وقّع أكثر من 500 موظف في أكثر من 140 منظمة يهودية في جميع أنحاء الولايات المتحدة على خطاب مفتوح إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يدعو إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن وإحلال السّلام الدائم لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، رغم أن أغلب المنظمات اليهودية الكبرى لا تزال تؤيد إسرائيل في حربها.
وتشمل القائمة، التي اطلعت عليها شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، بعض المنظمات التي تدعم وقف إطلاق النار، وأيضاً الكثير من المنظمات الأخرى التي كان قادتها صريحين في دعم تل أبيب، بل وانتقدوا أولئك الذين يطالبون بوقف إطلاق النار باعتبارهم متعاطفين مع حركة "حماس".
وجاء في الخطاب، الذي يأتي في أعقاب خطابات مماثلة من مجموعات مختلفة من موظفي الحكومة الأميركية: "لقد كرّس الكثير منا حياته لبناء مجتمعات يهودية مزدهرة، ونعلم أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة، وأنه لا يمكن تحقيق الأمان لليهود أو التحرير للفلسطينيين في حال استمر القتال بينهما".
وقالت الشبكة إنه على الرغم من أن معظم المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى تدعم إسرائيل بقوة في حربها ضد حركة "حماس"، فإن الآراء المعارضة باتت تتزايد بين موظفيها الأصغر سناً، والذين يتحدث بعضهم الآن علناً لإظهار دعم واسع النطاق داخل المجتمع اليهودي لوقف إطلاق النار.
ورأت الشبكة أن هذا الخطاب يختلف عن الاحتجاجات اليهودية اليسارية المؤيدة لوقف إطلاق النار، إذ كتبه الموقعون عليه من منظور أكثر شيوعاً، كما أنهم يأتون من مجموعة واسعة من الجماعات اليهودية الأميركية، بما في ذلك المعابد اليهودية ومراكز الجالية اليهودية المحلية ووكالات الخدمات الاجتماعية والمنظمات الخيرية والمؤسسات الثقافية اليهودية.
ونقلت الشبكة عن كيلي فيسلمان، التي تعمل في منظمة اجتماعية يهودية تقدمية تدعم وقف إطلاق النار: "هناك الكثير من وجهات النظر والمعتقدات المختلفة داخل هذه المنظمات".
وأدلت النائبة الديمقراطية بيكا بالينت، والتي نجا والدها من المحرقة، بينما قُتل جدها فيها، ببيان يدعم الخطاب، قائلة إن القصف الإسرائيلي لغزة "يهدد الأمن المستقبلي" لإسرائيل.
انقسام يهود أميركا
وقال أحد الموقعين على الخطاب، والذي يعمل في متحف يهودي في واشنطن، ولكنه خرج من مكتبه حتى لا يتم سماعه وهو يتحدث مع أحد مراسلي الشبكة، إنه يشعر بالقلق من أن يكتشف أعضاء مجلس إدارة المتحف الذي يعمل به أو أحد المانحين الرئيسيين دعمه للخطاب.
وأضاف: إذا فقدت وظيفتي بسبب هذا الخطاب، فأنا بصراحة لا أريد العمل في مؤسسة تريد إقالتي بسبب آرائي تجاه إسرائيل، فهؤلاء الأشخاص الذين يساعدون في إدارة مجتمعنا اليهودي وإبقائه على قيد الحياة يتخذون موقفاً يعرضهم للخطر بشكل كبير من خلال التوقيع على هذا الخطاب وهو ما يجعلني أشعر بالقلق والتفاؤل في نفس الوقت".
وأشار الموظف، الذي لم تكشف الشبكة عن هويته، إلى أن الانقسام بين الأجيال حول إسرائيل، والذي تم اكتشافه من خلال استطلاعات الرأي العامة، قد بات واضحاً بين اليهود الأميركيين، موضحاً أنه يشعر بالقلق من أن يشعر اليهود الشباب الأكثر تشككاً في معاملة الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين بالنفور من المنظمات اليهودية التي تدعم تل أبيب دون انتقاد.
وتابع: "إذا قاموا بعزل جيل كامل من اليهود الأميركيين، فمَن سيكون الجيل القادم من القادة والمانحين؟ فإذا كان الكثير من الأشخاص في عمري أو أصغر لا يشعرون أنهم بحاجة إلى هذه المنظمات، أو أنهم ليس لديهم مكاناً فيها، فإنني سأشعر بالرعب من أنها لن تكون موجودة حينما يبلغ أطفالي".