مفاجأة في إسرائيل.. قرار بالمثول أمام محكمة العدل الدولية

جنود إسرائيليون يعدون القذائف على حدود قطاع غزة لمواصلة قصف الأحياء السكنية والمدنيين الفلسطينيين. 31 ديسمبر 2023 - AFP
جنود إسرائيليون يعدون القذائف على حدود قطاع غزة لمواصلة قصف الأحياء السكنية والمدنيين الفلسطينيين. 31 ديسمبر 2023 - AFP
دبي -الشرق

قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن إسرائيل اتخذت قراراً استثنائياً بالمثول أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي والمطالبة برفض دعوى جنوب إفريقيا التي تطالب بإصدار أمر قضائي مؤقت ضد إسرائيل يلزمها بتعليق فوري لعملياتها العسكرية في غزة. 

وأضاف هنجبي في تصريحات خاصة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "إن دولة إسرائيل من الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية منذ عقود، وبالتأكيد لن نقاطع نظر الدعوى. سنواجهها وسنتصدى للطلب السخيف الذي يعد كفرية الدم"، في إشارة إلى ما يعرف في الأدبيات اليهودية بـ"فرية الدم" التي تعبر عن اتهام اليهود بقتل أطفال مسيحيين لاستخدام دمائهم في طقوس يهودية.

وذكرت الصحيفة أن القرار الإسرائيلي سبقته مناقشات محمومة في إسرائيل، شارك فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى الاثنين، وذلك بعد مناقشات خلال الأيام الأخيرة في الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ووزارة العدل، ناقشوا فيها سبل التعامل مع المحاكمة.

وعلى الرغم من مواصلة إسرائيل أعمال القتل ضد الفلسطينيين على مدى نحو قرن من الزمان، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "لقد اختبر الشعب اليهودي بشكل مباشر أكثر من أي دولة أخرى ما هي الإبادة الجماعية"، وأشار إلى ما عاناه اليهود على يد النازية في ألمانيا، قائلاً: "تم ذبح ستة ملايين من شعبنا بقسوة لا نهاية لها".

وتابع هنجبي: "تم استخدام قسوة مماثلة ضد مواطني إسرائيل في مذبحة 7 أكتوبر، هذه المرة فقط يمكننا الدفاع عن أنفسنا ضد أولئك الذين ينتفضون لتدميرنا. إن الادعاء الذي لا أساس له ضد حق الضحية في الدفاع عن نفسه هو وصمة عار، ونتوقع من جميع الدول المتحضرة أن تتماهى مع هذا التأكيد".

دعوى جنوب إفريقيا

وطلبت جنوب إفريقيا، من محكمة العدل الدولية، الجمعة، إصدار أمر عاجل تعلن فيه أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع "الإبادة الجماعية" في حربها المستمرة على قطاع غزة، في خطوة رحبت بها وزارة الخارجية الفلسطينية، فيما أعلنت تل أبيب رفضها هذه الاتهامات.

واتهمت جنوب إفريقيا، في الدعوى تل أبيب، بانتهاك التزاماتها بموجب الاتفاقية التي صيغت في أعقاب المحرقة النازية "الهولوكوست"، وتجرّم محاولة القضاء على أي شعب بشكل كلي أو جزئي.

وطلبت بريتوريا، من المحكمة إصدار تدابير مؤقتة أو قصيرة المدى تأمر إسرائيل بوقف حملتها العسكرية في غزة. وقالت إنها تدابير "ضرورية في هذه الحالة للحماية من أي أضرار إضافية جسيمة لا يمكن إصلاحها بحقوق الشعب الفلسطيني".

رد إسرائيل

وتسعى إسرائيل، بحسب "يديعوت أحرونوت"، إلى التصدي للدعوى القضائية، لا سيما ذلك الشق المتعلق بإصدار أمر قضائي مؤقت قد يجبرها على وقف إطلاق النار في غزة، وهو أمر قد يستغرق إصداره فترة تتراوح بين شهر وشهر ونصف، فيما قد تستمر جلسات الاستماع في الدعوى القضائية نفسها لفترة بين 4 و6 سنوات.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل ستستخدم ضغوطاً دبلوماسية لحشد دول ضد جنوب إفريقيا ودعواها المقدمة إلى محكمة العدل الدولية.

ولم يتضح بعد من سيمثل إسرائيل أمام المحكمة، وما إذا كان سيكون دبلوماسياً أو فقيهاً قانونياً أو حتى مسؤولاً رفيع المستوى. 

العلاقات بين إسرائيل وجنوب إفريقيا

وجنوب أفريقيا واحدة من أكبر المؤيدين للفلسطينيين في المجتمع الدولي، وتنتقد إسرائيل مراراً وتكراراً، وترى أن نضال الفلسطينيين يشبه النضال الذي خاضه السكان الأصليون لجنوب إفريقيا ضد نظام الفصل العنصري في القرن الماضي.

وفي عام 2018، استدعت جنوب إفريقيا سفيرها من إسرائيل، ولم يعد منذ ذلك الحين. وفي ديسمبر، سحبت جنوب إفريقيا جميع دبلوماسييها من إسرائيل احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، وقالت إنها تراجع استمرار العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

وتفاقمت الأزمة بين البلدين عندما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء السفير الإسرائيلي لدى جنوب إفريقيا، إيلي بيلوزيركوفسكي، للتشاور. وكان هذا احتجاجاً على التصريحات القاسية الأخيرة التي أدلى بها كبار المسؤولين في جنوب إفريقيا، وعلى رأسهم الرئيس سيريل رامافوسا، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

وقال رامافوسا، الذي ناشد المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التحقيق في "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، إن غزة "أصبحت معسكر اعتقال".

تصنيفات

قصص قد تهمك