قالت وكالة بلومبرغ الأميركية، إن رؤساء أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة، يستعدون للإدلاء بشهاداتهم أمام لجنتي الاستخبارات بمجلسي الشيوخ والنواب، علناً لأول مرة منذ أكثر من عامين، للحديث عن أبزر "التهديدات العالمية"، منها الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز النووية في إيران.
ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اختبارات مبكرة لنهجها إزاء التهديدات المتطورة، بداية من الهجوم الروسي الإلكتروني، المعروف باسم "سولار ويندز"، والتجسس الصيني، إلى الطموحات النووية لكوريا الشمالية وإيران.
عام من التوقف
وتعقد جلسات الاستماع، أمام لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب، والمقررة يومي الأربعاء والخميس المقبلين، سنوياً، لكن المسؤولين في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، لم يشاركوا العام الماضي، بعدما هاجم الأخير اللجنة ووصفهم بـ"السلبيين للغاية والساذجين"، بسبب شهاداتهم في عام 2019 بأن إيران كانت تمتثل للاتفاق النووي، وأن كوريا الشمالية لن تتخلى أبداً عن ترسانتها النووية.
وأوضح رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، آدم شيف، في بيان أن "جلسة الاستماع القادمة تعقد في الوقت المناسب، لأن التهديدات تتطور وبشكل سريع، وذلك مع تزايد المنافسة بين القوى العظمى والصين، إضافة إلى ارتفاع مستوى التطرف المحلي القائم على العنف، والمخاطر النووية القادمة من دول مثل إيران وكوريا الشمالية".
منشأة نطنز
وتوقعت بلومبرغ، طرح سؤال في الجلسات المغلقة التي ستعقدها كل لجنة على حدا، بعد جلسات الاستماع العلنية، عما إذ كانت إسرائيل مسؤولة عن الهجوم الذي استهدف منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، الأحد الماضي.
وتعهد الرئيس الأميركي، بعدم مواجهة مسؤولي الاستخبارات في إدارته، ضغوطاً للتخلي عن تقييماتهم المستقلة والتي تصف التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة، كما تعهد بأن تكون مديرة وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هاينز "مدافعة شرسة عن قول الحقيقة وأن تكون صادقة مع صُنّاع القرار".
بدورها، أكدت هينز في جلسة التصديق على تعيينها، أن "أي شخص في منصبها يجب ألا يخجل من قول الحقيقة للسلطة".
وفي السياق ذاته، يتعرض مدير وكالة الأمن القومي والقيادة الإلكترونية الأميركية، الجنرال بول ناكاسوني، على وجه الخصوص، للضغط الشديد، وذلك بعد الفشل في الكشف عن الهجوم الذي شنه قراصنة، يُشتبه في أنهم روس، وأسفر عن اختراق نحو 100 شركة أميركية وتسع هيئات حكومية قبل اكتشافه من قبل شركة أمن سيبراني.
التقرير الاستخباراتي
يأتي ذلك في أعقاب توقع مجتمع الاستخبارات الأميركي في تقرير صدر، الخميس الماضي، أن يصبح العالم غير مستقر خلال العقود المقبلة، إذ تعيد اتجاهات مثل الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية وتغيّر المناخ تشكيل الساحة العالمية، بحسب ما أفادت بلومبرغ.
ونقلت الوكالة عن تقرير "الاتجاهات العالمية 2040: عالم أكثر نزاعاً"، الصادر عن مجلس الاستخبارات الوطني الأميركي، قوله إن العقود المقبلة ستشهد حالة من "عدم التوافق بين التحديات العالمية وقدرة المؤسسات والأنظمة على الاستجابة لها".
وأضاف أن النتيجة ستكون "نزاعاً أكبر على المستويات كافة، خصوصاً بين الولايات المتحدة والصين، أكبر قوتين عالميتين"، وفيما يلي 8 اتجاهات ذُكرت في أحدث طبعة من التقرير الذي ينشر كل 4 سنوات.
وعلى الرغم من أن التقرير يقول إنه "لن يكون هناك دولة واحدة قادرة على السيطرة على جميع المناطق أو المجالات"، إلا أنه ركز على المنافسة الأميركية المكثفة مع الصين، إذ أشار إلى أن القوة الآسيوية العظمى ستتطلع إلى تأكيد هيمنتها في آسيا.
كما أنها ستضغط على حلفاء الولايات المتحدة لتقييد الوصول إلى القواعد الأميركية، وتدفع تايوان نحو إعادة الاتحاد من جديد مع بكين بحلول عام 2040، وربما يكون ذلك من خلال الإكراه المستمر والمكثف.