مسؤول أميركي يتوقع استمرار إسرائيل في اغتيال قادة "حماس"

عناصر من الأمن اللبناني يتفقدون سيارات متضررة في محيط المبنى الذي يقع فيه مكتب حركة "حماس" في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي قُتل فيه نائب زعيم الحركة صالح العاروري في بيروت. 3 يناير 2024 - AFP
عناصر من الأمن اللبناني يتفقدون سيارات متضررة في محيط المبنى الذي يقع فيه مكتب حركة "حماس" في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي قُتل فيه نائب زعيم الحركة صالح العاروري في بيروت. 3 يناير 2024 - AFP
دبي -الشرق

رجّح مسؤول أميركي بارز أن يكون اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، هو الأول من بين عدة هجمات ستنفذها تل أبيب ضد قادة الحركة الفلسطينية، "ممن شاركوا" في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقال المسؤول، الذي تحدث إلى الصحيفة الأميركية بشرط عدم الكشف عن هويته: "لن يكون أحد في مأمن، إذا كان له أي يد في التخطيط، أو جمع الأموال، أو تنفيذ هذه الهجمات". وأضاف: "هذه ليست سوى البداية، وسوف تستمر لسنوات"، مُشيراً إلى تعهد إسرائيل بـ"ملاحقة منفذي هجوم 7 أكتوبر أينما كانوا"، على حد قوله.

واتهمت "حماس"، الثلاثاء، إسرائيل باغتيال العاروري واثنين من قادة كتائب "القسام"، الجناح العسكري للحركة. 

ويُعد العاروري أبرز شخصية في "حماس" يجري اغتيالها منذ تعهد إسرائيل بتدمير الحركة، والقضاء على قادتها بعد نحو 3 أشهر من الهجوم المباغت، الذي شنه مقاتلو "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، عبر الحدود على جنوب إسرائيل.

واُغتيل العاروري في انفجار وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، في أول عملية اغتيال لمسؤول كبير في "حماس" خارج الضفة الغربية وقطاع غزة في السنوات الأخيرة، بحسب "نيويورك تايمز".

مخاوف من "توسع" الحرب

ووقع الاغتيال في وقت يشعر فيه مسؤولون في جميع أنحاء المنطقة بالقلق من أن تؤدي الحرب في غزة إلى إشعال "حرب أوسع نطاقاً".

ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون بشأن ما إذا كانت تل أبيب وراء استهداف العاروري، لكن مسؤولين من لبنان والولايات المتحدة نسبوا الهجوم إلى إسرائيل.

وقالت "نيويورك تايمز" إن الانفجار "كسر الهدوء"، الذي ساد في بيروت منذ أن بدأت جماعة "حزب الله" اللبنانية، في الاشتباك مع القوات الإسرائيلية في أعقاب هجوم 7 أكتوبر.

ولم تُستهدف بيروت في الصراع، على عكس جنوب لبنان الذي اجتاحه القتال، وشهد نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص.

إسرائيل لم تبلغ واشنطن

وقال مسؤول أميركي آخر للصحيفة، إن إسرائيل لم تخطر الولايات المتحدة بالهجوم مسبقاً، مؤكداً ما أفاد به موقع "أكسيوس" الأميركي.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين قولهما إن إسرائيل وراء الهجوم على بيروت، والذي أودى بحياة العاروري، وأشارا إلى أن تل أبيب لم تبلغ الولايات المتحدة مسبقاً بالهجوم.

فيما أكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن تل أبيب لم تنبه واشنطن لشنها الهجوم، ولكنه قال إنه تم إبلاغ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال تنفيذ العملية، بأنها جارية.

وقال مسؤولون إقليميون وغربيون إن العاروري لعب دوراً أساسياً في بناء علاقات "حماس" مع حلفائها الإقليميين وزيادة القدرات العسكرية للحركة.

ويُعد العاروري، أحد مؤسسي الجناح المسلح للحركة، وارتبط اسمه بعدد من الهجمات على الإسرائيليين في الضفة.

وفي عام 2017، انتُخب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" وقائداً لعملياتها في الضفة الغربية، لكنه أمضى معظم وقته في بيروت، حيث عمل كحلقة وصل بين "حماس" من جهة، و"حزب الله" وطهران من جهة أخرى.

وعمل العاروري مع زعيم حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، خلال السنوات الأخيرة لربط الجناح العسكري للحركة بشكل أوثق مع إيران، التي على الأرجح ساعدت الحركة على "تطوير بعض القدرات التي استخدمتها في هجوم 7 أكتوبر"، بحسب مسؤولين أمنيين إقليميين.

"عدو محترم"

وعرضت الولايات المتحدة، التي تصنف "حماس" و"حزب الله" على أنهما "منظمتان "إرهابيتان"، مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن مكان وجود العاروري.

ووصف شالوم بن حنان، وهو مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، العاروري بأنه "عدو محترم، ولكن مكروه". 

وأضاف بن حنان أن "ذكاء العاروري وشخصيته لعبا دوراً في تعزيز أنشطة حماس في الضفة الغربية، وإنشاء فرعين للحركة في لبنان، وتعزيز العلاقات مع حزب الله"، معتبراً أن اغتيال العاروري يُعد "حلقة درامية هامة ستؤثر بلا شك على عمليات حماس"، وفق قوله.

تصنيفات

قصص قد تهمك