أعربت زوجة المعارض الروسي أليكسي نافالني، يوليا نافالنايا، الثلاثاء، عن "قلقها" على صحة زوجها، المريض والمضرب عن الطعام منذ قرابة أسبوعين، بعد أن قابلته في السجن.
جاء ذلك بعد أيام من اتهام أليكسي نافالني الذي يقضي عقوبة السجن لمدة عامين، السلطات في بلاده، بممارسة التعذيب بحقه عبر حرمانه من النوم، ومنعه من استشارة طبيب في ظل معاناته من انزلاق غضروفي مزدوج، في شكوى قدمها للأجهزة الأمنية الروسية، ونشرت على موقعه الإلكتروني، الخميس الماضي.
وأعلن نافالني، أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نهاية مارس الماضي، أنه قرر الإضراب عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله، وفقاً لمحاميه.
تفاصيل الزيارة
وقالت نافالنايا على تطبيق إنستغرام: "إنها تمكنت من زيارته الثلاثاء والتواصل معه عبر الهاتف ومن خلال نافذة زجاجية"، مشيرةً إلى إنه "لا يزال مرحاً ومبتهجاً، لكنه يتحدث بصعوبة، وكان ينهي المكالمة بين الحين والآخر للاستلقاء على الطاولة وأخذ قسط من الراحة، وأنا أعلم أنه لن يستسلم، لكن بعد هذه الزيارة أشعر بالقلق حياله".
وذكرت زوجة المعارض الروسي أن إدارة السجن تواصل منع زوجها من استشارة طبيب، موضحةً أنه "يزن الآن 76 كيلوغراماً، أي أقل بتسعة كيلوغرامات عما كان عليه في بداية إضرابه عن الطعام".
رمضان والقرآن
وأعلن نافالني على إنستغرام، في وقت سابق الثلاثاء، وبمناسبة بدء شهر رمضان، أنه قدم شكوى ضد السجن لعدم تلبية طلبه الحصول على القرآن، وأضاف: "من كان يظن أن المرة الأولى التي سأقاضي فيها سجني ستكون بسبب القرآن؟".
وأشار نفالني، إلى أن الكتب التي أحضرها قبيل اعتقاله في أوائل مارس لم تُسلم إليه بعد، لأنه "يتعين مراقبتها"، وهو إجراء يستغرق ثلاثة أشهر.
وتابع: "هل سيتحققون مما إذا كان القرآن متطرفاً؟ إنه أمر أحمق وغير قانوني، لذلك كتبت طلباً للمدير وتقدمت بشكوى"، موضحاً أنه قرر "درس القرآن بتعمق وفهمه" أثناء احتجازه.
وكتب نفالني على حسابه في إنستغرام "الجميع من حولي يتحدثون باستمرار عن الإسلام والمسلمين، وبالطبع 99% منهم لا يعرفون عنه شيئاً. لكنني قررت أن أصبح ضليعاً بالقرآن بين السياسيين الروس غير المسلمين".
اعتقال نافالني
واعتقل نافالني فور عودته إلى موسكو في يناير الماضي، بعد 5 أشهر من العلاج في ألمانيا إثر تسممه بمادة نوفيتشوك الروسية التي أنتجت خلال الحقبة السوفيتية.
وحُكم على نافالني بالسجن لمدة عامين ونصف بسبب قضية احتيال تعود إلى عام 2014، ووصف الحكم القضائي الصادر في حقه بأنه مسيّس.
ومنذ وصوله إلى سجن بوكروف، تمكّن نافالني من نشر رسالتين على حسابه في "إنستغرام". وكتب المعارض الروسي في رسالته الأولى أن إدارة السجون "تمكنت من إحداث مفاجأة" له، موضحاً: "لم أكن أعتقد أنه يمكن بناء معسكر اعتقال على بعد 100 كيلومتر من موسكو".
وفي الرسالة الثانية وصف نافالني "ظروف اعتقاله"، مشدداً على أن يومياته في السجن "أشبه بيوميات ستورمتروبر"، الجنود في سلسلة أفلام "حرب النجوم"، بسبب النظام الصارم المفروض في المنشأة.