كيربي: لا علم مسبقاً للاستخبارات الأميركية بهجوم 7 أكتوبر

دبي-الشرق

قال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الأحد، إن الاستخبارات الأميركية "لم تكن على عِلم" بخطة حركة "حماس" للهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قالت، الخميس الماضي، إن مسؤولين في إسرائيل حصلوا على خطة "حماس" للهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر الماضي، قبل أكثر من عام من وقوعه، وفقاً لما أظهرته وثيقة مؤلفة من 40 صفحة تقريباً.

وذكرت في تقرير مطول أن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين "رفضوا الخطة"، باعتبارها "طموحة أكثر من اللازم" و"أصعب من أن تستطيع حماس تنفيذها".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت واشنطن على عِلم بهذه المعلومات الاستخبارية، أجاب كيربي في مقابلة مع شبكة NBCNEWS الأميركية: "لقد أشارت الاستخبارات الأميركية إلى أنها لم تتمكن من الوصول إلى هذه الوثيقة، وأنه لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على أنهم تمكنوا سابقاً من الوصول إلى هذه الوثيقة".

وعما إذا كان من ينبغي معرفة ذلك مسبقاً؛ نظراً إلى مدى التنسيق بين مسؤولي الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، قال كيربي: "المعلومات الاستخباراتية عادةً ما تكون شبيهة بالفسيفساء، ففي بعض الأحيان نعلم أنه يمكن تشكيل الأشياء معاً للحصول على صورة جيدة للغاية، ولكن في أحيان أخرى، يكون هناك أجزاء مفقودة من اللغز".

وأضاف: "كما قلت، لقد أكدت الاستخبارات لدينا أنهم بحثوا في هذا الأمر، ولكن ليس لديهم ما يشير حتى الآن إلى أنهم كانوا يملكون أي تحذير مسبق بشأن هذه الوثيقة أو أي عِلم بها".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان ذلك "فشل" من قبل الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، قال كيربي: "سيكون هناك وقت لإسرائيل لإجراء هذا النوع من التحقيقات"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن هذا الأمر بـ"صراحة تامة"، ووصفه بـ"الفشل من جانبهم".

وأضاف: "أرى أنهم سينظرون في هذا الأمر في الوقت الملائم، لأنهم بحاجة إلى القيام بذلك، ولكن في الوقت الحالي، يجب أن ينصب تركيزهم على القضاء على التهديد بالإبادة الذي يواجهه الإسرائيليون".

"جدار أريحا"

وحددت الوثيقة، والتي أطلقت عليها السلطات الإسرائيلية الاسم الكودي "جدار أريحا"، بشكل دقيق طبيعة الهجوم الذي أودى بحياة نحو 1200 إسرائيلي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

ولم تحدد الوثيقة المترجمة التي اطلعت عليها "نيويورك تايمز" تاريخ الهجوم، ولكنها وصفته بـ"المنهجي" الذي يهدف إلى اجتياح التحصينات المحيطة بقطاع غزة، والاستيلاء على المدن الإسرائيلية، واقتحام القواعد العسكرية الرئيسية، بما في ذلك مقر فرقة عسكرية.

وذكرت الصحيفة أن "حماس" نفذت الخطة بدقة متناهية، إذ تحدثت الوثيقة عن استخدام وابل من الصواريخ في بداية الهجوم، ومسيرات لتحطيم كاميرات المراقبة الأمنية، ومدافع رشاشة آلية على طول الحدود، وتدفق مقاتلين إلى داخل إسرائيل بشكل جماعي في طائرات شراعية ودراجات نارية وعلى الأقدام، وهو ما حدث كله في 7 أكتوبر.

كما تضمنت الخطة التي كشفتها الوثيقة، تفاصيل بشأن موقع وحجم القوات العسكرية الإسرائيلية، ومراكز الاتصالات، ومعلومات أخرى بالغة الحساسية، ما أثار تساؤلات بشأن الطريقة التي جمعت بها "حماس" معلوماتها الاستخباراتية وما إذا كانت ثمة تسريبات من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بحسب "نيويورك تايمز".

واعترف مسؤولون أمنيون إسرائيليون بالفعل، بأنهم "أخفقوا في حماية إسرائيل"، وتوقعت الصحيفة أن تشكل الحكومة الإسرائيلية لجنة لدراسة الأحداث والوقائع التي سبقت الهجوم. 

وقالت "نيويورك تايمز"، إن وثيقة "جدار أريحا" تكشف بوضوح عن "سلسلة من الأخطاء استمرت لسنوات، وبلغت ذروتها في ما يعتبره المسؤولون الآن أسوأ فشل استخباراتي إسرائيلي منذ الهجوم المباغت الذي أدى إلى الحرب بين العرب وإسرائيل في عام 1973".

تصنيفات

قصص قد تهمك