قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن 21 جندياً وضابطاً إسرائيلياً لقوا حتفهم في قطاع غزة، الاثنين، بعد أن أصابت قذيفة RPG أطلقها مقاتل فلسطيني قرب مبنيين فخخهما الجيش الإسرائيلي تمهيداً لهدمهما، لينهار المبنيان وبداخلهما عدد من الجنود الإسرائيليين، في أكبر حصيلة يومية يعلنها الجيش لخسائره البشرية منذ انطلاق معارك قطاع غزة البرية في 27 أكتوبر الماضي، بينما لقي 3 ضباط آخرين مصرعهم خلال معارك أخرى بالقطاع، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الحادث وقع، الاثنين، بالقرب من بلدة كيسوفيم بمحيط قطاع غزة.
وشدد على أن القوات كانت تعمل في منطقة تبعد حوالي 600 متر عن الحدود، ودمرت مباني ومواقع تابعة لحركة "حماس"، كجزء من جهود الجيش لإنشاء منطقة عازلة، للسماح لسكان المناطق الحدودية بالعودة إلى منازلهم.
وتابع: "على حد علمنا، حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر (2 مساءً بتوقيت جرينتش)، أطلق مقاتلون فلسطينيون قذيفة RPG على دبابة تحرس القوات، وبالتزامن وقع انفجار في مبنيين من طابقين"، ويضيف: "لقد انهار المبنيان بسبب هذا الانفجار، بينما كانت معظم القوات داخلهما وبالقرب منهما".
وأضاف هاجاري، أن الانفجار كان على الأرجح نتيجة الألغام التي زرعتها القوات الإسرائيلية لهدم المبنيين، لكن سبب التفجير لا يزال قيد التحقيق، لافتاً إلى أن 3 ضباط آخرين لقوا مصرعهم بمناطق أخرى من القطاع، لترتفع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إلى 24.
صدمة في إسرائيل
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن إسرائيل عاشت، الاثنين، "أحد أصعب الأيام" منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو في بيان نشره عبر منصة "إكس": "لقد مررنا بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب.. إنني أشعر بالحزن على جنودنا الأبطال الذين سقطوا وأعانق العائلات في وقت حاجتها، ونصلي جميعاً من أجل الشفاء لجرحانا".
وأعلن نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تحقيقاً في الحادث، وأضاف "نحقق في الكارثة، ويجب علينا استخلاص الدروس اللازمة وبذل قصارى جهدنا للحفاظ على حياة جنودنا"
وشدد نتنياهو على أن "الحرب مستمرة"، وقال "لن نتوقف عن القتال حتى النصر الكامل".
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إنه "صباح صعب ومؤلم".
وأضاف في منشور عبر منصة "إكس": "قلوبنا مع العائلات العزيزة في أصعب أوقاتها"، مضيفاً: "هذه حرب ستحدد مستقبل إسرائيل لعقود مقبلة، سقوط الجنود يجبرنا على تحقيق أهداف القتال".
وقال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، إن "المزيد والمزيد من خيرة أبنائنا قتلوا في الحرب". وتابع: "صباح صعب غير محتمل".
وكتب على منصة "إكس": "بالنيابة عن الأمة بأكملها، أعزي العائلات وأصلي من أجل شفاء الجرحى". مضيفاً: "حتى في هذا الصباح الحزين والصعب، نحن أقوياء ونتذكر أننا معاً سنفوز"، وفق تعبيره.
كما قال زعيم المعارضة يائير لابيد، إن "ما تعيشه إسرائيل هو يوم صعب لا يطاق مع الأخبار المريرة عن قتل الجنود".
وأضاف لابيد، عبر منصة "إكس"، "أبعث بعناق لأسر المقاتلين، أمة إسرائيل بأكملها معكم في وقتكم الصعب".
كما أكد وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، أن مصرع الجنود "يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل لا يجب أن تخفف من حدة عملياتها القتالية" في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن بن جفير، قوله إنه "صباح صعب ومؤلم.. يجب أن نستمر في سحق والقضاء على العدو في غزة بأقصى قوة".
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إن "سقوط الجنود لن يذهب سدى".
