"مثير للسخرية".. مقترح إسرائيل لمستقبل غزة يصطدم برفض العشائر

نازحون فلسطينيون في رفح جنوب قطاع غزة بعد الفرار من منازلهم بسبب الضربات الإسرائيلية. 1 يناير 2024 - Reuters
نازحون فلسطينيون في رفح جنوب قطاع غزة بعد الفرار من منازلهم بسبب الضربات الإسرائيلية. 1 يناير 2024 - Reuters
غزة-الشرق

قطعت العشائر الفلسطينية الطريق أمام "سيناريو إسرائيلي" يمنحها مشاركة في حكم غزة بعد انتهاء الحرب التي تدخل شهرها الرابع على القطاع، مؤكدة أن اقتراحاً كهذا "مثير للسخرية، ومحاولة لزرع الفتنة".

ودعت العشائر، التي تمثل نسيجاً مجتمعياً في القطاع من بيت حانون شمالاً حتى رفح جنوباً، إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية والالتفاف خلف قيادة موحدة.

وحذر المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة عاكف المصري في حديث لـ"الشرق" من التصريحات الإسرائيلية "المرفوضة والمشبوهة التي تسعى من خلالها دولة الاحتلال إلى التغطية على فشلها في غزة عن طريق خلق البلبلة والفتنة في المجتمع الفلسطيني".

وقال المصري إن "العشائر مكون أساسي في المجتمع، وتدعو دائماً إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل قيادة وطنية وحكومة موحدة، وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".

ورفض المفوض العام للهيئة العليا للعشائر الفلسطينية فكرة التهجير باعتبارها "مخططاً لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لديه الوعي الكامل لرفضه، وسيبقى في قطاع غزة عبر هذا الصمود الأسطوري.

وأشار إلى أن الأولوية خلال المرحلة الحالية تتمثل في "وقف حرب الإبادة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ورص الصفوف وتوحيد الحكومة والقيادة، وإنهاء الانقسام ومغادرة كل المراحل السابقة التي أضرت بالقضية الفلسطينية والمشروع الوطني".

وقال المصري إن "الهيئة العليا للعشائر ساعدت في الحفاظ على السلم الأهلي في قطاع غزة من خلال ترابط العائلات الفلسطينية لتفويت الفرص على كل المخططات التي تستهدف المجتمع الفلسطيني".

وأوضح أن النظام العشائري هو الغالب على المجتمع في قطاع غزة، مشيراً إلى أن "العشيرة هي تجمع لعائلات تربطها درجة قرابة ونسب، وأن بعض العائلات الكبيرة تسمى عشائر".

وذكر المصري أن قانون ونظام العشيرة هو السائد في مجتمع العشائر، مضيفاً أنه "حتى في القضايا المجتمعية التي تتجه إلى المحاكم يتم تحويلها إلى العشائر".

وأكد أن العشائر "تقف على مسافة واحدة من الجميع داخل فلسطين"، وشدد على أنها "جهة وطنية مستقلة تربطها علاقات بكافة الفصائل الفلسطينية"، وأوضح أن "حماس شكلت مجلساً عشائرياً، و(الجهاد) لديها أيضاً"، وقال إن العشائر تعد مكوناً أساسياً لتشكيل البلديات في قطاع غزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب من أجهزة الأمن بحث ما إذا كان بإمكان إسرائيل "تعزيز مكانة عشائر مسلحة وجهات محلية ودعمها، حتى يمكنها السيطرة على القطاع"، قبل أن تعلن هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، أن مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت)، يبحث خطة أعدها الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، تعتمد في جوهرها على عشائر القطاع والعائلات الكبيرة.

"مثير للسخرية"

من جانبه، قال تجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية إن "حديث قادة الاحتلال عن تولينا إدارة الحياة المدنية في غزة أمر مثير للسخرية، ولن يتعاطى معه إلا من يدور في فلك الاحتلال وأذنابه".

وتابع التجمع، في بيان، الجمعة: "لن نكون إلا صمام أمان لشعبنا ومقاومتنا، ونرفض كل مشاريع الاحتلال بشأن إدارة غزة، لأن إدارتها شأن فلسطيني يُناقش على طاولة تضم الجميع داخل الوطن".

كما اعتبر رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة أبو سلمان المغني، أن التصريحات الإسرائيلية بشأن إمكانية تعزيز دور العشائر للسيطرة على القطاع "خارج المنطق"، معتبراً أنها تهدف إلى "التغطية على الفشل الإسرائيلي في القطاع".

وأكد المغني أن "زرع الفتنة لن يقبله أحد"، مشدداً على أن "الحكم ليس من وظيفة العشائر، هم رجال قضاء ووجهاء، يتمثل دورهم في نشر السلم والحفاظ على الأمن والترابط الاجتماعي داخل البلد وإصلاح ذات البين، ولا يستطيعون القيام بدور قيادة وحكم البلاد، والاتجاه نحو السلطة ليس أمراً وارداً".

وتطرق المغني إلى ما تراه العشائر مناسباً لليوم التالي من الحرب، قائلاً: "هناك عدة تنظيمات لا زالت قائمة، ونرى أن الحل الأوحد يتمثل في الاتفاق على تشكيل حكومة يرضى عنها الجميع دون استثناء، على أن يدعمها الكل حتى استقرار الأوضاع، ثم نجري انتخابات ليختار الشعب من يمثله".

خريطة العشائر في قطاع غزة

وأوضح المغني، أن النظام السائد في القطاع مختلط ما بين "عائلي وعشائري"، مضيفاً أن "النظام الغالب هو العشائري، من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً"، والعشائر تنحدر منها أفخاذ.

ولفت إلى أن المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة يتكون من 3 هياكل تقليدية، وهي العشائر والعائلات والقبائل البدوية. وذكر أن "عدد العشائر في قطاع غزة يزيد عن 5 آلاف عشيرة، أما عدد العائلات يصل لأكثر من 30 ألف عائلة، موزعين على مختلف محافظات قطاع غزة".

ونبه إلى أن منطقة الشجاعية، شرق غزة، بها عدد من العشائر مثل "حلس وجندية والعراسية والحرازين وعياد وأبوعجوة والمغني وحبيب والوادية والغرابلة والشيخ". وذكر أن منطقة بيت لاهيا، شمالاً، يوجد بها عشائر "السلطان وعبد ربه وأبو عيدة".

وبيّن المغني أن منطقة الرمال، غرب غزة، بها عشائر "أبو بكر وأبو حصيرة وبسيسو والشرافي والشوا ومهنا"، وأوضح أن مدينة دير البلح، وسط غزة، تضم عشائر "أبو سلطان وأبو ناصر وأبو عمرة والأخرس والأطرش وبركة".

وأضاف أن مدينة رفح، جنوب غزة، توجد بها عشائر "زعرب والشاعر وطه والترابين الذين ينحدر منهم أفخاذ مثل الصوفي وأبو معيلق".

وأشار  إلى أن من بين العشائر ذات العدد الكبير "حلس والمغني والعواصية وشحيبر وبسيس"، مقدراً عدد أفراد العشيرة بين 1500 إلى 3 آلاف فرد.

تصنيفات

قصص قد تهمك