في برلين، وساكسونيا السفلى، وشمال الراين، وستفاليا، وشليزفيج هولشتاين، وهي المناطق التي يقطن بها المتعاطفون مع "حماس"، و"صامدون" تنفيذاً لأوامر محاكم في 4 مناطق، حسبما أفادت وزارة الداخلية الألمانية.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن الحملة الأمنية تهدف إلى "تطبيق الحظر، وكذلك تطهير الهياكل غير القانونية لحركة حماس، المصنفة منظمة إرهابية في البلاد، إضافة إلى شبكة صامدون".
وتقول الوزارة إن نحو 450 عضواً من "حماس" يتواجدون في ألمانيا، وتتنوع أنشطتهم بين الدعم والدعاية والتمويل وجمع التبرعات، فيما أكدت وزيرة الداخلية نانسي فيزر أن بلادها "ستواصل التحرك ضد الإسلاميين المتطرفين".
وقالت فيزر: "من خلال حظر حماس وصامدون في ألمانيا، أرسلنا إشارة واضحة بأننا لن نتسامح مع أي دعم للإرهاب الهمجي الذي تمارسه حماس ضد إسرائيل"، مضيفة: "يجب ألا يشعر الإسلاميون المتطرفون ومن يعادون السامية بالأمان هنا. ويجب أن يتوقع هؤلاء القوة الكاملة لسيادة القانون".
وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية، في 2 نوفمبر، حظراً على أنشطة "حماس" و"صامدون"، وهو ما تبعه إطلاق حملات أمنية لتتبع المتعاطفين مع الحركتين.
وصنفت ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، حماس "منظمة إرهابية"، فيما "تعمل صامدون، وهي شبكة دولية مؤيدة للفلسطينيين، تحت ستار مجموعة تضامن مع السجناء لنشر دعاية معادية لإسرائيل وللسامية"، بحسب الوزارة.
إدانة هجوم حماس
وكانت الوزيرة الألمانية نانسي فيزر دعت في وقت سابق المنظمات الإسلامية في البلاد إلى "إدانة هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر".
وقالت فيزر في مقابلة تلفزيونية: "أتوقع من المنظمات الإسلامية أن تتخذ موقفاً واضحاً، وتتحمل المسؤولية في المجتمع. يجب عليها أن تدين بشكل واضح هجوم السابع من أكتوبر، وألا تكتفي بنعم، ولكن".
وأضافت: "يجب أن يكون الأمر واضحاً، نحن نقف إلى جانب إسرائيل".
كما حذرت من أنه يجب ألا يُستخدم النقاش ضد معاداة السامية لأغراض العنصرية المعادية للمسلمين.
وأردفت بقولها: "علينا ألا نترك المجال أمام أولئك الذين يجعلون المسلمين سبباً لكل الشرور"، مضفية أن "أولئك الذين يخلقون اليوم مناخاً معادياً للمسلمين بحجة معاداة السامية يريدون تقسيمنا وليس توحيدنا".
ويعيش في ألمانيا نحو 5.5 مليون مسلم، نصفهم يحملون الجنسية الألمانية، وفقاً لـ"مؤتمر الإسلام في ألمانيا"، وهو هيئة تعاون بين الحكومة الألمانية والمنظمات الإسلامية.
ويشكل المسلمون 6.6% من سكان البلاد، وهم ثاني أكبر مجموعة دينية بعد المسيحيين الذين يبلغ عددهم 45 مليوناً، ويشكلون نصف سكان ألمانيا.
وتضم ألمانيا واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في أوروبا، وتقدر الحكومة عددهم بنحو 200 ألف شخص.