قالت القيادة المركزية الأميركية إنها شنت ضربات على 14 موقعاً لصواريخ حوثية في اليمن فجر الخميس، مثلت "تهديداً وشيكاً"، للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، والتي كان يمكن أن تطلق في أي وقت، وأتت الضربات، بعدما أعلنت القيادة أن مسيرة انطلقت من مناطق تسيطر عليها جماعة "الحوثي"، ضربت سفينة مملوكة للولايات المتحدة في خليج عدن، في أول هجوم للجماعة بعد تصنيف واشنطن لها كـ"كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص".
وذكر قائد القيادة المركزية إريك كوريلا في بيان عقب الجولة الرابعة من الضربات، أن أفعال "الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران، تواصل تهديد الملاحة الدولية، وعرقلة ممرات الشحن التجارية في جنوب البحر الأحمر والممرات المائية المتاخمة للمنطقة".
وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ إجراءات لـ"حماية حياة البحارة الأبرياء، وسنحمي شعبنا دائماً"، فيما تتواصل هجمات الجماعة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقبيل الإعلان عن الجولة الرابعة من الضربات على اليمن، قالت القيادة المركزية في بيان على منصة X إن "طائرة مسيرة، انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، استهدفت السفينة الأميركية جينكو بيكاردي في خليج عدن، وذلك في تمام الساعة 8:30 مساء بتوقيت صنعاء يوم 17 يناير".
وأشارت إلى أن السفينة التي لا تزال مستمرة في الإبحار، ترفع علم جزر مارشال وتمتلكها وتديرها الولايات المتحدة، مؤكدةً "وقوع بعض الأضرار" في السفينة، لكن دون تسجيل أي إصابات.
جولة رابعة من الضربات
وقال مسؤول أميركي لشبكة CBS الأميركية إن الولايات المتحدة شنت جولة رابعة من الضربات على جماعة الحوثي فجر الخميس، في أقل من أسبوع، وسط استمرار استهدافها للسفن المارة في البحر الأحمر.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي أن قصفاً أميركياً بريطانياً استهدف عدداً من المحافظات اليمنية، بينها الحديدة وتعز وذمار والبيضاء وصعدة.
وشنت الولايات المتحدة أول جولتين من الضربات بين 11 و12 يناير، واستهدفت مواقع للحوثيين بينها منشأة رادار ومواقع صواريخ.
ونقلت وكالة "أسوشيتدبرس" أن الجيش الأميركي أطلق موجة من الهجمات الصاروخية من سفن وغواصات ضد مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
"ضربة وقائية"
وقال مسؤولون دفاعيون أميركيون لشبكة NBC News، إن الضربات استهدفت عدة مواقع صواريخ، وإن السفن الأميركية أطلقت صواريخ توماهوك لتدمير عدة مواقع لإطلاق الصواريخ في اليمن.
ووصف المسؤولون الضربات بـ"الاستباقية" أو الدفاعية، لأنها قضت على صواريخ ومواقع إطلاق "شكلت خطراً وشيكاً على السفن في البحر الأحمر".
وصرح مسؤول حوثي لقناة تابعة للجماعة، بأن "الجماعة مستمرة في استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة لإسرائيل مهما حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا منعها من ذلك".
وكان الحوثيون قد تعهدوا عقب تصنيفهم كياناً إرهابياً، بمواصلة الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل، قائلين إن التصنيف لن يغير من موقفهم شيئاً.
الحوثيون يتبنون الهجوم على جينكو بيكاردي
وكانت جماعة "الحوثي" قد أعلنت في بيان الأربعاء، استهداف سفينة "جينكو بيكاردي" في خليج عدن بالصواريخ، لافتةً إلى أن الاستهداف جاء في إطار دعم قطاع غزة.
كما قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في وقت سابق الأربعاء، إنها تلقت بلاغاً عن هجوم بطائرة مسيرة على سفينة على بعد 60 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن اليمنية، وإن قائد السفينة أبلغ عن السيطرة على حريق اندلع على متنها جراء الهجوم.
لكن الهيئة قالت إن السفينة وطاقمها بأمان، وواصلت رحلتها إلى وجهتها، ونصحت السفن بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.
من جهتها، قالت شركة الأمن البحري البريطانية "أمبري" إن "ناقلة بضائع ترفع علم جزر مارشال أصابتها طائرة مسيرة على بعد 66 ميلاً جنوب شرقي عدن، بينما كانت متجهة شرقاً على طول خليج عدن".
ولفتت "أمبري" في بيان إلى أن "ممر السفينة (الدرج) لحق به الضرر، وفي وقت كتابة هذا التقرير كان يعتبر غير صالح للاستخدام".
وتعرضت عدة سفن في البحر الأحمر لهجمات من قبل جماعة الحوثي، التي تقول إن الهجمات تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.
وأضرت هجمات الحوثيين بشدة بالشحن الدولي، وأوقفت عشرات شركات الشحن عبور سفنها مؤقتاً في البحر الأحمر، ما دفعها نحو قطع رحلة أطول وأكثر كلفة حول إفريقيا.
وعلى إثر ذلك وجهت الولايات المتحدة ضربات جوية على مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية.
"قائمة الإرهاب"
وأعلنت واشنطن، الأربعاء، تصنيف جماعة الحوثي في اليمن كـ"كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص"، بهدف الضغط على الجماعة المتحالفة مع إيران، لوقف هجماتها على الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان: "تعلن وزارة الخارجية الأميركية اليوم تصنيف أنصار الله المعروفين باسم الحوثيين ككيان إرهابي عالمي مصنف تصنيفاً خاصاً، اعتباراً من 30 يوماً من اليوم".
وشدد الوزير على "وجوب محاسبة الحوثيين على أفعالهم، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب المدنيين اليمنيين"، مضيفاً: "خلال فترة الـ30 يوماً، ستجري الحكومة الأميركية تواصلاً قوياً مع أصحاب المصلحة ومقدمي المساعدات والشركاء الذين يؤدون دوراً حاسماً في تسهيل المساعدات الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الحيوية في اليمن".
من جهته، اعتبر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان أن التصنيف "أداة مهمة لعرقلة التمويل الإرهابي للحوثيين وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية ومحاسبتهم على أفعالهم".
وأوضح سوليفان في بيان: "إذ أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، ستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف على الفور".
وعقب القرار الأميركي، تعهد الحوثيون على الفور مواصلة هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر، والتي يقولون إنهم ينفذونها تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة حيث تدور حرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
