شهدت مدن عدة في الضّفة الغربية المحتلة والقدس إضراباً شاملاً، الاثنين، احتجاجاً على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، و"الدّور الأميركي في هذه الحرب"، فيما نفّذت القوات الإسرائيلية مجدّداً حملة مداهمات بمدن وبلدات في الضفة المحتلة.
وتعطّلت الحركة في مختلف المدن الفلسطينية، على غرار رام الله والبيرة والقدس، ولزم الموظفون العموميون منازلهم، استجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية.
وبدا الالتزام بالإضراب شاملاً حتى أن أكشاك القهوة التي عادة من تبقى مفتوحة حتى في أيّام الإضراب التزمت بالإضراب، إضافة إلى المدارس الحكومية والخاصة وكذلك الجامعات والمعاهد.
وقالت القوى، في بيان، إن هذا الإضراب "رفضاً لحرب الإبادة التي يقوم بها الاحتلال بالشراكة مع الإدارة الأميركية والإمعان في التدمير والقتل للأطفال والنساء والمدنيين".
وأضافت أن الإضراب كذلك "رفضاً للموقف الأميركي الشريك في هذه العدوان والفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي الذي أجهض مشروع القرار لوقف المجازر والجرائم ضد شعبنا".
مداهمات واعتقالات
وفي السّاعات الأولى لصباح الاثنين، نفذت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات واقتحامات واسعة طالت عدة بلدات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوة كبيرة اقتحمت بلدة يعبد جنوب غرب جنين، وداهمت عدداً من المنازل، كما اندلعت مواجهات بينها وبين شبان فلسطينيين دون وقوع إصابات.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة بيرزيت شمال رام الله، وقرية شقبا غرباً، وبلدة دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، كما اقتحمت بلدتي حلحول وبيت عوا بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.
واعتقل الجيش الإسرائيلي، الاثنين، 28 فلسطينياً من بلدات الضّفة الغربية، بينهم امرأتان وطفل، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وهمّت حملة الاعتقالات الإسرائيلية بلدات بيت عوا جنوب غرب الخليل، والقدس وبيت لحم ونابلس، وجنين وأريحا.
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في أعمال العنف منذ شهور في ظل توسّع المستوطنات الإسرائيلية، وزاد عدد هذه الاعتداءات بشكل كبير في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.
ويعيش في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 56 عاماً، 490 ألف مستوطن بين 3 ملايين فلسطيني، فيما تعتبر الأمم المتحدة هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
اقتحام الأقصى وعنف المستوطنين
واقتحم عشرات المستوطنين، الاثنين، المسجد الأقصى، مع دعوات لزيادة الاقتحامات بالتزامن مع حلول عيد الأنوار اليهودي، وفق ما أفادت "وفا".
وقالت الوكالة إن المستوطنين نفذوا "جولات استفزازية" وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، مشيرة أن القوات الإسرائيلية المتمركزة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، أعاقت وصول المواطنين إلى المسجد.
وسجَّل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) نحو 235 هجوماً نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر.
وأوضح "أوتشا" أن بعض الهجمات التي أحصاها "قاتل وتم تنفيذ أكثر من ثلثها من خلال التهديد باستخدام سلاح أو إطلاق النار"، وفي نصف الحالات تقريباً، "رافقت قوات الأمن الإسرائيلية المهاجمين، أو دعمتهم بشكل نشط".
وفي 10 أكتوبر، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستسلح المدنيين، وقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير إنه "يعمل على تخفيف معايير الحصول على تصاريح حمل السلاح".
وكشفت جلسة برلمانية إسرائيلية أنه خلال الأسبوع الأول من الحرب على غزة، تقدَّم 41 ألف إسرائيلي بطلبات للحصول على تصاريح لحمل أسلحة نارية، مقارنة مع 38 ألف طلب في أوقات السلم خلال عام.