بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، الثلاثاء، تطورات الوضع في غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، وسبل التهدئة والعمل على استعادة الآفاق السياسية للوصول إلى حل الدولتين، فضلاً عن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجدد شكري، خلال استقباله بيربوك في القاهرة، التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً إنه "أصبح حتمياً"، مشدداً على "الرفض التام للضغط على الشعب الفلسطيني وإجباره على التهجير".
وقال في مؤتمر صحافي مشترك: "لم نرَ جهوداً حقيقية حتى الآن لمنع التهجير. لا يمكن أن يظل ميلونا فلسطيني محاصرين في الجنوب دون احتياجات أساسية، ونتوهم أن هناك جهوداً تبذل لمنع التهجير".
وانتقد شكري صمت المجتمع الدولي أمام الأحداث في غزة، قائلاً: "كان على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته أمام قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين. لم نسمع إدانة من المجتمع الدولي بشأن قتل الصحافيين، وهناك منع متعمد لتغطية حقيقة ما يحدث في غزة"، محذراً من توسيع رقعة الصراع.
دور السلطة الفلسطينية
من جانبها، قالت بيربوك إنه على المجتمع الدولي الالتزام بتنظيم الأمن في غزة بعد الحرب، معتبرة أنه يتعين على سلطة فلسطينية خضعت للإصلاح أن "تلعب دوراً حاسماً في المستقبل".
وأضافت أن مصر وألمانيا متفقتان على أن غزة والضفة الغربية ملك للفلسطينيين، محذرة من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، موضحة أن المساعدات التي تصل قطاع غزة ليست كافية.
وأعلنت بيربوك، عزمها التوجه إلى العريش ومعبر رفح، في وقت لاحق، الثلاثاء، لتكوين صورة عن التعاون بين مصر والمؤسسات العالمية، في ما يتعلق بالإغاثات الإنسانية، مؤكدة ضرورة التعاون مع مصر "لتصل المساعدات إلى محتاجيها في غزة".
وقالت بيربوك: "يجب فتح المزيد من المعابر لكي تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة"، مشيرة إلى اتفاق ألماني- مصري على ضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية.
مساعدات ألمانية بـ 211 مليون دولار
وقالت بيربوك إن ألمانيا "ضاعفت المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتصل إلى 211 مليون دولار"، مشددة على موقف بلادها الرافض للتهجير من الضفة الغربية وغزة.
وأضافت أن بلادها "لا تقبل تعرض المدنيين في غزة للخطر، مع دعمها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مؤكدة أن هناك "اتفاقاً مع مصر على أنه لا يمكن التوصل للسلام إلا من خلال حل الدولتين"، ونوّهت بأنها تحدثت مع نظيرها المصري عن إمكانية إطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
وتابعت بيربوك: "هناك التزام دولي بتنظيم الأمن في غزة بعد الحرب"، مشيرة إلى ضرورة أن تكون العمليات العسكرية في غزة "أقل حدة ومحددة الأهداف".
وأضافت: "نقف بجانب إسرائيل بشكل لا يمكن زعزعته ضد حماس الإرهابية، لكن يجب على إسرائيل الدفاع عن المدنيين في قطاع غزة "، على حد وصفها، وحضت "حماس" على "إلقاء السلاح".
