صنّفت الولايات المتحدة، الأربعاء، جماعة الحوثي في اليمن "ككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص"، بهدف الضغط على الجماعة المتحالفة مع إيران، لوقف هجماتها على الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
يأتي هذا القرار، في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر، وهو ممر بحري حيوي للتجارة العالمية، حتى بعد أن بدأت الولايات المتحدة في ضرب أهداف للحوثيين في اليمن الأسبوع الماضي رداً على ذلك.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية، إن الولايات المتحدة "تصنف الحوثيين ككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224".
بدوره، قال متحدث باسم جماعة الحوثي، لوكالة "رويترز" الأربعاء، إن تصنيف الولايات المتحدة للجماعة "كياناً إرهابياً" لن يؤثر على موقفها، مشيراً إلى أن الهجمات على السفن المتجهة لإسرائيل ستستمر.
متى موعد تنفيذ القرار؟
وأضاف المسؤول أن "الهدف من تصنيف الحوثيين ككيان إرهابي، هو إقناعهم بوقف التصعيد، وإحداث تغيير إيجابي في سلوكهم".
وتابع: "إذا أوقف الحوثيون هجماتهم، فيمكننا النظر في حذف هذا التصنيف"، لافتاً إلى أن "التصنيف لا يمنع من حصول انخراط دبلوماسي مع الحوثيين".
وأشار إلى أن "التصنيف سيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يوماً، لضمان وجود مساعدات إنسانية تجعل الاستهداف يطال الحوثيين وليس الشعب".
وشدد على أن "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحل الصراع في اليمن، وتدعم الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، والأمم المتحدة، وغيرها للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم يتجاوز الحقيقة الحالية في اليمن".
ويفرض الأمر التنفيذي رقم (13224) "عقوبات صارمة على أشخاص أجانب تبيّن أنهم ارتكبوا أعمالاً إرهابية تهدد أمن الأميركيين، أو الأمن القومي أو السياسة الخارجية أو الاقتصاد الأميركي، أو يشكلون خطراً كبيراً لارتكاب أعمال مماثلة"، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.
"قرار لا أثر له"
ووصف محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، القرار الأميركي بأنه "دليل إفلاس وعجز عسكري"، موضحاً أن هذا التصنيف لن يكون له أي تأثير يذكر؛ خاصة وأنه يأتي في أعقاب إعلان الحوثيين حالة حرب مع بريطانيا والولايات المتحدة..
وقال البخيتي، في مداخلة مع برنامج "دائرة الشرق"، الأربعاء، إنه "تنفيذ هذا القرار أو تعليق تنفيذه لن يقدم أو يؤخر، خاصة وأن الإدارة الأميركية تعرف جيداً أنها عرضت قبل أسابيع على جماعة الحوثي عروضاً مغرية مقابل وقف العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني، لكننا رفضنا ذلك"، على حد قوله.
واعتبر أن تأثير واشنطن على المشهد في الشرق الأوسط بات محدوداً، كما توعد الولايات المتحدة وبريطانيا بتحميلها خسائر كبيرة نتيجة الضربات العسكرية على اليمن.
كيف حدث التصعيد؟
تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي المدعومة من إيران خلال الأيام الأخيرة، على الرغم من إصرار المسؤولين في واشنطن على أن الولايات المتحدة لا تنوي خوض حرب مع الجماعة.
ونفذت الولايات المتحدة، الثلاثاء، ضربات جديدة على أهداف في اليمن. وقالت القيادة المركزية للجيش إن قواتها ضربت ودمرت أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن كان الحوثيون يستعدون لإطلاقها، وتعهدت واشنطن بشن ضربات طالما استمرت الهجمات على الملاحة.
واستهدفت الضربات الأميركية والبريطانية، مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن 3 مرات في أقل من أسبوع، ما أثار مخاوف من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.
وتكثف جماعة "الحوثي" اليمنية المتحالفة مع إيران هجماتها على السفن في البحر الأحمر، مما يؤثر في طريق حيوي للتجارة بين الشرق والغرب.
ويقول الحوثيون إن هذا التصعيد يستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل، ويأتي تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
