هل فقد نتنياهو ثقة كبار داعمي إسرائيل في الكونجرس؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة برلمانية. في الكنيست الإسرائيلي. 23 مايو 2023 - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة برلمانية. في الكنيست الإسرائيلي. 23 مايو 2023 - AFP
دبي-الشرق

عبّر كبار الداعمين لإسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأميركي، عن شكوكهم في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قيادة البلاد في خضم الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم.

وأفاد تقرير لشبكة NBC الأميركية، بأن السياسيين الأميركيين من التيارات التقدمية، عبروا صراحة عن انتقادهم لنتنياهو والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين والبنية التحتية في غزة، جراء الهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل على غزة، لكن المثير هو أن الداعمين التقليديين لتل أبيب في الكونجرس أصبحوا بدورهم يعبرون عن إحباطهم من الطريقة التي يدير بها نتنياهو الأمور، حتى ولو عبروا عن ذلك سراً.

وقال ثلاثة من المشرعين الأميركيين لـ"إن بي سي"، إنهم يشكون في توفر نتنياهو على استراتيجية لإنهاء الحرب الدموية في غزة، وأشاروا إلى أن رئيس الوزراء البالغ من العمر 74 عاماً، ربما يحاول إطالة أمد الصراع للبقاء في منصبه.

واعتبر أحد أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين، وهو يتعامل مع ملفات الأمن القومي، أن "من الصعب الدفاع عن نتنياهو أو تبرير إستراتيجيته السياسية حالياً"، وأضاف: "على المستوى الشخصي، أظن أن من مصلحته السياسية أن يبقى هذا الصراع، سواء مع حزب الله أو في غزة. لأن أي وقف لإطلاق للنار أو اتفاق سلام، أو الحديث عن إعادة  الإعمار أو خفض حدة العمليات، سيكون محدداً لمصيره السياسي".

وتابع المسؤول الجمهوري: "هناك غياب للثقة، وأسئلة حقيقية حول قدرته على القيادة، وأظن أن نتنياهو فقد شعبيته بشكل كبير. وهو ما يمكن رؤيته داخل الحكومة الإسرائيلية"، مضيفاً: "نرى ذلك داخل تحالفه، وبين صفوف الجيش، وداخل البلاد، أظن أنه أمر واضح جداً للعديد من صناع السياسة هنا في الولايات المتحدة، من وجهة نظر الأمن القومي".

"نهاية نتنياهو بنهاية الحرب"

وأشار أحد الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الأمن القومي بمجلس النواب، إلى الموقف نفسه، ووصف نتنياهو بـ"الكارثة"، وعبّر عن قلقه من أن الحملة العسكرية الإسرائيلية قد تكون "حرباً من دون نهاية"، وقد تؤدي إلى المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وأضاف: "يبدو أن الحكومة الإسرائيلية أعطت الجيش الإسرائيلي مهمة لا يمكن تحقيقها، وهي القضاء على حماس. وإذا كانت هذه هي المهمة التي يتوقعون من الجيش أن يؤديها، فإنها ستكون حرباً من دون نهاية". وتابع: "في الوقت الراهن، هناك عدد  لا يحصى من الأشخاص الأبرياء الذين يفقدون حياتهم".

وقال الديمقراطي الذي وصف نفسه بـ"الصديق القوي" لإسرائيل: "لقد كان الجميع صديقاً قوياً لإسرائيل، لكن نتنياهو كارثة"، مضيفاً أن "الأسوأ هو أن الكثير منا يخشى أن يطيل نتنياهو مدة الحرب، لعلمه أن في اللحظة التي ينتهي فيها هذا الصراع سيكون هو من دون عمل".

وتابع حديثه قائلاً: "الأمر لا يتطلب أن تكون عالماً مختصاً لفهم أن سياسياً جباناً من هذا النوع، يعتبر الوضع الحالي عادياً بالنسبة له، ولكن بالنسبة للجميع، فإن الأمر فظيع".

وكان نتنياهو قد أعلن الأسبوع الماضي، أن الحرب الإسرائيلية على غزة "ستكون طويلة"، وستستغرق "عدة أشهر". وأضاف: "بينما تم إحراز تقدم كبير، لا يزال هناك المزيد مما يتعين القيام به لتحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية، وهي تدمير حماس، وإعادة المحتجزين، ونزع السلاح بشكل دائم في غزة".

نتنياهو يرفض مساعي واشنطن

وأعلن نتانياهو، السبت، أنه أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال هاتفي الجمعة، رفضه منح الفلسطينيين السيادة على قطاع غزة.

وتحدث الجانبان هاتفياً، الجمعة، للمرة الأولى منذ نحو شهر، وقال بايدن بعد المكالمة إن نتنياهو لا يعارض حل الدولتين، وإنه يوافق على شكل ما من أشكال الدولة الفلسطينية.

وقال مكتب نتانياهو في بيان السبت: "في محادثته مع الرئيس بايدن، أكد رئيس الوزراء نتانياهو مجدداً سياسته المتمثلة في أنه بعد تدمير حماس، يجب على إسرائيل أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان ألا يشكل القطاع بعد الآن تهديداً لإسرائيل"، وهو شرط يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد الخميس رفضه السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية المحتلة، معتبراً أنها تتعارض مع حاجة إسرائيل إلى "السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن". وأبدى بايدن بعد مكالمة الجمعة، تمسكه بحل الدولتين.

تصنيفات

قصص قد تهمك