وأضاف في بيان، "هؤلاء الأبطال هم عمود النار، وهم يحفظون لنا الطريق لمواصلة هذه الحملة الأخلاقية لشعب إسرائيل، حتى نهزم وجه الشر، حتى نخترق الظلام"، وفق تعبيره.
الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس، أكد بدوره، أنه "يجب على الإسرائيليين البقاء متحدين"، وأرسل "تعازيه لعائلات القتلى".
وأضاف جانتس، على منصة "إكس": "في هذا الصباح الصعب، يجب أن نكون متحدين، وأن نتذكر الثمن الباهظ الذي اضطررنا إلى دفعه مقابل هذه الحرب العادلة، والهدف النبيل الذي سقط من أجله أبطالنا، وهو تأمين مستقبلنا، وإعادة بناتنا وأبنائنا، وأخذ حقوقنا".
من جهته، قال ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "إنه يوم مروع.. فقدنا الكثير من جنود الاحتياط خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية".
جنود احتياط
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن معظم هؤلاء الجنود كانوا يخدمون في وحدة الاحتياط بمدرسة لتدريب الضباط، مشيرة إلى أنهم كانوا يعدون متفجرات لهدم منزلين في وسط غزة عندما أطلق مقاتل فلسطيني قذيفة صاروخية على دبابة قريبة. وأدى الانفجار إلى تفجير عبوات ناسفة.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية التفجير التي قتل فيها الجنود وقعت بعد قيامهم بتفخيخ مبان في غزة استعدادها لتفجيرها، إلا أن عناصر حماس قصفوا المباني أثناء وجود الجنود فيها.
وقالت الهيئة إن الجنود توجهوا أمس في مهمة لتفجير المباني في المنطقة العازلة على بعد حوالي 600 متر من السياج في منطقة مخيم المغازي للاجئين.
وأضافت "طُلب من المقاتلين تدمير عشرة مبانٍ باستخدام الألغام بالتعاون مع الفرق الهندسية، ولكن في نهاية العملية، أطلق عناصر حماس قذيفتين صاروخيتين ما أدى إلى انهيار المبنى وتفعيل المتفجرات التي كانت مدفونة داخله وجاهزة للتفجير على ما يبدو".
ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، فإن الجنود لقوا مصرعهم في انهيار مبنيين بعد انفجار ضخم. وذكر أيضاً أن دبابة استُهدفت على ما يبدو بقذيفة RBG.
وبسبب الانهيار، استمرت عمليات إنقاذ الجنود من تحت الأنقاض لساعات طويلة حتى أثناء الليل، بمساعدة وحدات الإنقاذ الخاصة التي هرعت إلى مكان الحادث، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية "مكان".
وتصف وسائل الإعلام الإسرائيلية الحادث، بأنه "الأسوأ" منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن الجيش لا يزال يحقق في أسباب الانفجار الذي يعتقد أن وراءه قذيفة RBG أطلقت على المبنيين المفخخين، وتابعت أن جهود الإنقاذ تواصلت لساعات عديدة بعد الحادث.
وبحسب "تايمز أوف إسرائيل"، فإن إعلان الجيش الإسرائيلي، الأخير يرفع حصيلة قتلاه في العمليات البرية بقطاع غزة منذ التوغل البري إلى 219.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الجيش مستمر في عملية إخطار عائلات القتلى الإضافية بهذا الأمر، فيما بلغ عدد قتلى الجيش منذ بداية الحرب على قطاع غزة إلى 546.
معارك وقصف على خان يونس
وفي سياق متصل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، استهداف ناقلة جند إسرائيلية في خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، الثلاثاء، تفجير دبابة إسرائيلية بعبوة ناسفة في محور التقدم غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي صعيد آخر، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الجيش الإسرائيلي قصف مقره في خان يونس جنوبي قطاع غزة، صباح الثلاثاء، ما أدى إلى وقوع إصابات.
وأضاف الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر منصة "إكس"، أن القوات الإسرائيلية استهدفت الطابق الرابع في مقره بالقصف المدفعي، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من المسيرات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن القصف تسبب في سقوط مصابين من النازحين.
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام فلسطينية، إن المدفعية الإسرائيلية جددت قصف محيط مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس غزة، مشيرة إلى أن مناطق وسط وشرق خان يونس شهدت غارات إسرائيلية عنيفة.