تعهّد الجيش الصيني، الجمعة، بـ"سحق" أي مساع مؤيدة لاستقلال تايوان قبل يوم على انتخابات رئاسية حاسمة في الجزيرة، فيما التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسؤولاً صينياً رفيعاً عشية الحدث المرتقب في تايبيه.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع جانج شياوغانج في بيان إن "جيش التحرير الشعبي الصيني يحافظ على مستوى تأهب مرتفع في كل الأوقات، وسيتّخذ جميع الإجراءات اللازمة لسحق محاولات (استقلال تايوان) بشكل حازم مهما كان شكلها".
واتهم جانج الحزب التقدمي الديموقراطي الحاكم في تايوان بدفع الجزيرة "نحو ظروف الحرب الخطيرة" من خلال شراء أسلحة من الولايات المتحدة.
ويفصل تايوان التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة مضيق طوله 180 كيلومتراً عن الصين التي تعهدت استعادة الجزيرة يوما ما.
وتحظى الانتخابات الرئاسية المقررة السبت، بمتابعة حثيثة في جميع أنحاء العالم، حيث سيقود الفائز الجزيرة ذات الأهمية الاستراتيجية وهي منتج رئيسي لأشباه الموصلات الحيوية.
وحافظت بكين في السنوات الأخيرة على وجود عسكري شبه يومي حول تايوان، وأرسلت طائرات حربية وسفناً إلى المناطق المحيطة بها.
وشهدت الأسابيع الأخيرة عبور مناطيد صينية الخط الأوسط الحساس لمضيق تايوان، وهو ما انتقدته سلطات تايبيه باعتباره شكلا من أشكال التدخل في الانتخابات الهامة.
لقاء قبل الانتخابات
بدوره، التقى بلينكن الجمعة، في واشنطن مسؤولاً صينياً كبيراً، في وقت تسعى الولايات المتحدة إلى ثني بكين عن أي إجراء ضد الجزيرة.
وبدأ بلينكن بعيد عودته إلى واشنطن من جولته الأخيرة في الشرق الأوسط ومشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي، لقاءه مع ليو جيان تشاو، رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بحسب جدول المواعيد الذي تنشره وزارة الخارجية.
ولم يدل أي منهما بتصريحات في مستهل الاجتماع الذي يشارك فيه مسؤولون رفيعون.
ولا تعترف الولايات المتحدة بتايوان كدولة مستقلة، بل تعتبر جمهورية الصين الشعبية الممثل الشرعي الوحيد للصين. لكن الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية كبيرة للجزيرة، وترفض تغيير "الوضع الراهن" فيها بالقوة.
المرشح الأوفر حظاً
ويُعدّ وليام لاي، نائب الرئيسة تساي إنج-وين، وكلاهما ينتمي إلى الحزب الديموقراطي التقدمي (مؤيد للاستقلال)، الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات. وتعتبر بكين كلا من تساي إنج-وين ووليام لاي عدوين لها؛ بسبب مواقفهما المؤيدة للاستقلال.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل الخميس، إن الولايات المتحدة التي سترسل وفداً غير رسمي إلى الجزيرة بعد الانتخابات الرئاسية، "تعتبر أن الأمر متروك للناخبين في تايوان لتحديد قائدهم المقبل بحرية وبلا تدخل خارجي".
ويُنظر إلى ليو جيان تشاو على أنه شخصية صاعدة في الدوائر الحاكمة في بكين، وتأتي زيارته واشنطن في وقت بدأ ذوبان الجليد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وقد تجلى ذلك خصوصاً خلال اجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في نوفمبر في كاليفورنيا.
وكان التوتر بين واشنطن وبكين قد بلغ ذروته قبل نحو عام عندما أسقطت الولايات المتحدة منطاداً صينياً قالت إنه لأغراض التجسس على أراضيها وهو ما نفته الصين.
وفي حديثه أمام مركز أبحاث مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك الثلاثاء، اعتمد ليو جيان تشاو نبرة تصالحية، مشيداً بالتعاون الصيني الأميركي ونافياً أي خطاب حربي.
كذلك، بدا ليو جيان تشاو حريصاً في رد فعله بشأن تايوان، رافضا الإفصاح عن الطريقة التي سترد بها الصين على نتائج الانتخابات الرئاسية في الجزيرة، لكنه أشار إلى "التزام الولايات المتحدة عدم دعم استقلال تايوان".