كثفت الولايات المتحدة وبريطانيا ضغوطها على الحوثيين، وسط الهجمات التي تشنها على خطوط الشحن التجارية في البحر الأحمر، فيما أعلنت إيران الدفع بمدمّرتها إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، دون تحديد أسباب نشرها.
ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز"، الاثنين، عن متحدث باسم الحكومة البريطانية قوله إنه "يتم التخطيط حالياً لمجموعة من السيناريوهات للرد على هجمات الحوثيين"، لكنه أضاف: "لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد، ونواصل اتباع جميع الطرق الدبلوماسية".
وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية ذكرت، الأحد، نقلاً عن مصادر حكومية، أن لندن تستعد لشن "موجة من الهجمات" ضد الحوثيين، بمشاركة الولايات المتحدة ودولة أوروبية.
وذكرت "فايننشيال تايمز" أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تكثفان ضغوطهما حالياً على الحوثيين لردع الهجمات على خطوط الشحن في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن لندن مستعدة لاتخاذ "إجراء مباشر" إذا لزم الأمر، وسط تعهد أميركي بحماية مصالحها في المنطقة.
وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، إن الحكومة لن تتردد في اتخاذ "إجراء مباشر" لمنع وقوع المزيد من الهجمات على السفن.
وكتب شابس في صحيفة "تليجراف"، أن المملكة المتحدة "مستعدة لاتخاذ إجراء مباشر"، و"لن تتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات لردع التهديدات التي تتعرض لها حرية الملاحة في البحر الأحمر".
وأشار وزير الدفاع البريطاني إلى أن هجمات الحوثيين دفعت 12 شركة دولية تعمل في مجال النقل البحري، من بينها عملاق النفط البريطاني "بريتيش بيتروليوم" و"مايرسك" للنقل البحري، إلى تعليق عمليات العبور عبر البحر الأحمر، كما تسببت الهجمات في مضاعفة تكاليف تأمين السفن وشحناتها بأكثر من 10 مرات.
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة، هاجم الحوثيون سفناً عدة في مسارات الشحن قرب باب المندب في البحر الأحمر، باعتبار أنها "مملوكة لشركات إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل".
وتُبرر جماعة "الحوثي" الهجمات بأنها لإظهار الدعم للفلسطينيين، وتعهدت بمواصلتها لحين وقف إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة.
تحذيرات أميركية للحوثيين
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن واشنطن لا تبحث عبر عملياتها في البحر الأحمر، عن "توسيع نطاق الصراع في الشرق الأوسط أو مع الحوثيين".
وقال كيربي في مقابلة مع قناة ABC، الأحد: "سنفعل ما يتوجب علينا فعله لحماية النقل البحري"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل للدفاع عن نفسها".
وشدد كيربي على أن "أفضل نتيجة هي أن يوقف الحوثيون هجماتهم، كما أوضحنا ذلك مراراً".
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، الأحد، أن طائرات مروحية تابعة للبحرية الأمريكية أغرقت 3 من أصل 4 زوارق استخدمها الحوثيون في اليمن للهجوم على سفينة تجارية، وقتلت طواقم الزوارق الثلاث، فيما أقر الحوثيون بسقوط 10 من عناصرهم في هذه العملية.
ورداً على سؤال بشأن احتمالية توجيه ضربة استباقية في المنطقة، أجاب كيربي: "نحن لا نستبعد أي شيء سواء داخل أو خارج، لكننا أوضحنا علناً للحوثيين وسراً لحلفائنا وشركائنا في المنطقة، أننا نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وسنتخذ مستقبلاً القرارات الصحيحة".
وهذه هي المرة الأولى التي تقول فيها البحرية الأميركية إنها قتلت عناصر من جماعة الحوثي منذ بدء الهجمات في البحر الأحمر.
وأشارت القيادة المركزية إلى أن الهجوم على السفينة "ميرسك هانجتشو"، الدنماركية، الأحد، هو الهجوم الـ23 للحوثيين على خطوط الشحن الدولي منذ 19 نوفمبر.
مدمرة إيرانية تدخل البحر الأحمر
والاثنين، دخلت المدمّرة الإيرانية "البرز" البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، وفق ما أعلنت وكالة "تسنيم" للأنباء، في ظل ارتفاع منسوب التوتر المرتبط بالممر المائي المهم دولياً. دون تحديد أسباب نشرها، لكنها أشارت إلى أن مراكب عسكرية إيرانية تنشط في المنطقة منذ عام 2009.
وقالت إن "المدمرة البرز دخلت.. البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب". وأضافت أن أسطول البحرية الإيرانية بدأ مهامه في المنطقة منذ مطلع عام 2009 "لتأمين خطوط الملاحة ومحاربة القراصنة وغيرها من المهام".
ووفق غرفة الشحن الدولية، يمر 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر الذي يوفّر طريقاً مختصراً عبر قناة السويس.
وتحدّث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الأحد، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان بشأن التوتر في البحر الأحمر.
وقال كاميرون في بيان عقب الاتصال: "أوضحت بأن إيران تتحمّل جزءاً من المسؤولية عن منع هذه الهجمات"، لافتاً إلى دعم طهران "الطويل الأمد" للحوثيين.
وأما عبداللهيان، فانتقد ما وصفها بـ"المعايير المزدوجة" لبعض البلدان الغربية، وفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، مشيراً إلى أنه "لا يمكن السماح للنظام الإسرائيلي.. بإشعال المنطقة" من خلال حرب غزة.
وسبق للولايات المتحدة أن اتهمت إيران بـ"التورّط بشكل كبير" في هجمات الحوثيين. وتنفي إيران هذه الاتهامات، وتشير إلى أن الحوثيين يتصرفون بشكل منفرد.
