سجل الجيش الإسرائيلي ارتفاعاً "غير عادي" في حالات الإصابة بالأمراض المعوية وبينها الشيغيلا، والتسمم الغذائي في صفوف جنوده، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه عملية التوغل البري داخل قطاع غزة المحاصر.
ورجح الأطباء الذين عالجوا الجنود، أن تكون التبرعات الغذائية وانعدام النظافة، السبب وراء إصابة الجنود الإسرائيليين بفيروس الشيغيلا، وأشاروا إلى أن الأعراض تشمل الإسهال الشديد والقيء وارتفاع درجة حرارة الجسم، كما ينتقل الفيروس عبر الاتصال المباشر بين الأشخاص، أو من خلال الطعام، حسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أجلى 18 جندياً من قطاع غزة إلى قاعدة تدريب خارج القطاع لتلقي العلاجات الضرورية، كما أرسل فريقاً لتعقيم المنطقة التي كانوا يقيمون فيها.
ونقلت الصحيفة عن تال بروش، مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا العام في أسدود، قوله: "إذا كان هناك تفشي للعدوى بين عشرة جنود في سرية مشاة يعانون حرارة تصل إلى 40 درجة، ويعانون الإسهال كل 20 دقيقة، فإنهم غير صالحين للقتال ويعرضون أنفسهم للخطر".
التبرعات بديل لطعام الجيش "الرديء"
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن التبرعات الغذائية غالباً ما تشكل بديلاً للطعام "الرديء" الذي يقدمه الجيش الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مجندة إسرائيلية قولها إن الجزء الأكبر من تغذيتها، وتلك الخاصة بوحدتها يأتي من التبرعات الغذائية، وأضافت: "نعيش بشكل رئيسي على طعام السكان، لأن طعام الجيش غير صالح للأكل".
وفي هذا الصدد، قال مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا "هناك قواعد واضحة جداً في ما يتعلق بنظافة الطعام (..) عادة ما يكون الجيش صارماً للغاية في هذا الشأن، لكن مشروع التبرعات الغذائية للجنود برمته يخرق هذه القواعد".
وتابع: "أنت لا تعرف من يقوم بإعداد الطعام (..) أنت لا تعرف كيف يتم التعامل مع الطعام، وكيف تم طهيه، وكيف تمت تعبئته"، مشيراً إلى أنه يتم إرسال الطعام إلى الجنوب (قطاع غزة) دون تبريد".
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "هناك زيادة في أمراض الأمعاء العامة، بسبب التبرعات الغذائية والأطعمة المطبوخة، ويتم علاج الحالات وإصدار التعليمات العلاجية بناءً على ذلك".
وكان عدد من المطاعم والمنظمات غير الحكومية قد أطلقت حملة لتوفير التبرعات الغذائية لجنود الجيش الإسرائيلي.
وفي بداية الحرب، أعلنت شركة الوجبات السريعة ماكدونالدز عن توفير آلاف الوجبات المجانية للقوات الإسرائيلية، وهو ما أدى لإطلاق حملة مقاطعة واسعة في العالم العربي.
نقص المساعدات ينذر بكارثة صحية
وتتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في قطاع غزة المحاصر حيث تكتظ المستشفيات بالجرحى في ظل نقص المياه والوقود ومخاطر من انتشار الأمراض والأوبئة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع.
ويؤكد عاملون في المجال الإنساني انتشار أمراضٍ على نطاق واسع مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، في حين نزح نحو 900 ألف شخص إلى ملاجئ مكتظة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وقال المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر "ثمة نقص حاد في المياه. البراز ينتشر في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية".
وتؤكد اليونيسف أنّ الحد الأدنى لكمية المياه للشخص الواحد يومياً، الذي ينذر بحال طوارئ هو 15 لتراً، ولكن أشار إلدر إلى أن سكان بعض مناطق غزة بالكاد يحصلون على ثلاثة لترات من الماء يومياً، وقد لا يحصلون على شيء مطلقاً في بعض الأيام.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنه لا يوجد بعد أي أثر للكوليرا في قطاع غزة إذ لم تكن البكتيريا موجودة قبل اندلاع الحرب، ولكن لا يقل الإسهال المائي خطورة، ويعاني منه عشرات آلاف الأشخاص الضعفاء جسديًا.