قال مسؤول في المخابرات التركية لوكالة "رويترز"، الاثنين، إن تركيا حذرت إسرائيل من "عواقب وخيمة" إذا حاولت ملاحقة مسؤولين من حركة "حماس" خارج الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك في تركيا.
وأضاف المسؤول التركي: "وُجِّهَت التحذيرات اللازمة للمحاورين بناء على أنباء تتعلق بتصريحات لمسؤولين إسرائيليين، وجرى إبلاغ إسرائيل بأن مثل هذا التصرف ستكون له عواقب وخيمة".
وذكر مسؤولو الاستخبارات التركية في تصريحات لوكالة "الأناضول"، أن أجهزة استخبارات مختلفة حاولت في السابق القيام بأنشطة غير قانونية على الأراضي التركية، وأكدوا أنه "لن يتم السماح لأي جهاز استخباراتي بتنفيذ عمليات وأنشطة داخل الأراضي التركية".
وخلافاً لمعظم حلفائها الغربيين، لا تعتبر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حركة "حماس" جماعة إرهابية، وتستضيف بعض أعضاء الحركة.
وذكرت "الأناضول" أن تصريحات المسؤولين الاستخباراتيين، جاءت تعليقاً على ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بشأن إعداد الاستخبارات الإسرائيلية خططاً لاغتيال أعضاء حركة "حماس" خارج فلسطين، بما في ذلك تركيا ولبنان وقطر.
تهديدات الشباك
وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، توعَّد قادة "حماس" في قطر وتركيا ولبنان، بـ"الملاحقة حتى لو استغرق الأمر سنوات"، وذلك في تسجيل أذاعته هيئة البث العامة الإسرائيلية "راديو كان"، الأحد.
وتوعد بار في تسجيل لم يتضح وقت ومكان تسجيله: "لقد حددت الحكومة هدفها المتمثل بالقضاء على (حماس)، ونحن مصممون على القيام بذلك، وهذه هي (عملية) ميونيخ الخاصة بنا".
وبذكره ميونيخ، كان بار يشير إلى رد فعل إسرائيل على سقوط 11 من أعضاء الفريق الأولمبي الإسرائيلي عام 1972 عندما شن مسلحون من منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية، هجوماً خلال دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ. وردت إسرائيل بتنفيذ حملة اغتيالات مستهدفة ضد نشطاء وأعضاء المنظمة على مدى عدة سنوات، وفي عدة دول.
وأضاف رونين بار أنه سيلاحق "كل قادة حماس في كل مكان، في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو لبنان أو تركيا أو قطر"، لافتاً إلى أن ذلك "سيستغرق بضع سنوات".
واعترف بار بـ"فشل" جهاز الاستخبارات في مهمته قبل الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر، لكنه قال: "الجهاز يسير الآن في اتجاه تصاعدي، وقد تعلم من الدرس، ومن إخفاقات ذلك اليوم".
ولم يكن هذا التهديد الأولى من نوع الذي يدلي له مسؤول إسرائيلي، إذ سبق أن أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في نوفمبر الماضي، أنه طلب من جهاز الاستخبارات "الموساد" العمل ضد قادة "حماس" في "أي مكان يتواجدون فيه حول العالم".
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي إن قادة الحركة "يعيشون في الوقت الضائع"، مشيراً إلى أن جهاز "الموساد" سيلاحق قادة الجماعة المسلحة في أي مكان في العالم.
حماس: تهديدات إسرائيل لا تخيفنا
من جهته، رد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" طاهر النونو، على تصريحات بار، وقال إن "التهديدات الإسرائيلية باستهداف قادة حماس في الداخل والخارج لا تخيف أحداً من قادة الحركة، وتعكس المأزق الذي تعيشه إسرائيل".
وأضاف النونو في بيان، أن هذه التهديدات تمثل "انتهاكاً صارخاً لسيادة الدول التي ذكرها قادة العدو ومساساً مباشراً بأمنها ما يستدعي ملاحقة العدو ومحاسبته على تطاوله وغروره".
وأشار إلى أن هذه التهديدات تعكس "المأزق السياسي والميداني الذي يعيشه العدو بفضل صمود شعبنا البطل ومقاومته الباسلة".
وسبق أن وجَّه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر منشور على منصة إكس، قائلاً: "تفضل واستضف في بلدك إرهابيي حماس الذين لم يتم القضاء عليهم، وفروا من غزة"، مضيفاً: "سنحرر غزة من حماس، من أجل أمن إسرائيل، ومن أجل خلق مستقبل أفضل لسكان المنطقة".
وجاء ذلك رداً على رفض الرئيس التركي، السبت، دعوات الولايات المتحدة لقطع العلاقات مع "حماس" في ظل الحرب بينها وإسرائيل في قطاع غزة، موضحاً أن "واشنطن تدرك بأن أنقرة، على عكس الولايات المتحدة، لا تعتبر حماس منظمة إرهابية".
وأضاف: "حماس أمرٌ واقع في فلسطين، فهي حزب سياسي هناك، خاض الانتخابات كحزب سياسي وفاز فيها".
وكان وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون، أعرب خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا، عن قلق واشنطن "العميق" بشأن علاقات أنقرة مع "حماس".
وأكد نيلسون أن الولايات المتحدة لم ترصد أي تحويل للأموال عبر تركيا إلى الحركة الفلسطينية منذ بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر الماضي، لكنه أشار إلى أن أنقرة سبق أن ساعدت "حماس" في تلقي تمويل، ودعاها إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التحويلات المستقبلية المحتملة للأموال.