كشفت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، السبت، طبيعة التحذير الذي وجهته واشنطن إلى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام أثناء تواجده في الولايات المتحدة.
واطلعت "الشرق" على نص التحذير الذي شدد على أن "أي انخراط في أنشطة خارج الاجتماعات المقررة مع الإدارة الأميركية، قد تكون له تداعيات في إطار جملة من التشريعات المعمول بها".
وأوضحت المصادر: "على الرغم من أن التأشيرة الصادرة لوزير خارجية فلسطين والوفد المرافق له ليس لها شروط في حد ذاتها، إلا أن بعض التشريعات المناهضة للفلسطينيين المعمول بها كانت ستدخل حيز التنفيذ، إذا شارك الوزير في أي نشاط خارج الاجتماعات المقررة مع الإدارة بما في ذلك تطبيق العقوبات".
وأكدت المصادر أن "هذه القيود والتهديدات المؤسفة تحرم الصحافة، وبالتالي الجمهور الأميركي من الاستماع إلى الفلسطينيين وممثليهم بشكل مباشر".
كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قال، الجمعة، إن الولايات المتحدة فرضت قيوداً على التأشيرة الممنوحة للمالكي، تمنعه من الحديث إلى وسائل الإعلام، في توضيح لصمت الوزير الفلسطيني خلال مؤتمر صحافي لوزراء خارجية المجموعة العربية الإسلامية، التي تزور الولايات المتحدة في محاولة لإقناع الإدارة الأميركية بالضغط لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ولم يتحدث المالكي إطلاقاً خلال المؤتمر الصحافي، ولدى توجيه سؤال من صحافية أميركية إليه، رد الوزير السعودي نيابة عنه، وقال إن الولايات المتحدة فرضت قيوداً على تأشيرته، ومن ثم لن يستطيع الإجابة، وأنه سيتولى الإجابة نيابة عنه.
وقالت الصحافية مارجريت برينان من شبكة CBS الأميركية إن "المالكي لم يتحدث خلال المؤتمر الصحافي، وحين وجهت إليه سؤالاً، رد الوزير السعودي بأن الحكومة الأميركية وضعت قيوداً على تأشيرة المالكي تمنعه من الحديث إلى الصحافة".
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"الشرق"، إن سجلات التأشيرات سرية بموجب القانون الأميركي، لذلك لا يمكننا مناقشة تفاصيل حالة أي تأشيرة فردية.
وأضاف: "ولكن قانون الهجرة للولايات المتحدة لا يتضمن أي أحكام تحظر على الأفراد التحدث إلى الصحافة، ولم نفرض أي قيود تمنع الأفراد من التحدث إلى الصحافة".
ويجري وزراء المجموعة العربية الإسلامية التي تضم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره المصري سامح شكري، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والفلسطيني رياض المالكي، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، جولة دولية تشمل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن في إطار جهود الضغط لوقف حرب إسرائيل على غزة.
وأجرى وزراء المجموعة سلسلة من اللقاءات في واشنطن، بالتزامن مع جلسة مجلس الأمن الدولي، الجمعة، والتي ناقشت مشروع قرار تقدمت به الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة، قبل أن يفشله فيتو أميركي.
وعقب ساعات من الواقعة، التقى المالكي ضمن وفد وزراء المجموعة، بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مقر الوزارة بواشنطن.