شدد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الثلاثاء، على أن إسرائيل لن تسترد أسراها المحتجزين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، "إلا بالإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين من كل سجون الاحتلال"، معتبراً أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح، حتى الآن، في تحقيق أي من أهدافه بالحرب.
وقال هنية، في كلمة أمام مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بشأن عملية "طوفان الأقصى"، بالعاصمة القطرية الدوحة، إنه "بعد 100 يوم فشلت الاستخبارات الصهيونية وحليفتها الغربية والطائرات المسيرة التي تحلق فوق غزة، فشلوا جميعا في تحرير أسير واحد على قيد الحياة من قطاع غزة".
وأضاف أن "هدف تهجير الفلسطينيين من غزة، سقط، ولن تتكرر نكبة 48، ولن يخرج الفلسطينيون من أرضهم"، وأنه "رغم التدمير والمجازر فشل العدو (إسرائيلي) في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب، ونجح في شيء واحد، هو كشف وجهه الدموي القاتل أمام العالم كله بعد ارتكابه كل هذه المجازر".
وبشأن الهدف المعلن من قبل إسرائيل من الحرب على غزة والخاص بالقضاء على حركة "حماس"، قال إسماعيل هنية، "(حماس) موجودة في غزة والضفة والقدس وفي الشتات، وفي ضمائر الأمة وأحرار العالم، ولا يمكن القضاء عليها".
واعتبر هنية أن "هدف التهجير سقط بفعل صمود شعبنا وانغراسه في أرضنا، وعندما سُمح لهم، دخل أهل غزة العالقين خارجها، إلى غزة، ولم يخرج أهل غزة إلى خارجها".
دوافع "طوفان الأقصى"
وأرجع هنية عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الحركة في 7 أكتوبر، إلى 3 تطورات سبقت العملية، هي "تهميش القضية الفلسطينية محلياً ودولياً"، و"تشكيل حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل وضعت على رأس أولوياتها تهجير الشعب الفلسطيني وفرض السيادة على المسجد الأقصى"، معتبراً أن التطور الثالث هو "عمليات التطبيع، ودمج الاحتلال في المنطقة والتعامل معه على حساب الشعب والقضية".
وأضاف أنه "أمام التطورات السابقة، شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا قرر أن واقعاً بهذا الشكل لا يمكن مواجهته بوسائل تقليدية، فكانت عملية (طوفان الأقصى)".
وبشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، فقد وصفه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، بـ"كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يمكن وصفه مطلقاً"، داعياً إلى "الجهاد بالمال، والتبرع لدعم أهل غزة، وكذلك مقاومة غزة".
وأضاف: "دور الأمة وعلماؤها دور كبير على محور دعم المقاومة، ونرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات، وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح، لأن هذه معركة الأقصى، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده".
"التنكيل بالضفة"
ووصف هنية ما يجري في الضفة الغربية، بأنه "خطير وكبير"، لأن "العدو الإسرائيلي ينكل بأهلها، وقتل منهم 350 شخصاً منذ بدء عملية (طوفان الأقصى)، وأعلن الاحتلال الصهيوني المجرم، تطبيق الأحكام العسكرية العرفية أيضاً على أبناء شعبنا في 48" في إشارة إلى فلسطينيي الداخل.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في كلمته، إن "خسائر الاحتلال الصهيوني في فلسطين يومياً على يد أبطال المقاومة أكبر بكثير مما يعلن عنه الاحتلال، كما أن الفيديوهات التي تصدرها كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) وفصائل المقاومة عن عمليات الالتحام قليلة أيضاً مقارنة بما يجري في الميدان، لأنه لا يتم تصوير العمليات كلها".