قال بريت ماكجورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن البيت الأبيض لا يعرف متى تخطط إسرائيل للتحول إلى مرحلة أقل حدة من حربها في قطاع غزة ضد حركة "حماس"، مضيفاً أن الحرب قد تستمر حتى نهاية هذا العام.
وعقد ماكجورك إحاطة عبر تقنية "زووم" مع عدد من الخبراء، الخميس، ناقش خلالها تفكير إدارة الرئيس جو بايدن بشأن الصراع المحتدم.
ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن 3 أشخاص مطلعين على المحادثة التي استمرت 45 دقيقة، وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن ماكجورك كان صريحاً بشأن ما تعرفه الولايات المتحدة وما لا تعرفه عن مجريات الحرب في غزة.
ونقلت المجلة عن أحد الأشخاص المطلعين أن ماكجورك قال: "نحن لا نعرف متى سيحدث خفض وتيرة الحرب"، على الرغم من أن المسؤول الأميركي أشار إلى أن الإدارة الأميركية رأت علامات مشجعة على أن إسرائيل تتحرك نحو عمليات أقل كثافة، في إشارة إلى الانسحاب المعلن لـ5 ألوية من غزة.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تنفست الصعداء خلال الأيام الأخيرة، لأن إسرائيل لن تقوم بعد الآن بعمليات قصف واسعة النطاق وعمليات برية، والتي قتلت حتى الآن أكثر من 22 ألف فلسطيني، وأدت إلى تشريد 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
"تحول تكتيكي"
لكن صراحة ماكجورك تشير إلى أن الإدارة الأميركية لم تر بعد أي علامة ملموسة على حدوث تحول تكتيكي، وأن هناك القليل من الرؤية بشأن موعد حدوث التغيير، على الرغم من الثقة التي تبديها الإدارة علناً، وفقاً لـ"بوليتيكو".
وأضاف ماكجورك، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن الحرب قد تستمر لفترة طويلة، ربما حتى نهاية العام، وقال مسؤولون إسرائيليون علناً إنهم يتوقعون استمرار الحرب لأشهر.
ورأت الصحيفة أنه إذا حدث ذلك، فقد يزيد من فرص انتشار الحرب إلى ما وراء حدودها، ما قد يجر أميركا أكثر إلى صراع إقليمي مترامي الأطراف، مضيفة أن الجيش الأميركي يقوم بالفعل بصياغة خطط للرد على المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يهاجمون ممرات الشحن التجاري في البحر الأحمر، والتوصل إلى طرق لتوقع وصد الهجمات المحتملة على الولايات المتحدة من قبل القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وكان هناك أيضاً نقاش بشأن عودة الفلسطينيين إلى ديارهم في شمال غزة، التي دمرتها حملة القصف الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن العمليات العسكرية تتضاءل هناك، حيث تم "تفكيك" "حماس" في المنطقة حسبما قال ماكجورك، وفقاً لمصدر ثان. وهذا يعكس اللغة التي استخدمها المسؤولون الإسرائيليون.
وقال أيضاً إن الولايات المتحدة تناقش هذا الاحتمال مع الأمم المتحدة، لكنها تدرك أن العديد من المنازل قد دمرت، أو أنها غير صالحة للعيش. وإحدى الأفكار هي تدريب حوالي 6 آلاف عضو بقوة الأمن الفلسطينية، لكن ذلك يتطلب حوالي 8 إلى 10 أشهر.
وتناول ماكجورك الكثير من الأمور التي يقولها مسؤولو الإدارة علناً، بما في ذلك التأكيد على الأزمة الإنسانية، والحاجة إلى إيجاد سبل لعودة الفلسطينيين إلى ديارهم في شمال غزة.
ومع ذلك، فقد تبين للمصادر المطلعة على تعليقات ماكجورك أن الولايات المتحدة أقل وعياً بنوايا إسرائيل، على الرغم من أنها جمعت معلومات استخباراتية عن سلوك إسرائيل الحربي، وفقاً لـ"بوليتيكو".
ولم يرد مجلس الأمن القومي الأميركي على طلب من "بوليتيكو" للتعليق.
"نهج جديد"
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الخميس، أن خطط إسرائيل للمرحلة التالية من الحرب، قائلاً إنه سيكون هناك "نهج قتالي جديد" مخفض في شمال غزة.
وعندما ينتهي القتال، اقترح عضو مجلس الوزراء الحربي أن القوات الإسرائيلية ستحافظ على الأمن في القطاع، بينما يتولى كيان فلسطيني مسؤولية الإدارة.
وسيسعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الاستفادة بشكل أكبر من نظرائه خلال زيارته للشرق الأوسط، والتي تشمل إسرائيل والضفة الغربية وقطر ومصر.
وفي حين أنه سيناقش بالتأكيد القضايا التي أثارها ماكجورك، فإن السبب الرئيسي لزيارة وزير الخارجية هو منع العنف من الاتساع والتعمق في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، الخميس، إنه "سيناقش خطوات محددة يمكن للأطراف اتخاذها، بما في ذلك كيف يمكنهم استخدام نفوذهم مع الآخرين في المنطقة لتجنب التصعيد. ولا نتوقع أن تكون كل محادثة في هذه الرحلة سهلة. من الواضح أن هناك قضايا صعبة تواجه المنطقة وخيارات صعبة في المستقبل".