شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على أهمية إقامة دولة فلسطينية من أجل التوصل لأي تسوية إقليمية، مشيراً إلى أن "الدول العربية ليست حريصة على المشاركة في إعادة إعمار غزة إذا كان القطاع الفلسطيني سيُسوى بالأرض مجدداً خلال بضعة أعوام".
وقال بلينكن لشبكة CNBC خلال مقابلة على هامش منتدى "دافوس" الاقتصادي في سويسرا: "كانت هناك معادلة جديدة في الشرق الأوسط، وجيران إسرائيل كانوا مستعدين بمقتضاها لدمجها إسرائيل في المنطقة، لكنهم كانوا ملتزمين بالقدر ذاته بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف أن الدول العربية وواشنطن تعتقدان بأنه "لن تنعم إسرائيل أو المنطقة بالسلام والاستقرار والأمن، حتى تُحل هذه القضية".
وتابع بلينكن: "عليكم حل القضية الفلسطينية". وأضاف "تقول الدول العربية هذا: تقول، انظروا، لن نتدخل في أمور، منها على سبيل المثال، إعادة إعمار (قطاع) غزة إذا كان سيسوى بالأرض مجددا خلال عام أو خمسة أعوام، ثم يُطلب منّا إعادة إعماره من جديد".
وأردف: "أنتم الآن في وضع تُبدي فيه دول عربية، مجدداً الاستعداد للقيام بأمور فيما يتعلق بعلاقتها مع إسرائيل، لم تكن مستعدة للقيام بها من قبل. وهذا يفتح باب مستقبل أكثر أمناً".
وأوضح بلينكن: "فيما يتعلق بأمن إسرائيل والجانب العربي من المعادلة والسلام الفلسطيني، فهذا هو الطريق إلى الأمن الدائم الحقيقي".
"أفضل طريقة لعزل إيران"
والأسبوع الماضي، اعتبر بلينكن أن التقارب بين الدول العربية وإسرائيل هو "الطريقة الأفضل لعزل إيران".
وأضاف في تصريحات من القاهرة في ختام جولة في الشرق الأوسط بشأن الحرب في قطاع غزة: "أمن إسرائيل وإدماجها (في المنطقة) مرتبطان بفتح طريق نحو إقامة دولة فلسطينية".
وتابع: "دولة فلسطينية من أجل عزل وتهميش إيران. الرؤية واضحة، ولكن علينا أن نمضي قدماً بها".
وكان الوزير الأميركي في زيارة إلى القاهرة. والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أن يغادر عائداً إلى الولايات المتحدة بعد جولة شملت 9 دول من بينها تركيا والسعودية. وفي كل محطات جولته دعا بلينكن إلى العمل على عدم توسّع النزاع.
وفي ختام هذه الجولة، قال إن التقارب الذي يدعو إليه بين الدول العربية وإسرائيل، من شأنه أن يعزل "إيران ووكلاءها الذين يتسببون في الكثير من الأضرار (للولايات المتحدة) وللجميع تقريباً في المنطقة"، في إشارة إلى هجمات "الحوثيين" في اليمن على سفن في البحر الأحمر.
وأضاف: "أعتقد أن هذه الرؤية واضحة جداً للعديد من القادة" في الشرق الأوسط.
وكان بلينكن وضع خلال جولته بالشرق الأوسط، الخطوط العريضة لاتفاق مع إسرائيل يقضي بأن يساعد جيرانها في إعادة إعمار غزة بعد الحرب، ويواصلوا التكامل الاقتصادي مع إسرائيل، لكن شريطة التزامها بالسماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف.
