لافروف: لن ندخر جهداً لنزع فتيل أزمة سد النهضة.. والحوار هو السبيل للحل

وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الروسي سيرغي لافروف - 12 أبريل 2021 - twitter/MfaEgypt
وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الروسي سيرغي لافروف - 12 أبريل 2021 - twitter/MfaEgypt
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، إن بلاده تملك إرادة سياسية قوية لحل أزمة سد النهضة عن طريق الحوار، مؤكداً أن الإجراءات الأحادية التي تقوم بها أديس أبابا "لا تستقيم مع فكرة المفاوضات".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن "الحوار المنسق بين الدول الثلاث هو السبيل لحلّ أزمة سد النهضة، وسنفعل ما في وسعنا لحلها ونزع فتيل الأزمة".

وزير الخارجية المصري، أضاف، في المؤتمر الصحافي: "أطلعنا الجانب الروسي على تطورات أزمة سد النهضة، ونعول على العلاقات التي تربط روسيا بالدول الثلاث في الدفع نحو الامتناع عن الإجراءات الأحادية"، مؤكداً أن لروسيا "دوراً مركزياً بصفتها عضواً بمجلس الأمن".

وتابع: "نتطلع لاستمرار التعاون مع روسيا والتنسيق معها في إطار المؤسسات الدولية"، مشيراً إلى قدرة روسيا في "التأثير على كافة الأطراف".

مبادرة السلام العربية

وفي الشأن الفلسطيني، قال وزير الخارجية لافروف، إنه بحث مع الجانب المصري، القضية الفلسطينية، مشيراً إلى دعم موسكو لمبادرة السلام العربية، التي أعلنتها السعودية قبل سنوات، وتنص على إقامة دولة فلسطينية. 

وشدد لافروف على ضرورة تفعيل اللجنة الرباعية الدولية، لدفع جهود السلام بين فلسطين وإسرائيل، فيما رحب باتفاقات التطبيع التي تم الإعلان عنها، قبل أشهر بين إسرائيل ودول عربية. 

وبشأن الأزمة الليبية، أعرب لافروف عن ارتياح بلاده للتطورات الأخيرة، مؤكداً "دعم تنفيذ المقررات الليبية، فيما يتعلق بتسيير العملية السياسية وعملية الانتخابات الليبية".

كما أشار إلى التزام موسكو بـ "الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية وحق الشعب السوري في تقرير مصيره"، لافتاً إلى أن روسيا "بحثت إقامة ملتقى التعاون مع الدول العربية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، وعقد قمة روسية إفريقية ثانية عام 2022".

اتفاقات مشتركة

لافروف، الذي يزور مصر حالياً، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق، أكد التزام بلاده بتنفيذ الاتفاقات المشتركة مع مصر، في مجال النقل والمواصلات وتطوير السكك الحديدية، مشيراً إلى أن "الاتفاقات المشتركة دخلت حيز التنفيذ".

وأضاف أنه "رغم قيود جائحة كورونا، لدينا نيّة لإنجاز المشروعات المختلفة، والفضل يعود في ذلك للهيئة التجارية والاقتصادية المشتركة".

وشدد على أهمية الاتفاقات في مجال النقل، بين البلدين، ومساهمة روسيا في تحديث شبكة النقل، خاصة تطوير "سكك حديد مصر".

السيسي يستقبل لافروف

في السياق نفسه، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، لافروف في قصر الاتحادية، بحضور شكري، وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وسفير روسيا الاتحادية بالقاهرة، وصرح المتحدث الرسمي للرئاسة، بسام راضي، بأن السيسي أكد حرص القاهرة على تعزيز علاقات الشراكة الممتدة مع موسكو في إطار التطور المستمر الذي تشهده العلاقات، والذي تكلل بإبرام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتصديق البرلمان المصري عليها مؤخراً.

وشهد اللقاء التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ومنها التعاون على الصعيدين العسكري والأمني، بما فيها آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب على مستوى الأجهزة المعنية، والجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، فضلاً عن مشروع محطة الضبعة النووية، والإعداد للدورة القادمة للجنة الاقتصادية المشتركة.

وتطرق اللقاء إلى تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لقضية سد النهضة، وأكد السيسي على استمرار مصر في إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، باعتبارها مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر، من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بين الدول الثلاث بشأن قواعد الملء والتشغيل السد.

من جانبه، أكد لافروف موقف بلاده الثابت برفض المساس بالحقوق المائية التاريخية لمصر في مياه النيل ورفض الإجراءات الأحادية في هذا الصدد، معرباً عن التقدير للجهود الحثيثة والمخلصة التي تبذلها مصر في هذا الإطار، وتطلع بلاده إلى التوصل إلى حل يحقق مصالح كافة الأطراف من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

اقرأ أيضاً: