قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، الجمعة، إن الولايات المتحدة والصين يجب أن يتعايشا سلمياً ويتجاوزا خلافاتهما، كما فعلتا عندما أقامتا علاقات دبلوماسية قبل 45 عاماً، داعياً واشنطن إلى وقف استخدام "عصا العقوبات الغليظة".
وأشار وانج يي، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ45 لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، إلى سلسلة من المبادرات التي تعكس تحسن العلاقات، تشمل تبسيط تأشيرات الدخول للمسافرين الأميركيين، ومجموعة عمل لمكافحة تدفق المواد المخدرة الاصطناعية (فنتانيل) إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إرسال حيوانات الباندا إلى أميركا بحلول نهاية العام، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
وحذّر وانج الولايات المتحدة من أن "أي محاولة للانفصال ترمي لوقف هذا النسق الإيجابي بين البلدين، لن تؤدي إلا إلى نتائج عكسية"، معتبراً أن ذلك سيكون بمثابة "هزيمة ذاتية".
وأضاف وانج في تصريحات أوردتها "أسوشيتد برس"، أن "التعاون بين الصين والولايات المتحدة لم يعد خياراً يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للبلدين أو حتى للعالم، بل يجب التعامل معه بجدية".
وأضاف: "يشهد العالم حالياً تغيرات عميقة لم يسبق لها مثيل منذ قرن"، داعياً إلى علاقات أكثر استقراراً بين البلدين.
وقد تؤدي التوترات المتصاعدة بشأن بحر الصين الجنوبي، والانتخابات الرئاسية التايوانية الأسبوع المقبل إلى مزيد من عدم الاستقرار في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأنهت الولايات المتحدة في الأول من يناير 1979 علاقاتها الرسمية مع تايوان، واعترفت بالحكومة في بكين ممثلة شرعية للصين.
"عصا العقوبات الغليظة"
وانتقد وانج استخدام "عصا العقوبات الغليظة" والانخراط في "ألعاب القوة"، وهي الاتهامات التي كثيراً ما توجهها الصين إلى الولايات المتحدة.
ونفى وانج أن بلاده تسعى إلى أخذ مكان أي دولة أخرى، ودعا الولايات المتحدة إلى احترام مسار التنمية في الصين ومصالحها الأساسية.
ويشكل صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية تحدياً للقيادة الأميركية في آسيا والعالم.
وأكد وانج أنه "يتعين على الجانبين مواصلة الاستفادة الكاملة من الشؤون الخارجية والاقتصاد والمالية والتجارة والزراعة وغيرها من المجالات لاستعادة وإنشاء آليات للتواصل في أقرب وقت ممكن".
وأضاف أن بكين وواشنطن تتحملان "مسؤولية كبيرة بشأن السلام والأمن"، مشيراً إلى أن "التعاون بين بكين وواشنطن لم يضعف، بل أصبح أقوى"، بحسب وكالة "رويترز".
كما تحدث وزير الخارجية الصيني عن أحد المسائل التي تجري إثارتها بين البلدين، وهي عودة حيوانات الباندا إلى الولايات المتحدة، بعدما استعادتها الصين نهاية العام الماضي، قائلاً: "الاستعدادات جاهزة لعودة الباندا إلى كاليفورنيا بنهاية العام الحالي".
ويخشى البعض من أن الصين ستتوقف عن إرسال حيوانات الباندا لحدائق الحيوان الأميركية؛ بسبب التوترات بين البلدين، وفق "بلومبرغ".
وبدأت حدة التوترات بين الصين والولايات المتحدة تتراجع بعد لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينج في نوفمبر بمدينة سان فرانسيسكو، إذ أسفرت المحادثات عن استئناف العلاقات العسكرية رفيعة المستوى.