تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها ومداهمتها لمدينة ومخيم جنين في الضفة الغربية، لليوم الثالث على التوالي، ما أودى بحياة المزيد من الضحايا الفلسطينيين.
وتتعرض مدينة جنين منذ الثلاثاء، لعملية اجتياح واسعة النطاق تشمل أيضاً المخيم، وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية، الثلاثاء، عن قتل 8 فلسطينيين، بينما أودت بحياة 3 آخرين، الأربعاء، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، ليرتفع عدد الضحايا إلى 11.
وقالت مصادر محلية لـ"الشرق"، إن طائرة مسيرة إسرائيلية قتلت 3 بينهم فتى، وأصابت 10 آخرين بجروح مختلفة في قصف عند منتصف الليل.
وأطلقت قوات الاحتلال أكثر من 5 قذائف تجاه المنازل التي تحاصرها، وطالبت المواطنين بالخروج من منازلهم، واستجوبتهم ميدانياً، وداهمت عدة منازل، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المدنيين الفلسطينيين ومنازلهم.
وفجرت قوات الاحتلال منزلاً في حارة الدمج بمخيم جنين، ما أدى إلى اشتعال النيران في المكان.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 68 فلسطينياً في مدينة جنين ومخيمها، واستولت على عدد من المركبات، فيما قالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش اعتقل أكثر من 100 من سكان المخيم.
وزاد عدد المعتقلين في الضفة منذ بدء الحرب على غزة عن 4000 فلسطيني وفق هيئة شؤون الأسرى، بينما زاد عدد الضحايا عن 280 وعدد الجرحى عن 3300 شخص، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ونقلت الوكالة عن مصادر قولها، إن الاحتلال يمنع طواقم الدفاع المدني من الاقتراب من المنازل المستهدفة، لإخماد النيران، كما شنت حملة مداهمات واسعة للمنازل في حيي الدمج والحواشين في المخيم، واستولت على العشرات منها، وحولتها إلى نقاط عسكرية.
وأضافت الوكالة أن الحي الشرقي من المدينة شهد مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، التي فرضت حصاراً كاملاً على الحي، وأغلقت جميع مداخله بالآليات العسكرية والجرافات، ودمرت البنية التحتية، وألحقت خراباً ودماراً بمحتويات عدة منازل، بعد اقتحامها.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ومكتب المتحدث باسم جهاز الأمن العام "الشاباك"، في بيان مشترك، الأربعاء، أن قوات الجيش، وجهاز الأمن العام، وقوات حرس الحدود شنت حملة في مخيم جنين استغرقت أكثر من 30 ساعة، مشطت خلالها أكثر من 400 مبنى، واعتقلت مئات المشتبه فيهم، وصادرت قطعاً من السلاح والذخيرة، ودمرت عبوات ناسفة والعديد من البنى التحتية.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن 1400 جندي يشاركون في الحملة في جنين التي تستهدف اعتقال مطلوبين.
وفي قطاع غزة شهدت 10 مناطق، الخميس، اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، تركزت في جنوب دير البلح، وشرق بني سهيلة ومحيط مخيم خان يونس، وتل الهوى، وشرق الزيتون وجحر الديك (قرية وادي غزة)، وأطراف جنوب غرب حي الشجاعية، والشيخ رضوان، وجباليا، وبيت حانون، حسبما أكدت مصادر وشهود عيان لـ"الشرق".
ودمرت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، منذ مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس، عشرات المنازل في خان يونس ورفح، بينما استمر القصف المدفعي الإسرائيلي العنيف على مدى ساعات الليل، مستهدفاً مناطق شرق ووسط رفح جنوبي قطاع غزة، ومناطق بطن السمين، وبني سهيلة، ومعن بخان يونس، ودير البلح.
وأشار مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، إلى أن الغارات والقصف الإسرائيلي استهدف مربعاً سكنياً في بلدة جباليا شمالي القطاع، ما أسفر عن تدمير 11 منزلاً، لافتاً إلى نقل 7 ضحايا وعشرات الإصابات من المكان.
وأودت الاستهدافات الإسرائيلية، وفق تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، منذ مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس، بحياة 67 مدنياً، كما أصابت نحو 100 شخص.
ووصل إلى مستشفيات القطاع في الساعات الأخيرة من مساء الأربعاء، جثامين 196 شخصاً ونحو 500 جريح، من مناطق عدة، ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء حرب إسرائيل على القطاع في 7 أكتوبر، إلى أكثر من 18 ألفاً و608 أشخاص، ونحو 50 ألفاً و600 جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات.
وفيما يتعلق بخسائره في قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن المعارك قتلت 10 من عناصره بينهم 7 ضباط، الأربعاء، ما يجعله اليوم الذي يشهد أعلى حصيلة قتلى في صفوف العسكريين الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر الماضي، وقال الجيش، في بيان، إن أحد الضباط القتلى، قائد كتيبة في لواء جولاني، كما لقي ضابط آخر من سلاح المدرعات مصرعه، الخميس، ليرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ الهجوم البري على غزة إلى 116 بينهم عدد كبير من الضباط، وفق التقديرات الإسرائيلية.
