نفى مصدر أمني مصري الأحد، دخول أي مساعدات إلى قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم حتى الآن، بعد أن أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي فتح المعبر الرابط بين إسرائيل وقطاع غزة أمام شاحنات المساعدات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، الجمعة، أن إسرائيل وافقت على السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وسط ترحيب دولي.
وقال المكتب، في بيان، إن فتح المعبر سيساعد إسرائيل في الحفاظ على التزاماتها بالسماح بدخول 200 شاحنة مساعدات يومياً إلى الفلسطينيين في غزة، في ظل ضغوط دولية على إسرائيل بزيادة المساعدات الإنسانية لمواجهة الوضع الكارثي في القطاع الفلسطيني.
وكان المعبر مغلقاً منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر، وكان تسليم المساعدات يجري فقط من خلال معبر رفح في غزة مع مصر، والذي قالت إسرائيل إنه يسهل دخول 100 شاحنة يومياً فحسب، علماً بأنه معبر مخصص لحركة البشر، وليس مخصصاً بالأساس للحركة التجارية وغير ممهد لعبور الشاحنات.
ترحيب دولي
وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان رحب بقرار فتح المعبر الذي وصفه بأنه "خطوة مهمة" قائلاً إن البيت الأبيض يأمل أن يؤدي ذلك إلى تخفيف التكدس والمساعدة على تسهيل إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح.
كما رحب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بقرار إسرائيل، وقال على منصة X: "سعيد للغاية برؤية قرار إسرائيل بفتح معبر كرم أبو سالم. إنها خطوة حيوية نحو ضمان وصول المزيد من المساعدات المنقذة للحياة إلى الناس في غزة".
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، للصحافيين في جنيف: "هذه بالطبع أخبار جيدة للغاية"، ولكن "أعتقد أننا بحاجة أيضاً إلى العمل على هذه النقطة التي تتمثل في كيفية ضمان وصول هذه الشاحنات إلى كل مكان في قطاع غزة، ليس فقط في جنوب غزة لكن أيضاً في شمال غزة".
ويعد كرم أبو سالم الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وغزة من نقاط العبور الرئيسية للبضائع من غزة وإليها، مما يسمح بوتيرة أسرع بكثير للعبور مقارنة مع معبر رفح المخصص لحركة الأشخاص، ويبعد بضعة كيلومترات.
ووافقت إسرائيل بالفعل على السماح بتفتيش الشاحنات في معبر كرم أبو سالم، لكن الشاحنات اضطرت في السابق للعودة إلى رفح للعبور إلى غزة من مصر. وطالبت جماعات الإغاثة بالسماح بدخولها مباشرة.
ومع استمرار الحملة الإسرائيلية على غزة، تدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر بشكل كبير مع تحذير الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات العالمية من النقص الحاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إنه مع استمرار القصف، أصبح من المستحيل توزيع المساعدات خارج رفح حيث تضخم عدد السكان إلى حوالي مليون نسمة مع وصول مئات الآلاف من اللاجئين من المناطق الشمالية.