كندا تجري مناقشات تحسباً لعودة ترمب إلى البيت الأبيض

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى جانب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال قمة مجموعة السبع. بياريتز، فرنسا. 25 أغسطس 2019 - AFP
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى جانب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال قمة مجموعة السبع. بياريتز، فرنسا. 25 أغسطس 2019 - AFP
دبي-الشرق

تستعد الحكومة الكندية لاحتمال وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مرة أخرى ولـ"عدم اليقين" الذي سيجلبه، حسب ما قال رئيس الوزراء جاستن ترودو الثلاثاء في اجتماع لمجلس الوزراء. 

وقال ترودو إن ترمب "يمثل عدم اليقين. لا نعرف بالضبط ما الذي سيفعله"، لكنه قال إن حكومته كانت قادرة على إدارة أمورها مع ترمب في السابق من خلال إظهار أن كندا والولايات المتحدة يمكنهما خلق نمو اقتصادي على جانبي الحدود، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس". 

ويتطلع ترمب إلى الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيو هامشاير وفوزه الثاني على التوالي في سعيه لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لعام 2024 بعد تحقيق انتصار كبير في ولاية أيوا. 

وأضاف ترودو: "لقد نجحنا في التغلب على التحديات التي تمثلها إدارة ترمب لمدة 4 سنوات، وذلك قبل 7 سنوات، حيث طرحنا حقيقة أن كندا والولايات المتحدة تعملان بشكل أفضل عندما نفعل ذلك معاً". 

وشاركت كيرستن هيلمان، سفيرة كندا لدى الولايات المتحدة، ولجنة من الخبراء في الاجتماع لإطلاع مجلس الوزراء وإعداد استراتيجية في هذا الشأن. وقال ترودو إن وزيري الصناعة والتجارة سيقودان "نهج فريق كندا" مع مجتمع الأعمال. 

كما شارك فلافيو فولبي، رئيس جمعية مصنعي قطع غيار السيارات في كندا، في المناقشة، الثلاثاء. 

واعتبر رئيس الوزراء الكندي أنه "سواء كانت هجماته (ترمب) على المزارعين في جميع أنحاء كندا، أو هجماته على عمال الصلب والألومنيوم، أو تصميمه على تمزيق اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك وكندا، فقد تمكنا من الوقوف بقوة وإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. كان ذلك صعباً". 

وتابع قائلاً: "ما ينجح مع جميع الرؤساء الأميركيين هو إظهار أن ما هو جيد لكندا هو أيضاً جيد للولايات المتحدة والعكس صحيح. إن تكامل اقتصادينا والشراكات التي لدينا في العديد من المجالات المختلفة ينتهي به المطاف بالنفع على جانبي الحدود". 

الاقتصاد الكندي رهين التبادلات مع واشنطن

وكان ترمب قد وصف ترودو بأنه "ضعيف" و"غير أمين" وهاجم التجارة الحيوية لكندا عندما كان رئيساً. وهدد بفرض رسوم جمركية على السيارات وفرضها على الصلب.  

وتركت النبرة غير المسبوقة للهجمات على أحد أقرب حلفاء واشنطن انطباعات سيئة، وشعر معظم الكنديين بالارتياح لهزيمة ترمب في عام 2020، وفقاً لـ"أسوشيتد برس". 

وكندا هي واحدة من أكثر الدول اعتماداً على التجارة في العالم، وخطوة ترمب للانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) والدعوة إلى فرض رسوم بنسبة 25% على قطاع السيارات تشكل تهديداً وجودياً، بحسب الوكالة.  

ويذهب أكثر من 75% من صادرات كندا إلى الولايات المتحدة، لذا كان الحفاظ على صفقة التجارة الحرة أمراً بالغ الأهمية. وتوصل البلدان، إلى جانب المكسيك، في النهاية إلى اتفاق جديد. 

وبلغ إجمالي حجم التجارة بين الولايات المتحدة وكندا نحو 1.2 تريليون دولار كندي (890 مليار دولار) في عام 2022. وكل يوم، يعبر حوالي 400 ألف شخص أطول حدود دولية في العالم ويعيش حوالي 800 ألف كندي في الولايات المتحدة. وهناك تعاون وثيق في الدفاع وأمن الحدود وإنفاذ القانون، وتداخل كبير في الثقافة والتقاليد. 

وقال نيلسون وايزمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تورنتو، إن حكومة ترودو الليبرالية قلقة للغاية بشأن احتمال تولي ترمب الرئاسة مرة أخرى. 

وأضاف وايزمان: "في حين أنه من غير المرجح أن يمزق ترمب اتفاقية (نافتا) المعدلة قليلاً التي تفاوضت عليها حكومته، فإن حكومة أميركية أكثر حمائية ستكون تهديداً كبيراً للاقتصاد الكندي، لأن ثلثي تجارة كندا مع الولايات المتحدة". 

وتابع: "سيكون التأثير أكبر على كندا من أي بلد آخر باستثناء المكسيك. حكومة ترمب قد تفرض رسوماً وتعريفات وحصصاً، وتدابير أخرى قد تكون مخالفة لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، ولكن قد تأخذ وقتاً طويلاً للتسوية بموجب أحكام حل النزاع لاتفاقية (نافتا). لا يمكن توقع أي تخفيضات لصالح كندا".

تصنيفات

قصص قد تهمك